بعض الكلمات تنشأ من ظروف خاصة، تاركة أثرا لا يمحى على اللغة والمجتمع، ومن ضمن هذه الكلمات مصطلح "المقاطعة" هو أحد الأمثلة على ذلك، لأنه يحمل قصة رائعة تتشابك مع محنة المزارعين الأيرلنديين والأفعال القمعية لرجل واحد، مما يسلط الضوء على قوة العمل الجماعي والتطور اللغوي.
تعود أصول مصطلح "المقاطعة" إلى القرن التاسع عشر في أيرلندا، في قلب هذا الصراع كان المزارعون المستأجرون الأيرلنديون يناضلون ضد الممارسات غير العادلة في مجال الأراضي، وارتفاع الإيجارات وعمليات الإخلاء التي فرضها الملاك الغائبون ووكلاؤهم خلال الحرب البرية التي دارت رحاها بين عامي 1879 و1882، وفقا لما ذكره موقع ancient orgnins.
وأصبح أحد هؤلاء الوكلاء، الكابتن تشارلز كننجهام بويكوت، وهو الشخصية المركزية في ملحمة القمع هذه، في عام 1880، اتسمت إدارة المقاطعة للعقار بعمليات إخلاء قاسية وإيجارات باهظة وتجاهل عام لرفاهية المزارعين المحليين.
وابتكر المزارعون الأيرلنديون استراتيجية جريئة للمقاومة فبدأوا حملة منسقة من المقاومة اللاعنفية، ورفضوا العمل في أرضه، أو المشاركة في التجارة معه أو تقديم أي شكل من أشكال الخدمة له، بما في ذلك خدمته في المتاجر المحلية أو العمل في أرضه.
تردد صدى هذا العمل الجماعي إلى ما هو أبعد من حدود مقاطعة مايو، مما جذب اهتمام وسائل الإعلام لأساليب الاحتجاج المبتكرة التي ابتكرها المزارعون الأيرلنديون، وسرعان ما دخل المصطلح الذي يحمل نفس الاسم إلى الوعي العام، حيث صاغ الصحفيون والمعلقون مصطلح "المقاطعة" لوصف هذا الشكل من النبذ الاجتماعي والاقتصادي.
