سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 3 يوليو 1913.. الأميرة فاطمة ابنة الخديو إسماعيل تستدعى القاضى الشرعى لتسجيل حجة وقف 667 فدانا من أملاكها للجامعة المصرية وتتبرع بـ18 ألف جنيه

الأربعاء، 03 يوليو 2024 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 3 يوليو 1913.. الأميرة فاطمة ابنة الخديو إسماعيل تستدعى القاضى الشرعى لتسجيل حجة وقف 667 فدانا من أملاكها للجامعة المصرية وتتبرع بـ18 ألف جنيه الأميرة فاطمة ابنة الخديو إسماعيل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أبلغ الدكتور محمد علوى باشا، طبيب الأميرة فاطمة ابنة الخديو إسماعيل، مجلس إدارة الجامعة المصرية بأن الأميرة تنوى عمل «وقفية»، وبأنه أقنعها بتخصيص جزء منها للجامعة، وكان ذلك بعد مرور نحو 5 أعوام على افتتاح الجامعة بحضور الخديو عباس الثانى يوم 21 ديسمبر 1908، حسبما يذكر الدكتور محمود فوزى المناوى، فى كتابه «جامعة القاهرة فى عيدها المئوى».

كانت الأميرة فاطمة على ثراء كبير، وكونت ثروتها من والدها وميراثها من زوجها الأمير محمد طوسون بن سعيد بن محمد على، الذى تزوجته عام 1873، ومات عام 1876وعمره 23 عاما، ثم تزوجت مرة ثانية من الأمير محمود سرى باشا، وفقا للدكتور محمد صبرى الدالى فى كتابه «الأمير عمر طوسون».
يكشف الدكتور يونان لبيب رزق، فى كتابة «فؤاد الأول.. المعلوم والمجهول»، أن مشروع الجامعة أصيب بنكسة من عام 1911 لعدم الإقبال عليه كما كان متوقعا، فكان وقف الأميرة فاطمة طوق إنقاذ. ويذكر «المناوى»، أنه فور إبلاغ الدكتور محمد علوى لمجلس إدارة الجامعة بنية الأميرة فاطمة، قرر المجلس إيفاد عبدالخالق ثروت باشا، والدكتور محمد علوى باشا، وعلى ذوالفقار باشا، وعبدالله وهبى باشا، لمقابلتها للسعى لتخصيص جزء من الوقفية للجامعة، وذكر علوى باشا فى تقريره أنه أمضى يوم الخميس 3 يوليو، مثل هذا اليوم، 1913، حتى منتصف الليل فى تبييض وثيقة الوقفية لتعتمدها الأميرة قبل سفرها يوم الجمعة 4 يوليو 1913، وتمكن من الحصول على الوثيقة قبل سفرها.

ينقل «المناوى» عن الأهرام فى 4 يوليو 1913 ما نصه: «استدعت أمس 3 يوليو صاحبة العصمة البرنسيسة فاطمة هانم إسماعيل أصحاب السعادة محمد علوى باشا، وعبدالخالق ثروت باشا، وعلى بك بهجت، وحسن بك سعيد، وأحمد باشا عزت، من أعضاء الجامعة، وأبلغت الخبر السار، وهو أنها وقفت 3306 أفدنة و5 أفدنة من أملاكها فى سندوب على أعمال خيرية، فخصصت الجامعة المصرية بـ5 هذه الأطيان أى 661 فدانا و5 أفدنة، ولما كانت الجامعة بحاجة إلى أرض تبنى عليها، فقد وقفت عليها فوق ما تقدم 6 أفدنة فى الدقى على طريق بولاق الدكرور، والمؤدى إلى قصرها بالجيزة، وبما أن خزانة الجامعة لا تستطيع القيام بنفقة البناء، فهى تبرعت من الآن بمبلغ 18 ألف جنيه لهذا الغرض، وسلمته لحضرات مندوبى مجلس إدارة الجامعة، ثم أمرت بكتابة تلك الحجة، واستدعت حضرة القاضى الشرعى فى الساعة الثامنة والنصف ليلا وسجلت الحجة».
يذكر «المناوى»، أن الدكتور محمد علوى باشا قدم تقريرا لمجلس الجامعة بجلسته يوم 10 يوليو 1913، عرض فيه موافقة الأميرة فاطمة على تخصيص الوقف على الجامعة، ووجه المجلس الشكر للأميرة تلغرافيا لوجودها فى الآستانة جاء فيه: «صاحبة الدولة الأميرة فاطمة هانم، نرفع لدولتكم أن مجلس إدارة الجامعة تلقى نبأ كرمكم وجودكم عليها بما منحتموها من الهبات العظيمة الثمينة، وقرر قبول هذه المبررات وإبداء مزيد الشكر لدولتكم، حفظكم المولى عز وجل ومد فى أجلكم».

يضيف «المناوى»: بعد عودتها من السفر زار وفد من الجامعة، برئاسة حسين رشدى باشا، الأميرة فاطمة، وألقى كلمة الجامعة الشيخ محمد الخضرى، قال فيها: إن طلاب العلم فى القطر كله يرحبون بمقدمك السعيد، ويسألون من الله العمر المديد، فقد طوقت أعناقهم بالمنة العظمى وأغدقت عليهم الإحسان الجليل، ثم تلاه الشيخ طه حسين خريج الجامعة المصرية وتلا أبياتا عامرة ترحيبا بالأميرة مطلعها: «سلى مصر إذا أقبلت كيف ابتهاجها/ بمقدمك السامى وكيف سرورها/ وكيف ازدهاها البشر حين دنا لها/ يحدثها أن قد دنوت بشيرها/ سليها تحدثك اليقين فما حدا/ بنا نحو هذا القصر غير شعورها».

يذكر «المناوى»، أن الأميرة فاطمة اشترطت أن يتم البناء على شكل بافيون أى مبان منفصل بعضها عن البعض، ويكتب اسمها بالذهب على باب الجامعة، وتقدم لها رسومات المبانى فى عام 1914، وتعهد بإدارة الوقف إلى مجلس مكون من أربعة أعضاء من مجلس إدارة الجامعة واثنين من العلماء المشهورين بالتقوى والصلاح، واثنين من مشاهير التجار، وفضيلة قاضى مصر، والمعتمد العثمانى فى مصر، وبالفعل قرر مجلس إدارة الجامعة تشكيل لجنة لتحضير رسومات بناء الجامعة ومراجعتها، على أن تنتهى منه فى أبريل 1914 ليتم وضع حجر أساس الجامعة.

تكونت هذه اللجنة من «المستر بويد كارنتر المفتش الأول بنظارة المعارف، الدكتور بتس مدير البلديات بنظارة الداخلية، المسيو ستينون المهندس المعمارى، محمود بك فهمى باشمهندس نظارة الأوقاف سابقا، عزيز باشا عزت وكيل نظارة الخارجية سابقا، المسيو ماسبيرو مدير الانتكخانات المصرية، إسماعيل صدقى باشا وكيل نظارة الداخلية، عبدالله وهبى باشا مفتش رى القسم الثانى بنظارة الأشغال، الدكتور محمد علوى باشا، وكان منوطا باللجنة مراجعة الرسومات التى وضعها لأبنية الجامعة المهندسان المصريان، صابر صبرى باشا، ومحمود بك فهمى».










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة