زلزال اليمين المتطرف يهز برج إيفل.. حزب التجمع الوطنى يفوز بالمرحلة الأولى فى الانتخابات.. ماكرون يدعو لـ"تحالف إنقاذ".. القلق يتسلل للخارج.. وبلومبرج: لوبان خطر على الناتو والاتحاد الأوروبى

الثلاثاء، 02 يوليو 2024 11:54 ص
زلزال اليمين المتطرف يهز برج إيفل.. حزب التجمع الوطنى يفوز بالمرحلة الأولى فى الانتخابات.. ماكرون يدعو لـ"تحالف إنقاذ".. القلق يتسلل للخارج.. وبلومبرج: لوبان خطر على الناتو والاتحاد الأوروبى ماكرون ولوبان
كتبت: هناء أبو العز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

زلزال سياسى هز أرجاء فرنسا، بعد أن أصبح حزب التجمع الوطني الذي طالما نبذه كثيرون في فرنسا أقرب إلى السلطة من أي وقت مضى، حيث سعت ماريان لوبان إلى تحسين صورة حزب معروف بالعنصرية ومعاداة السامية وهو أسلوب أثبت نجاحه وسط غضب الناخبين من ماكرون الذي يعتبره كثيرون من الناخبين منفصلا عن همومهم اليومية.

ومع إحرازه أفضل نتيجة في تاريخه في الدورة الأولى من انتخابات تشريعية، لدى التجمع الوطني أمل كبير بالحصول على غالبية نسبية أو مطلقة في السابع من يوليو الجاري، التي ستحدد عدد المقاعد التي ستحصل عليها الكتل في الجمعية الوطنية.

وفي حال بات رئيسه جوردان بارديلا رئيسا للوزراء، ستكون المرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية تحكم فيها حكومة منبثقة من اليمين المتطرف فرنسا، لكن رئيس التجمع الوطني سبق أن أعلن أنه لن يقبل بهذا المنصب إلا إذا نال حزبه الغالبية المطلقة.

وسيفضي الأمر إلى تعايش غير مسبوق بين  إيمانويل ماكرون، الرئيس الحامل للمشروع الأوروبي، وحكومة أكثر عداء للاتحاد الأوروبي،  الأمر الذي سيضعف سلطة الرئيس ويجعل أمر السياسة الوطنية في يد رئيس الحكومة أكثر منها في يد رئيس الدولة في أغلب الملفات، بحسب ما يرى المراقبون.

أما السيناريو الثاني الممكن هو جمعية وطنية متعثرة من دون إمكان نسج تحالفات في ظل استقطاب كبير بين الأطراف، الأمر الذي يهدد بإغراق فرنسا في المجهول.

ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الناخبين في بلاده إلى تحالف كبير في مواجهة التطرف، في حين دعا رئيس الوزراء جابرييل أتال إلى منع أقصى اليمين من الهيمنة على البرلمان بعد تصدره الجولة الأولى للانتخابات التشريعية الفرنسية وبات قريبا من الوصول إلى الحكومة لأول مرة في تاريخ البلاد، التي شهدت مظاهرات احتجاجية على صعوده.

وقال ماكرون في تصريح مكتوب وزع على وسائل الإعلام: في مواجهة التجمع الوطني، إنه الآن وقت تحالف واسع يكون بوضوح ديمقراطيا وجمهوريا في الدورة الثانية.

وطبقا للنتائج الأولية، تصدر أقصى اليمين في فرنسا، ممثلا في حزب التجمع الوطني النتيجة الأولية في الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية التي جرت على مستوى البلاد، وحصل الحزب على 33% من الأصوات متبوعا بالجبهة الشعبية الجديدة الممثلة لتيار اليسار بحصولها على 28%، بينما لم يحصل معسكر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلا على 22%.

وتباينت ردود الفعل الدولية على فوز اليمين المتطرف في فرنسا بالجولة الأولى من الانتخابات التشريعية، فبينما  رحب قوميون وجماعات يمينية متطرفة في أنحاء من أوروبا بمكاسب حزب التجمع الوطني من بينهم رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني وحزب فوكس الإسباني، عبر آخرون كرئيسي الوزراء الإسباني والبولندي عن قلقهم.
و حذر رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك،  من أن نتائج الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية المبكرة تعكس اتجاها خطيرا لفرنسا وأوروبا، مشيراً إلى تصاعد اليمين المتطرف في أوروبا والنفوذ الروسي داخل هذه الاحزاب في أوروبا.


وتحدث الرئيس السابق للمجلس الأوروبي عن "اتجاه خطير" ومخاوف في القارة من أن تصبح فرنسا في القريب العاجل شوكة في خاصرة أوروبا المعرضة لمواجهة بين القوى المتطرفة.


وقال بيدرو سانتشيث، رئيس الوزراء الإسباني الاشتراكي، إن الأحزاب اليسارية ما زال بوسعها منع فوز حزب التجمع الوطني بأغلبية ساحقة.


وعبرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك عن قلقها من صعود حزب يرى أن أوروبا هي المشكلة وليست الحل وشبهت ذلك بالدعم المتزايد الذي يحظى به حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف في بلادها.

فيما انسحب عشرات المرشحين من سباق الانتخابات التشريعية الفرنسية في سعي الأحزاب للتصدي لليمين المتطرف،حيث انسحب  نحو 180 مرشح يساري وآخرين من معسكر الرئيس إيمانويل ماكرون مؤهلين للجولة الثانية من الانتخابات، وسط سعي المعارضين لليمين المتطرف في فرنسا إلى بناء جبهة موحدة لمنع حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف من الوصول إلى السلطة بعد تحقيقه مكاسب تاريخية بفوزه بالجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية، في حين أخبر ماكرون حلفاءه أن التصدي لليمين المتطرف أولوية قصوى.

وسارع رئيس حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف جوردان بارديلا على قناة تي اف اه لاتهام الرئيس ماكرون بإقامة تحالف غير طبيعي مع زعيم اليسار المتطرف جان لوك ميلانشون بينما أكد رئيس الوزراء غابرييل أتال في مقابلة على نفس القناة أن الانسحابات قطع للطريق على التجمع الوطني وليست احتشادا مع اليسار.

من جهته، ناشد رئيس الوزراء الفرنسي جابرييل أتال الناخبين "عدم إعطاء اليمين المتطرّف ولو صوتا واحدا في الجولة الثانية من الانتخابات العامة" المقررة الأحد المقبل.

وقال أتال إن اليمين المتطرف على أبواب السلطة، وقد يحقق غالبية مطلقة. مضيفا: هدفنا واضح وهو منع حزب التجمع الوطني من الفوز في الجولة الثانية. 

أما زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان، فأكدت أن معسكر ماكرون تم محوه عمليا، معلنة إعادة انتخابها من الدورة الأولى في دائرتها با دو كاليه بشمال البلاد.

وفي إطار ردود الفعل الشعبية، خرج آلاف الأشخاص في فرنسا إلى الشوارع أمس للتظاهر ضد صعود اليمين المتطرف في أعقاب الأداء القوي لحزب التجمع الوطني في الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية.

واحتشد الناس في باريس والعديد من المدن الأخرى للاحتجاج ضد حزب مارين لوبان والتحول نحو اليمين في فرنسا، وشهدت ساحة الجمهورية بالعاصمة تجمعا احتجاجيا حاشدا بعد دعوة للتظاهر من قبل التحالف اليساري الجديد،  وشارك في الاحتجاج أيضا سياسيون يساريون بارزون.

كما جرت مسيرات احتجاجية في نانت وديجون وليل ومرسيليا،  ووفقا لتقارير إعلامية، اندلعت اشتباكات بين المتظاهرين والشرطة في ليون، ثالث أكبر مدن فرنسا، وأقيمت حواجز وتعرض ضباط شرطة للضرب بالزجاجات والألعاب النارية.
من جانبها نشرت  صحيفة "بلومبرج" بأن الهزيمة المتوقعة في المرحلة الثانية والحاسمة من الانتخابات البرلمانية الفرنسية قد تؤدي إلى زعزعة استقرار الاتحاد الأوروبي وحلف "الناتو".

ووفقا لمقال "بلومبرج" فأن توقعات نتائج المرحلة الثانية والحاسمة من الانتخابات البرلمانية الفرنسية والتي ستجري وقائعها خلال 5 أيام تشير إلى أن حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف سيحقق انتصارا ظافرا، ويفيد المقال بأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيواجه حينئذ وضعا مهينا.

وبرغم حقيقة أن ماكرون سيحتفظ بالرئاسة، إلا أن سلطته سيتم تقويضها، وسيتولى منصب رئيس الوزراء شخص إما من حزب التجمع الوطني لمارين لوبان، أو من الائتلاف اليساري الجبهة الشعبية الجديدة، وفقا لما كتبته الصحيفة.

وستشهد هزيمة حزب ماكرون وصول مؤيدي وقف المساعدات لأوكرانيا والسياسيين المتعاطفين مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى قيادة ثاني أكبر دولة في الاتحاد الأوروبي، وهو ما ترى "بلومبرج" أنه سيؤدي إلى زعزعة استقرار الاتحاد الأوروبي وحلف "الناتو"، وسيعرض المزيد من المساعدات لأوكرانيا إلى الخطر.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة