ميلاد صديق غالى يكتب: المستقبل الذى نريده فى العام الجديد

كان عام 2014 مليئا بالأحداث منها الجيد ومنها الثقيل جدًا على نفوسنا والذى كلما تذكرناه يصيبنا الألم والبؤس وقد نصاب بالاكتئاب والإحباط، ولكن الأيام تمضى سريعًا وكطبيعتنا المصرية نتداوى بمرور الأيام ونجد دائمًا ما يلملم أنفسنا ويعيدها جديدة كما كانت، فنحن شعب لا يعرف اليأس، واذا تعرض شعب آخر لما تعرضنا له نحن لأصُيب بجملة أمراض نفسية لا شفاء منها ولن يقوم مرة أخرى.. هكذا نحن.. شعب ليس له مثيل مميز جدا .

نلوم الأيام ونلعن الأحداث وندعو فى صلواتنا أن يأتى العام الجديد بالحب والسلام والخير والرخاء ووو...الخ .. ونتجاهل أننا الذين نصنع كل هذا بذاتنا ونحن السبب فى كون الأيام سيئة أو تحوى السعادة.. فيمكننا ان نكون سببا للسلام والمودة وأيضًا نكون صناع الخير والرخاء، ومن جهة أخرى قد نكون سببا للبؤس والشقاء كل هذا بأيدينا فالعيب فينا.

التاريخ هو الجزء الملموس لمن يفكر فى تأسيس فكر جديد وخريطة طريق للمستقبل، والتاريخ لا يرحم فهو تسجيل لما يحدث ومن الصعوبة تزويره وتذهب الاعوام ويبقى التاريخ يشهد علينا ويذكرنا بما فعلنا، فمن لا يستطيع قراءة التاريخ، هو أيضا لا يقدر على قراءة المستقبل .

أخشى أن ننشغل بعام 2014 الذى أصبح تاريخ وننسى أن نستعد للعام الجديد.. لابد أن نراجع أنفسنا حتى نلمس نقاط ضعفنا والتى هى بالجملة وأن نضع أمام أعيننا اننا من نصنع المستقبل بجهودنا.. فبلدنا تحتاج منا الكثير من الجهد والعرق لكى تنهض وألا نبخل عليها أبدًا.

لن نبكى على ما مضى ولكن بالتأكيد لدينا القدرة على الوقوف سنراجع أنفسنا جيدًا وسنكتشف فى حق من أخطأنا.. سندخل فى قاموسنا اليومى كلمة أسف.. سنعتذر لمن أسأنا لهم.. سنغفر للأخرين.. سنتحدث مع أولادنا وسنعطيهم الكثير من وقتنا.. سننشر الحب والسلام على الجميع.. سيحب الزوج زوجته والزوجة زوجها وسيكون هناك وقت للكلمة الطيبة والاحترام المتبادل بينهم.. وفوق كل هذا سنعود الى الله العظيم الرحيم، سنصلى، سنصوم، سنعطى الاخرين مما رزقنا الله سبحانه.. سنحاول بقدر استطاعتنا نحن البشر أن نرضى الله فهو رحمن رحيم.

لن ننسى 2014 ولكننا لن نبقى حيث نحن سنمضى نشق الطريق سنعطى الكثير لوطننا سنبذل كل جهد فى سبيل رقينا سنبنى الأخلاق، سنرتقى بأنفسنا.. أتى عام 2015 ومعه الخير والسلام إن شاء الله.