أكرم القصاص

المصريون والحوار والمستقبل فى 30 يونيو.. القلق المشروع والتشكيك المزيف

الإثنين، 01 يوليو 2024 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

11 عاما على تاريخ استعادة مصر من مستنقع الفوضى، ومصائر دول حولنا فى الإقليم ذهبت إلى الضياع أو واجهت حكم الميليشيات، واضطر مواطنوها للهروب لاجئين، المصريون لا يغادرون بلدهم، ومصر البلد الوحيد التى لم ترفع عليها رايات سوداء من داعش أو أى تنظيم إرهابى مثلما فعلوا فى دول حولنا، والشعب المصرى عليه أن يفتخر بذلك، وبجهد أبنائه من القوات المسلحة والشرطة، الذين قدموا حياتهم فى مواجهة إرهاب فكك دولا وخلق فوضى، وحروبا بالوكالة.  


ومنذ 30 يونيو واجه المصريون تحديات وضغوطا وتهديدات متنوعة، انتصروا عليها وواصلوا مسيرتهم، من أجل تثبيت أركان الدولة، ومواجهة الإرهاب، وإصلاح الاقتصاد، والبنية الأساسية ومواجهة العشوائيات، والأمراض وإعادة بناء السياسة الخارجية.


ومن بين ما انتصر عليه المصريون مع الإرهاب وداعش، كانت منصات الحرب الدعائية التى كانت ولا تزال تنشر الشائعات والأكاذيب وتنفق مليارات من أجهزة استخبارات أو تمويلات ضخمة، وهؤلاء يختلفون عن مواطنين غاضبين يواجهون الغلاء وتداعيات الأزمات العالمية والإقليمية، وهى تأثيرات لا يمكن لعاقل أن يتجاهلها أو ينكرها، حيث يدرك المصريون جيدا كيف يفرقون بين الحقيقى والمزيف، وبين التنوع والابتزاز، وبين القلق المشروع والتشكيك ونشر المشاعر السلبية واليأس، يعرفون أن التساؤل مشروع، والقلق المصحوب بطرح أسئلة أمر محمود ومطلوب، يختلف عن الإرباك والحديث بلسان خارجى، وأن التنوع فى الآراء يختلف عن الحملات الخبيثة  والابتزاز، ومحاولة شق الصف.
ومن خلال ما هو معلن اليوم فى العالم وثورة المعلومات والاتصال والتواصل، هناك خطوط عامة لقضايا الأمن القومى، والتحديات المحيطة والقضايا الإقليمية والسياسة الخارجية، وأن الدولة ما كان لها أن تتوقف للرد على حملات مستعرة، واتجهت للعمل، ويفرق المصريون بين أغلبية تتفق وتختلف داخل الجماعة والوطنية، وأقلية اعتادت الانحياز للخصوم والأعداء، وتبنى وجهات نظرهم، فرقة تربت على مخاصمة الوطن، والانحياز للجماعة والتنظيم، بحثا عن أرباح، هؤلاء خسروا رهانهم، على العكس ممن تمسكوا بالبقاء وإعلان آرائهم داخل الوطن، ضمن تنوع مطلوب ويمكن أن يتسع، ما دام ارتبط المختلفون بقواعد عامة تضع الوطن فوق الجماعة أو الحزب، وتعرف اللحظات التى لا يفترض الاختلاف حولها.


الرئيس عبدالفتاح السيسى أشار فى كلمته إلى أن ثورة 30 يونيو هو  اليوم الذى قال فيه المصريون كلمتهم، فحفظوا بها وطنهم، واستردوا مقدرات دولتهم، وأنهوا فترة عصيبة من الفوضى والدمار، وأعادوا اكتشاف قوة وصلابة الإنسان المصرى، وأشار إلى أنه لا يمكن تجاهل ما تمر به المنطقة من تغيرات خطيرة، خاصة الحرب الإسرائيلية الغاشمة فى قطاع غزة، التى غاب فيها ضمير الإنسانية وصمت عنها المجتمع الدولى وأدار وجهه عن عشرات الآلاف من الضحايا الأبرياء والمشردين والمنكوبين، وما بين محاولات خبيثة لفرض التهجير القسرى نحو أراضى مصر، كان موقف مصر نبيلا وشريفا ووطنيا، لم تصمت مصر - بالفعل قبل القول - عن إغاثة الأشقاء الفلسطينيين بكل ما أوتيت من قوة وعزم، وكذلك صمدت بعزة وكرامة أمام مساعى التهجير وأسمعت صوتها واضحا جليا حماية لأمنها القومى ومنعا لتصفية الحق الفلسطينى.


حرص الرئيس السيسى، على تحية إلى كل رجل مصرى وسيدة مصرية، يتحملون مشاق الحياة وارتفاع الأسعار، خلال الفترة الأخيرة مـن أجل توفير الحياة الطيبة لأبنائهم، مؤكدا إن الشغل الشاغل والأولوية القصوى للحكومة الجديدة هو تخفيف تلك المعاناة، وإيجاد مزيد من فرص العمل، وبناء مستقبل أفضل لجميع أبناء مصر، موجها تحية إجلال واحترام لجميع شهداء الوطن، أبناؤنا الذين قدموا حياتهم ثمنا لبقاء الوطن وحمايته، وأن شعب مصر لا ينسى من ضحوا لأجله.


هنا فإن المصريين يعلمون أهمية الحوار والتنوع، وتوسيع المجال العام ليستوعب الجميع، فى إطار من الوحدة والقوة، ونحن بعد 11 عاما فإن مصر والمصريين صمدوا لإرهاب فكك دولا، وهجمات كورونا وحروب فى كل مكان، وآخرها محاولات تصفية القضية الفلسطينية، يعملون بجد بعيدا عن مزايدات أو أخطار أو ادعاءات كاذبة، لأن مصر أكثر الدول التى قدمت ولا تزال للقضية الفلسطينية، مع تأكيد حرصها على الأمن القومى ومواصلة جهود التنمية وثمار البنية الأساسية وشبكات الطرق والزراعة والصناعة والسياحة، وأهمية التفرقة بين مواطنين ومنصات ممولة وتابعة.

p
مقال أكرم القصاص فى العدد الورقى









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة