مكيفات الهواء سلاح ذو حدين مع أزمة الكهرباء فى أوروبا.. قانون إسبانى يُلزم بتشغيلها عند 27 درجة لعدم الإضرار بالكهرباء.. وأقل من 10% من الأوروبيين لديهم أجهزة.. وتقرير يحذر من إصدارها 10 ملايين طن كربون فى 2050

الجمعة، 28 يونيو 2024 02:00 ص
مكيفات الهواء سلاح ذو حدين مع أزمة الكهرباء فى أوروبا.. قانون إسبانى يُلزم بتشغيلها عند 27 درجة لعدم الإضرار بالكهرباء.. وأقل من 10% من الأوروبيين لديهم أجهزة.. وتقرير يحذر من إصدارها 10 ملايين طن كربون فى 2050 مكيفات الهواء
فاطمة شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تعانى الدول الأوروبية في الوقت الحالي من العديد من الأزمات المناخية ، في مقدمتها ارتفاع درجات الحرارة التي أصبحت تتجاوز 40 درجة مئوية في بعض الأماكن ، في الوقت أيضا الذى تعانى من أزمة في  الكهرباء مع انقطاع للتيار الكهربائى بشكل متكرر ، مما أثار حالة من الرعب والفزع ، وبدأت بعض الدول لاتخاذ تدابير وإجراءات وقائية للحد من الاستهلاك لعدم إلحاق الضرر.


تعد أجهزة تكييف الهواء سلاح ذو حدين، فعلى الرغم من أنها تصبح المورد الأكثر استخداما للتخفيف من درجات الحرارة المرتفعة، خاصة فى أيام موجات الحرارة التى أصبحت أكثر توترا، إلا أنها تساهم فى ظاهرة الاحتباس الحرارى مع تحذيرات من إطلاقها انبعاثات ثانى أكسيد الكربون بمقدار 10 ملايين طن بحلول عام 2050.


وأشارت صحيفة أكتيفو الإسبانية إلى أن إسبانيا من الدول التي تعانى من درجات حرارة مرتفعة تتجاوز الـ 40 درجة مئوية ، مما أدى إلى الاستخدام المتكرر لمكيفات الهواء والمراوح ، ولكن الحكومة الإسبانية أقرت العام الماضى، فى نوفمبر 2013، بإلزام المستهلكين لأجهزة التكييف، ضبطه على 27 درجة فقط ، وذلك للحد من الاستهلاك الكهربائى، وهو ما يتم تنفيذه فى الوقت الحالى مع وضع غرامات للمنتهكين.


وأشارت صحيفة "انفورماثيون" الإسبانية فى تقرير لها إلى أن باحثين من جامعة فينيسيا وجامعة بوسطن، حذروا من تزايد الطلب على تكييفات الهواء وتأثيره على تغير المناخ خاصة أنه مع استهلاكه يتزايد معدل الكهرباء وأيضا تصدر ملايين الأطنان من الكربون.


درس الباحثون حالة أوروبا، وأكدوا فى دراستهم أن انبعاثات أوروبا تزداد بمقدار 10 ملايين طن من ثانى أكسيد الكربون من الآن وحتى عام 2050، وستكون الزيادة فى الهند أعلى بكثير، لتصل إلى 120 مليون طن فى الـ 28 عامًا القادمة.


وتعتبر تكييفات الهواء مسؤولة عن 20% من الكهرباء فى المبانى، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية فإنه نطرا لارتفاع أسعار الطاقة فى الوقت الحالى بسبب استمرار الحرب فى أوكرانيا، فإنها تمثل أيضًا تحديًا للطاقة، لسوء الحظ، فى مواجهة الحرارة الشديدة، أصبحت مكيفات الهواء ضرورة أكثر من كونها رفاهية.

ارتفاع استخدام تكييف الهواء فى أوروبا


مع عدم وجود خيار سوى شراء تكيفات الهواء لحماية أنفسهم من الحرارة، من المتوقع أن يزداد استخدام الكهرباء كثيرًا فى بعض الدول الأوروبية مثل إسبانيا واليونان وإيطاليا، ووفقا للدراسة فإنه سيحدث الشيء نفسه فى الهند، على الرغم من حقيقة أن مستواها الاقتصادى ليس مرتفعًا جدًا. تقدر الدراسة أنه بحلول عام 2050، مع زيادة درجات الحرارة العالمية بين 2 و3 درجات مئوية، سيتضاعف استهلاك أجهزة تكييف الهواء فى أوروبا وأربعة أضعاف فى الهند، وأخيرًا ستوفر هذه الخدمة لـ 40% من السكان فى كلا المنطقتين.


10 % من الأوروبيين فقط يستخدمونه


تعتبر أوروبا عمليا لا تستخدم تكييف الهواء، وفقًا لتقرير صادر عن وكالة الطاقة الدولية، فإن أقل من 10% من المنازل الأوروبية بها تكييف، ولكن منذ العام الماضى بدأ استهلاك التكييفات على نطاق واسع وهو ما يثير المخاوف من زيادة الاستهلاكى وتأثيره الواضح على الكهرباء.


وفقًا لبيانات الشركة المصنعة Inaba Denko، فإن أقل من 3% من المنازل فى ألمانيا بها مكيفات هواء. وأثناء وجودهم فى المملكة المتحدة أو فرنسا لم يصلوا أيضًا إلى 5%.


وفقًا لبيانات من وكالة الطاقة الدولية، تضاعفت مبيعات مكيفات الهواء ثلاث مرات بين عامى 1990 و2016، ومن المتوقع أن يتضاعف الإنفاق على الطاقة لتبريد المنازل ثلاث مرات مرة أخرى قبل عام 2050، وفى الاتحاد الأوروبى، من المتوقع أن يكون هناك 110 ملايين مكيف هواء مكيف. فى عام 2019 سيصل إلى حوالى 275 مليون فى عام 2050.

 

مواجهة أزمة الكهرباء 

تدرس إسبانيا بروتوكول للتغلب على الإنقطاع الكبير للتيار الكهربائى الذى تعرضت له البلاد ، وقامت شركات الكهرباء باتخاذ قرار بفصل الكهرباء عن الصناعات الكبيرة عند الساعة التاسعة ليلا لمدة ثلاثة ساعات لمنع ترك المنازل بدون كهرباء،حسبما قالت صحيفة لا سيكستا الإسبانية.

وكانت النمسا حذرت في وقت سابق من انقطاع كبير من الممكن أن يهدد الدول الأوروبية، حيث وضعت سيناريو مروعًا على الطاولة: وهو "انقطاع التيار الكهربائي الكبير" الذي ينهار فيه نظام الطاقة في البلاد ويسبب تأثيرًا ضارًا على الدول المجاورة الأخرى.

ولفتت وزيرة الدفاع النمساوية كلوديا تانر الانتباه إلى المشكلة ــ التي وصفتها بأنها "خطر واقعى ومستهان به في الوقت نفسه" ــ في منشور على موقع إنستجرام.

وأشارت الصحيفة إلى أن إسبانيا والبرتغال وفرنسا لديها بروتوكول مشترك جاهز للأزمات يسمح باستعادة الخدمة الكهربائية بعد انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع في شبه الجزيرة الأيبيرية وفي جزء من جنوب فرنسا، وتم تم تصميم البروتوكول لإعادة تنشيط النظام الكهربائي لشبه الجزيرة بأكمله - ما يُعرف في المصطلحات الكهربائية باسم "الجهد الصفري المعمم" - بعد وقوع حادث خطير.

في الأيام الأخيرة، وفي خضم أزمة إمدادات الغاز، بدأ الناس في إسبانيا يتحدثون عن إمكانية تركهم بدون كهرباء على المستوى العالمي.

وأوضحت الصحيفة أن إيطاليا ، لديها مخاوف كبيرة من تكرار انقطاع التيار الكهربائى بسبب ارتفاع درجات الحرارة ، حيث قدرت  الرابطة الوطنية للبلديات الإيطالية أن الفواتير سترتفع بما لا يقل عن 550 مليون يورو، من إجمالي نفقات الكهرباء السنوية التي تتراوح بين 1.6 و1.8 مليار يورو، وإذا كانت هذه النفقات تشكل عبئا على الأفراد بالنسبة للمؤسسات، فقد يكون الوضع أسوأ.

وشهدت إيطاليا منذ أيام موجة حر شديدة ، حيث سجلت أكثر من 50 درجة فى عاصمتها روما، كما عانى الفاتيكان  من ارتفاع درجات الحرارة التى أثرت على ساحة القديس بطرس، لدرجة أنه تم إصدار حالة التأهب القصوى من اللون الأحمر بسبب موجة الحر.


 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة