قبل أسابيع قليلة من انتخابات بريطانيا 2024، استعرض كلا من المتنافسين الرئيسيين خطتهما لمغازلة الناخبين، وقالت صحيفة الجارديان البريطانية أن كل من ريشى سوناك، رئيس وزراء بريطانيا والسير كير ستارمر، زعيم حزب العمال تراجعها عن وعودهما الانتخابية بشأن الضرائب والهجرة فى أول مناظرة تلفزيونية نارية فى الحملة الانتخابية.
وتبادل المسئولان الانتقادات اللاذعة فى جلسة متوترة أمام جمهور استوديو قناة ITV فى سالفورد، حيث اتهم ستارمر سوناك بأنه "رئيس الوزراء الأكثر ليبرالية على الإطلاق فيما يتعلق بالهجرة" وتعهد بإبقاء المملكة المتحدة فى الاتفاقية الأوروبية بشأن حقوق الإنسان.
وبينما سعى الزعماء إلى رسم خطوط فاصلة بين الحزبين، حطم زعيم حزب العمال سجل المحافظين بعد 14 عامًا فى الحكومة واتهم سوناك بالفشل فى تحمل المسئولية الشخصية عن إخفاقاته، بما فى ذلك تكاليف المعيشة وأوقات الانتظار فى هيئة الخدمات الصحية الوطنية.
كما سعى سوناك إلى تقديم ستارمر كسياسى غير موثوق به يسعى إلى السلطة من أجل السلطة. وادعى مرارًا وتكرارًا أن سياسات حزب العمال ستؤدى إلى زيادة ضريبية بقيمة 2000 جنيه إسترلينى للعائلات، وهو هجوم يخطط المحافظون لنشره بشكل متكرر خلال هذه الحملة.
وقال رئيس الوزراء: حزب العمال سوف يرفع الضرائب الخاصة بكم. إنه موجود فى الحمض النووى الخاص بهم. عملك، سيارتك، معاشك التقاعدى – حزب العمال سيفرض عليه ضرائب. ردًا على ذلك، قال ستارمر أن المحافظين "وضعوا سياسات حزبية زائفة على الخزانة" لإنتاج شخصية خيالية.
وقال ستارمر أن قرار رئيس الوزراء بالدعوة لإجراء انتخابات فى يوليو بدلا من الخريف كما كان متوقع يظهر الآن أنه لا يعتقد أن خططه المتعلقة بالاقتصاد أو الهجرة غير الشرعية سيكون لها أى تأثير.
وأضاف: "إذا كان يعتقد أن الأمور ستتحسن فى النصف الثانى من هذا العام، فلماذا دعا لانتخابات فى 4 يوليو ؟ وقال ستارمر: "لقد أطلق عليه هذا الاسم الآن لأنه يعرف، وسأسأله هذا، فهو يعلم أن التضخم سيرتفع مرة أخرى، ويعلم أن أسعار الطاقة سترتفع مرة أخرى فى الخريف. هذا ما لم يخبركم به".
والتزم الزعيمان بعدم رفع ضريبة الدخل أو التأمين الوطنى أو ضريبة القيمة المضافة. ودافع ستارمر عن سياسته الرامية إلى فرض ضريبة القيمة المضافة على المدارس الخاصة، قائلًا إنه "خيار صعب" ولكنه ضرورى، ليحظى بتصفيق الجمهور.
ويبدو أن رئيس الوزراء يشير إلى أنه على استعداد لإخراج المملكة المتحدة من الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان إذا منعت سياسته المثيرة للجدل لإرسال طالبى اللجوء الذين يعبرون القناة إلى رواندا.
وأضاف: أنا وأضح تمامًا، أعتقد أن جميع خططنا متوافقة مع التزاماتنا الدولية، ولكن إذا اضطررت للاختيار بين تأمين حدودنا وأمن بلادنا، أو محكمة أجنبية، فسأختار أمن بلادنا كل مرة.
ودافع زعيم حزب العمال عن عضوية المملكة المتحدة فى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان. وقال: لن ننسحب من الاتفاقيات الدولية والقانون الدولى الذى يحترم فى جميع أنحاء العالم. لأننى أريد أن تكون المملكة المتحدة لاعبًا محترمًا على الساحة العالمية، وليس دولة منبوذة لا تتفق مع القانون الدولي.
وقال الزعيمان إنهما سيعملان مع دونالد ترامب، الرئيس الأمريكى السابق، إذا أعيد انتخابه رئيسا للولايات المتحدة فى نوفمبر.
وفيما يتعلق بتكلفة المعيشة، اتهم ستارمر سوناك بأنه بعيد عن الواقع ويعيش "فى عالم مختلف". وفى إشارة إلى طفولته ردًا على سؤال من أحد الحضور، قال زعيم حزب العمال: أعرف مدى صعوبة القلق، عندما يأتى ساعى البريد بفاتورة، وتسأل نفسك عما إذا كنت تستطيع دفعها؟ لا أعتقد أن رئيس الوزراء يفهم تمامًا الموقف الذى أنتم فيه.
واستبعد العودة إلى التقشف إذا أصبح رئيسا للوزراء، وهو ما لم يفعله سوناك. وأصر سوناك على أن الناخبين "بدأوا يرون فوائد" سياساته الاقتصادية.
قال سوناك إنه سيستخدم الرعاية الصحية الخاصة إذا كان أحد أفراد أسرته مدرجًا فى قائمة انتظار طويلة لإجراء عملية جراحية. وقال ستارمر إنه لن يعتمد على هيئة الخدمات الصحية الوطنية وحدها وسيعتمد عليها.
وفى بيانه الختامى، قال ستارمر أن إعادة انتخاب المحافظين ستكون مثل "إعادة أعواد الكبريت لمشعلى الحرائق".
وقال: أنا لا أقدم لكم الحيل أو الوعود غير الممولة التى يقدمها ريشى سوناك. أنا لا أدعى أن هناك عصا سحرية ستصلح كل شيء بين عشية وضحاها. وبدلا من ذلك، أقدم خطة عملية منطقية لتغيير بريطانيا.
