أيها التمساح عندما ترى عشيق الزوجة أغرقه.. كيف عاقب الفراعنة الزناة؟

الثلاثاء، 08 يناير 2019 06:00 ص
أيها التمساح عندما ترى عشيق الزوجة أغرقه.. كيف عاقب الفراعنة الزناة؟ معبد الكرنك
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى التاريح المصرى القديم حكايات كثيرة ذكرتها البرديات ورددتها الحكايات الشعبية، منها قصة الملك خوفو وزوجة الساحر والتى ننقلها من كتاب "تحريم البغاء عند قدماء المصريين وحض الحكومة على إلغائه" تأليف أنطون زكرى، والذى كان يشغل أمين مكتبة المتحف المصرى.

 

تقول القصة: ذهب الملك خوفو إلى زيارة هيكل الإله بتاح، مصحوبا بحاشيته ورجال دولته، ومن بينهما كبير أمنائه (أبا انير)، فرأت زوجته بين المرافقين لحاشية الملك شابا أنيق الطلعة، تجمعت فيه أنواع المحاسن، وهو فى عنفوان الشباب، وقوة الثائرة الآدمية، وهو أيضا من ذوى الثروة المعدودة، ووهب حظا من افتتان النساء به، وقد شغفت به زوجه كبير الأمناء، وأصرت على اجتذابه إليها واستمراره فى مودتها.

 

واستعانت فى إتمام ذلك بخادمتها، فأوعزت إليها بمقابلته بعد انصراف الملك من زيارته، وأفهمته الخادمة بأن سيدتها تدعوه لزيارتها، وأنها مهدت له الطريق فى الذهاب والإياب، ورتبت ما يستدعيه غرامها لظروف المؤانسة به كيفما شاءت وشاء لها الهوى.

 

أجاب الشاب هذا الطلب، لأنه كان يلقى إليها نظراته فى كل مرة رآها مع زوجها أثناء تأدية الملك لبعض الزيارات أو الحفلات الملكية الكبرى، وما يتخللها من تأنق تفوق به أمثالها فى أساليب الترف والدلال.

عادت الخادمة إلى سيدتها فرحة مسرورة، وأكدت لها تلهفه إلى ما تحب منه، وأنه تسلم منها علبة الملابس والهدايا التى كانت بعثتها له مع الخادمة.

 

ونجحت الزوجة فى ترتيبها، واستمر الشاب فى زيارتها أوقاتا عديدة، لا يباليان برقيب، ولا يخافان امتداد العيون إليهما، لأنها كانت ممتعة من زوجها بقوة الثقة، والنفوذ الواسع فى كل التصرفات البيتية، وأحوالها الشخصية، وتغدق بالإحسان على من تشاء من الخدم ليزدادوا طاعة لأوامرها، وحرصا على استرضائها وكتمان أسرارها.

 

وفى ذات يوم طلب الشاب إليها أن تكون معه فى مكان على البحيرة يملكه زوجها، وأذعنت الزوجة لهذا الطلب، وأمرت ناظر البحيرة بإعداد المكان على أجمل أسلوب ورونق، فنفذ أمرها بأسرع ما يستطيع، وبادرت الزوجة وعشيقها ومعهما الخادمة إلى البحيرة، وأنساهما صفو الشراب والنشوة نفسيهما، فمضى بهما اليوم كلمح البصر، أشرقت الشمس على المغيب وشرعا فى الانصراف وكأنها تريد الاحتياط فى مبارحة المكان ورجوعها إلى القصر حتى لا يؤلم زوجها عدم وجودها فيه. وتغافل عاشقها عن ضرورة الإسراع فغطس فى البحيرة بدون احتياج إلى ذلك، ولكن كأن ظروف الحوادث أذلته عن عيون الرقباء، فرآه على هذه الحالة ناظر البحيرة، واستنكر كل ما حصل، وناداه ضميره بالواجب عليه إخلاصا لسيده.

 

وفى اليوم الثانى أعلم سيده بكل ما رآه، فأمره سيده بالتأنى وعدم إذاعة الخبر وبتنفيذ الترتيب الذى سيأمره به.

وطلب كبير الأمناء من ناظر الحديقة التوجه إلى القصر، ليستحضر له منه حقيبة شرح له أوصافها، فأحضرها واستخرج منها كبير الأمناء كتاب الأرصاد السرية، ثم صنع تمثالا من الشمع بصورة تمساح، طوله سبعة أصابع وقرأ على التمثال صيغة من سحرياته، وأمر التمثال بقوله "عندما ترى عاشق الزوجة يموج فى البحيرة، فاجتذبه إلى أعمق مكان وأغرقه ف الماء".

 

وسلم كبير الأمناء إلى ناظر البحيرة هذا التمثال، وأفهمه بإلقائه فى الماء حالما ينزل إليه العاشق وأن لا يتفوه بشيء حتى ينفذ فيه إرادته وانتقامه.

 

وفى اليوم التالى حضر إلى البحيرة العاشقان كعادتهما، ثم نزل الشاب إلى البحيرة، وأسرع ناظرها لإلقاء التمثال فى الماء، فاستحال التمثال حيوانا بطول سبعة أزرع وصار ذا إرادة لتنفيذ ما أوحى له به بقوة الساحر المار ذكره، وجذبه إلى جزء عميق واستمر به تحت الماء سبعة أيام.

 

وتصادف أن الملك أراد زيارة أخرى للهيكل وفى جملة حاشيته ورجال دولته كبير الأمناء المذكور، فتقدم هذا إلى مولاه الملك، مسترحما أن يتنازل إلى روسية أغرب حادث من المعجزات الكونية التى حدثت بدائرة ملكه، فأجاب الملك رغبته فى الذهاب معه، ليرى ما يقصه عليه.

 

ولما وصلا إلى البحيرة، نادى كبير الأمناء التمساح، فخرج فوق ظهر الماء يحمل ذاك الشاب، وعندما أمره بالتقدم به بين الملك، فاندهش الملك لغرابة المنظر، واستبشع شكل التمساح،وقوة ضغطه على عنق ذاك الإنسان، وشرح كبير الأمناء تفصيل الأمر لفرعون الذى أمر التمساح بالتهام الشاب، فذهب به التمساح إلى مكان مجهول، وبعدها لم يوقف له على أثر، فكأنه نفذ فيه عقوبة الإعدام كإشارة الملك.

 

وأمر الملك بعد ذلك بإحضار زوجة كبير الأمناء إلى قصره، لينفذ فيها العقاب بالإحراق لخيانتها الأمانة فى حق زوجها، ولكونها لم تحتفظ لذاتها بكرامة وجودها فى حظوة الملك مع زوجها أثناء التشريفات والحفلات الرسمية، وفى اليوم الثانى أحرقت جثتها وسحقت رمادا وألقوها فى النهر.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة