الكوميكس فن يمزج بين الرواية والسينما ومشروع تحويل روايات نجيب محفوظ يعيده إلى الواجهة.. "الفن التاسع" خلق لغته الخاصة وانتشر بين الأطفال والكبار.. سمير وماجد وعلاء الدين تجارب لا تنسى.. وأبطال القصص في الذاكرة

السبت، 08 يونيو 2024 05:30 م
الكوميكس فن يمزج بين الرواية والسينما ومشروع تحويل روايات نجيب محفوظ يعيده إلى الواجهة.. "الفن التاسع" خلق لغته الخاصة وانتشر بين الأطفال والكبار.. سمير وماجد وعلاء الدين تجارب لا تنسى.. وأبطال القصص في الذاكرة اللص والكلاب
عبد الرحمن حبيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تثير لفظة الكوميكس الانتباه أما الكلمة البديلة في اللغة العربية وهي الكارتون فهي معتادة فكيف استبدل الكوميكس بالكارتون؟ الحقيقة أن الأمر يعود للتليفزيون فقد سميت أفلام توم وجيرى والرسوم المتحركة أفلام الكارتون ومن ثم باتت التسمية معتادة لكن دعنا من التسمية ولنذهب إلى المتن فما الذى خلق الفكرة وحركها في ذهن الفنان لتضحى قصة مصورة وقبل الدخول إلى لحم القصة وشحمها نتوقف مع تعريف الكوميكس وهو فن تصويرى يتكون من مجموعه صور تحكى أحداث متتابعة تكون قصة.

فى كتاب "سكوت مكلاود" فهم الكوميكس understanding comics قال إن الكوميكس عمل مصور مجمع في كتاب يحتوى على رسومات تنتج تأثيرًا بتتابعها مثل السينما ولأن كل هذا العمل موضوع فى قالب إبداعى أدى ذلك الى اعتبارها فنًا مستقلاً بذاته وأطلق عليه النقاد المعاصرون الفن التاسع فباتت له لغته الخاصة المكونة من بالونات، إطارات، مسافات بين الإطارات، أيقونات، ورموز تعطي إحساسًا بمرور الزمن بين اللقطة واللقطة التالية.

الكوميكس بدأ كفن ضحل المستوى فى نظر النقاد ولكن أصبح فى القرن الواحد والعشرين واحدًا من الفنون اللى تعكس ذوق الشعب وتكلمه بطريقته فى عالم الرموز والإشارات التى تملأ الشوارع وفى عالم تقدم فيه الدراما بالصوت و الصورة لابد أن تكون القراءة مختلفة لذلك الكوميكس هى نوع الفن الجديد الذى يعكس روح إنسان القرن العشرين والحادي والعشرين، وتقديرًا لهذا الفن بدأ الاحتفال به فى أوروبا وإنشاء جائزة لأفضل كومكس فى العالم وذلك فى بلدة أنجولم فى فرنسا "مهرجان آنجولم الدولى للشرائط المصورة".

كوميكس
كوميكس اللص والكلاب

 

أقدم الكوميكس

يمكن أن تكون القصص المرسومة على معابد المصريين القدماء وعمود الإمبراطور "تراجان" فى روما أقدم الكومكس فى العالم وفى القرن السادس عشر أخذ الموضوع شكلا جديدا فقد قام الفنان التشكيلى الإنجليزى ويليام هوجارث برسم قصص من عدة لوحات متتالية فى عام 1730 ميلادية ومن بعده السويسرى رودلف توبفر الذي أعد "حكايات السيد جابو" سنة 1830 ميلادية.

 

القرن العشرين

تعتبر قصص الفنان البلجيكى هيرجيه نقطة تحول كبرى في هذا المجال إذ أنه لما بدأ نشر الكوميكس كل أسبوع في أمريكا ازدادت شعبيته و بدأ شكل الفن يكتمل مع إصدار جورج هيرمان لقصص القطة المجنونة التى صدرت أول مرة في نيويورك ايفننج جورنال 1913 وبعدها نشرت فى إصدارات صحفية كثيرة في نفس الوقت حتى عام 1944.
وفى الثلاثينيات ظهرت قصص سوبر مان وميكى وبطوط ثم ظهرت شخصية سبايدر مان في الخمسينيات أما الأمريكي ويل آيزنر فقدم لأول مرة مصطلح "جرافيك نوفيل" أو رواية مصورة للكبار فقدم رواية "عقد مع الرب" ثم ظهر الكومكيس اليابانى "المانجا" بظهور الولد الشجاع الذي يقتحم الفضاء للحفاظ على سلامة العالم وقدم في مصر باسم فرافيرو وقد أنجزه الفنان "أوسامو تيزوكا".

 

فن الكوميكس في مصر

تعد مجلة سمير أهم تجربة رائدة في هذا المجال  بمصر وقد كانت تصدر أسبوعياً عن دار الهلال المصرية منذ عام 1956 وترأّست تحريرها ناديا نشأت حفيدة مؤسس دار الهلال منذ تأسيسها حتى رحيلها للبنان في 1966 لتليها نُتيلة إبراهيم راشد "ماما لبنى" حتى 2002 وفقا لما ذكرته موسوعة الأطفال في العالم العربي.
ووفقا لنفس الموسوعة صدر العدد الأول من مجلة سمير في 15 أبريل 1956 الموافق 4 رمضان 1375 هجرية عن دار الهلال المصرية وبه 16 صفحة ملونة من القطع الكبير وبسعر قرشين، ثم زاد عدد الصفحات إلى 24 والسعر بنصف قرش مع العدد 52 آخر السنة الأولى للمجلة.

اشتهرت المجلة بأنها قدمت بعض سلاسل الكوميكس لأول مرة للغة العربية مثل «تان تان» وشخصيات ديزني التي ظهرت في 1958 في أعداد خاصة قبيل تأسيس مجلة ميكي لدار الهلال، كما قدمت مجموعة من السلاسل المصورة مثل "سمير وتهته" و "باسل الكشاف الشجاع"، و"بوبي" و"بسبس" و "الأسطى فالح" وشارك في عدد منها رسامون محليون مثل بهيجة "جيجا توماسيان" ورسامون عالميون مثل برني من فرنسا وهيرانت «هارون» من أرمينيا.
شخصيتا سمير وتهته من ابتكار الفنان الفرنسي برني والذي كان يقوم برسم الأغلفة تقريباً لنهاية السنة الأولى.

احتوى العدد الأول على مغامرات باسل الكشاف الشجاع وكانت المغامرة الأولى بعنوان (مغامرات باسل) وكانت بريشة الفنان الأرمني هارون (اسمه الأصلي هيرانت) وهو أفضل من رسم شخصية باسل حيث توالى على رسم هذه الشخصية ريشة أكثر من فنان.

واحتوى أيضاً العدد الأول على شخصية أخرى شهيرة بشكلها ومظهرها وهي "بعجر السخيف" والتي كانت من رسوم الفنان برني أيضاً وكانت عبارة عن شخصية كاريكاتورية تشبه شخصية سمير في الشكل نوعا ما ولكن بصورة شريرة.

أول أعداد علاء الدين
أول أعداد علاء الدين

هناك أيضًا شخصيتان شهيرتان أيضا وهما دقدق وسامبو والتي كانت تنشر أولاً بعنوان ابن جحا الخايب، ثم بعد ذلك ابن جحا وسامبو وكانت من رسم الفنان هارون أيضاً.

في العدد الثالث ظهرت لأول مرة شخصية معروفة للجميع وهي ميكي ماوس وكانت شخصيات والت ديزني تظهر من وقت إلى آخر في قصة من صفحة واحدة في مجلة سمير واستمر هذا الحال لفترة من الوقت وحتى صدور مجلة ميكي واستقلالها بشخصياتها عام 1958.

في العدد الرابع نشرت مجلة سمير قصص مترجمة أوربية أخرى وكانت البداية بقصتين الأولى مغامرات فلاش كوردون وأليس في بلاد العجائب وكانت الشخصيتان في هذا الوقت من أشهر الشخصيات العالمية في مجال قصص الأطفال.

في العدد 12 بدأت مغامرة جديدة لباسل وهي النقود المزيفة وكانت أكثر دقة في تفاصيل الرسوم من المغامرة التي قبلها واستمرت حتى العدد 29 وبريشة هارون.

العدد 17 كان بداية ظهور بطلة أخرى جديدة من القصص المترجمة من الكوميكس الأوروبي وهي (نادية) والتي استمرت مجلة سمير في نشر مغامراتها لوقت طويل وكانت ذات رسوم دقيقة وألوان جميلة جدا وكان هناك أيضا قصة من صفحة واحدة لسوسو ولولو وتوتو شخصيات والت ديزني المعروفة.

في العدد 18 ظهرت شخصيات جديدة مثل نوسة الكدابة بريشة ناجي والأسطى ألف بريشة بندق وتتابعت بعض الشخصيات في الظهور بعد ذلك مثل كتكوتة السفروته والقرد ميزو العفريت وغيرها أيضاً ولكن هذه الشخصيات لم تكن من الشخصيات الرئيسية بالمجلة.

في العدد 20 توقفت المجلة عن تسمية مغامرات سمير وتهته باسم سمير الحويط وتهته العبيط واكتفت فقط بمغامرات سمير وتهته، وفي هذا العدد أيضا بدأت بالمجلة ظهور بعض الصفحات بطباعة 4 لون فقط بعد أن كانت كل المجلة تصدر ملونة بالكامل.

التجربة الأحدث هي مجلة علاء الدين التي كانت تصدر أول كل شهر عن مؤسسة الأهرام وصدر العدد الأول منها في الأول من يوليو، 1993م.

وجهت المجلة إلى الأطفال من سن 7 حتى 17 سنة والشخصية الرئيسة التي أخذت اسم المجلة هي علاء الدين، وهو بطل مصري من تأليف محمد المنسي قنديل، ورسوم وليد نايف ونشرت المجلة قصصاً عربية لمؤلفين عرب أغلبهم من مصر، ونادراً ما اعتمدت على المصادر العالمية مثل "مغامرات سلاحف النينجا"

هناك أيضا تجربة عربية رائدة في هذا المجال وهي مجلة ماجد ومن أشهر  رسامي مجلة ماجد في الثمانينات والتسعينات الفنانين المصريين أحمد حجازي ومصطفى رحمة وبهجت عثمان وعبدالعال حسن وإيهاب شاكر ونجيب فرح ومحيي الدين اللباد ونبيل تاج وجورج بهجوري وعدلي رزق الله.

وكانت المجلة تصدر أسبوعيا منذ أول يوم أصدر فيه العدد الأول في 28 فبراير من سنة 1979 وحتى نهاية العام 2019، وتحول إصدارها إلى مجلة شهرية منذ بداية العام 2020 حتى الآن، وفي عام 2009 تم إطلاق موقع الكتروني للمجلة.

سجل توزيع المجلة رقماً قياسياً وهو 176500 نسخة في الأسبوع وهو رقم قياسي في تاريخ الصحافة الموجهة إلى الأولاد والبنات، وفقاً لتقرير مؤسسة التحقق من الانتشار الدولية وقد أشار آخر استبيان للمجلة أن متوسط عدد قراء النسخة الواحدة أربعة أشخاص، أي أن عدد قراء المجلة أسبوعياً يصل إلى 600 ألف قارئ.

أما أِشهر شخصيات المجلة فهي ماجد الذى سميت المجلة باسمه وزكية الذكية وهي بنت ذكية تسعى لتعلم العلوم وكسلان جدا الذى يدل اسمه على فعله وفضولى وهو شخصية كانت تظهر في نوع من الألغاز وكذلك هناك موزه الحبوبة وشقيقها رشود وهى قصص مغامرات بين شقيقين.

مجلة سمير
مجلة سمير









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة