ميلاد صديق غالى يكتب: سياسة.. الموجود يسد

الثلاثاء، 19 مايو 2015 03:13 ص
ميلاد صديق غالى يكتب: سياسة.. الموجود يسد مدينة جديدة تبنى - صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التخطيط هو أساس تكوين دولة قوية، وكلما كان التخطيط ذو أمد طويل كلما كانت فوائده ملموسة وظاهرة ويشعر بها جميع فئات المجتمع بل ويتنعم بها الشعب كله.

الدول المتقدمة تضع خطة مستقبلية مدتها سنوات عدة تسعى لتحقيقها بكل الطرق الممكنة والمتاحة وتنتظر نتائجها فى النهاية.. أما نحن لا توجد خطط - فكل شىء يسير دون تخطيط (كله سداح مداح) كما يقولون، والمستقبل لا يضعونه فى الحسبان تطبيقًا لثقافة (احينى النهاردة وموتنى بكرة).. إنها الحقيقة فلابد أن نصارح أنفسنا، حتى يتم الإصلاح.

نحن لا نخطط أبدًا وكل شىء وليد الصدفة فالمدن الجديدة تُنشأ بدون تخطيط ثم بعد فترة من الزمن نعاتب أنفسنا ونقول لماذا لم نفعل هذا أو ذاك.. الشوارع ضيقة ولا يوجد أماكن لانتظار السيارات، حتى المشاة ليس لهم مكان للسير.. أما التعليم ليس له أى خطط مستقبلية وكلما أتى وزير جديد وضع خطة تنتهى بعد تغييره بوزير آخر، والضحية هو الطالب.. لماذا لا توجد خطة بعيدة الأمد لإصلاح التعليم لا تقف أو تتغير مع تغُير الوزير؟ الكارثة أننا لم نغير شيئا ولا حجرًا واحدًا فى بنائنا رغم أننا نعرف جيدًا أن به عيبًا ممتد المفعول.

لم نخطط لتغيير فكرنا للأفضل ففى المصالح الحكومية يطبقون مقولة (الموجود يسد) حتى ولو كان هذا الموجود لا يصلح.. وعندما تسأل القائم بالأعمال: لماذا لا تُغير؟ يرد.. (يعنى نقطع عيشه).
حتى فى مدارسنا.. إدارة المدرسة فى كامل سعادتها ما دام هناك مُدرس فى كل حجرة دراسة.. حتى ولو كان هذا المُدرس فاشل.. نعم إنها سياسة الموجود يسد!!

أصبح هناك انفتاح على الدول الأخرى ونستطيع أن نرى ونتعلم منهم الكثير مما حققوه وكانت له نتائج طيبة.. ولكننا نضع اللوم دائمًا على من سبقوننا معللين عيوبنا على السابقين وننقد تاريخهم.. أما الإصلاح فلا نستطيع أن نضع له خطط.

أتمنى أن يكون لدينا خطط مستقبلية فى جميع المجالات لها آمد بعيد.. يسعى لتطبيقها وتحقيق نتائجها كل من قام بالعمل ولا تقف بتغييره. أى القائم بالأعمال سواء كان وزيرًا أو حتى مدير لأصغر مؤسسة.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة