ميناء مصرى قديم يكشف عن الروابط الخفية بين الحضارات قبل آلاف السنين

الخميس، 27 يونيو 2024 05:00 م
ميناء مصرى قديم يكشف عن الروابط الخفية بين الحضارات قبل آلاف السنين معبد إيزيس
عبد الرحمن حبيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

في صباح مشمس من شهر يناير الماضي، جلس إنجو ستراوخ، الخبير في التاريخ في فناء ما كان في السابق معبدًا مصريًا أرضيته مليئة بالحجارة والأعمدة المتساقطة وفي مكان قريب، ظهرت الكتابة الهيروغليفية المنحوتة على الجدران المتآكلة بالملح، والتي لا يزال ارتفاعها في بعض الأماكن يصل إلى ثمانية أقدام تقريبًا ويقع هذا الضريح على بعد بضع مئات من الخطوات من مياه البحر الأحمر المتلالئة، في الصحراء الشرقية في مصر، وقد تم تخصيصه للإلهة الأم إيزيس منذ حوالي 2000 عام.

وقد كانت تقع تحت الرمال مباشرةً مدينة ساحلية عالمية كانت تعج بالحركة، حيث أبحرت منها السفن الجبارة المحملة بالذهب والنبيذ عبر المحيط وجلبت في المقابل التوابل والمجوهرات والعطور وغيرها من البضائع الغريبة.

في العصور القديمة، وصف المؤرخون مثل سترابو وبليني الأكبر هذا الموقع، المعروف باسم بيرينيكى، بأنه البوابة البحرية للإمبراطورية الرومانية إلى الشرق: نقطة دخول حاسمة للثروات المذهلة التي تم جلبها عبر البحر من شرق إفريقيا وجنوب شبه الجزيرة العربية والهند وخارجها وفقا لمجلة سميثسونيان الأمريكية.

ومن الصعب أن نتخيل كيف يمكن دعم مثل هذه التجارة الواسعة والمعقدة هنا، على بعد أميال من أي مصدر طبيعي لمياه الشرب ورحلة شاقة لعدة أيام عبر الصحراء الجبلية من نهر النيل ومع ذلك فإن الحفريات تكشف أن هذه القصص حقيقية.

وقد كشف علماء الآثار بقيادة ستيفن سايدبوتام، من جامعة ديلاوير، عن ميناءين وعشرات المنازل والمتاجر والمزارات حيث اكتشفوا أكوامًا من المخلفات الإدارية، بما في ذلك الرسائل والإيصالات والتصاريح الجمركية، والكنوز المستوردة مثل العاج والبخور والمنسوجات والأحجار الكريمة والمواد الغذائية مثل أواني الفلفل الهندي وجوز الهند والأرز.

ولا ترسم الاكتشافات صورة مفصلة وفريدة للحياة عند مفترق طرق أقل شهرة ولكنه بالغ الأهمية بين الشرق والغرب كما أنهم يركزون اهتمامهم العلمي على التجارة البحرية القديمة الواسعة التي ربما قزمت طريق الحرير الأرضي من حيث الأهمية الاقتصادية وساعدت في الحفاظ على الإمبراطورية الرومانية لعدة قرون.

وقد كشف معبد إيزيس المدمر وحده عن نقوش وقرابين طقسية قدمها المتعبدون المصريون واليونانيون والرومان على مدى مئات السنين، بدءًا من الفراعنة الملونين على الجدران إلى التماثيل البرونزية والتماثيل المذهبة.

 

معبد ايزيس
معبد ايزيس


 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة