تعرف على تاريخ اليونانيين فى مدينة بورسعيد الباسلة.. صور

السبت، 20 أبريل 2024 09:00 ص
تعرف على تاريخ اليونانيين فى مدينة بورسعيد الباسلة.. صور أماكن كان يقظن بها يونانيون
بورسعيد - محمد عزام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

اليونانيون لهم تاريخ كبير في محافظة بورسعيد، ما بين عائلات كانت تعيش على أرض هذه البلد وبنوا صداقات قوية ولازال منها قائم بين اليونانيين كأفراد وبين المصريين حتى وقتنا هذا.

في بداية القرن التاسع عشر، استقبلت مصر العديد من المهاجرين من مختلف الدول الأوروبية، وجاء اليونانيون في المقام الأول حيث كانوا أكبر وأكثر الجاليات الأجنبية في مصر وازداد وجودهم في ظل حكم محمد علي باشا حيث استعان بهم في بناء الدولة الحديثة على النمط الأوروبي واشتهروا بدأبهم على العمل في التجارة، وعملوا في مختلف الحرف والمهن.


وفي سنة 1843، تأسست في الإسكندرية أول جمعية للجالية اليونانية في مصر، وأعقب ذلك تأسيس جمعيتهم في القاهرة وبورسعيد والإسماعيلية وميت غمر وأسيوط وغيرها من البلدان.

لعبت الجالية اليونانية دوراً بارزاً في شتى نواحي الحياة المصرية من اقتصادية واجتماعية وسياسية إذ أن الجالية كانت أكثر الجاليات التي اندمجت اجتماعيا مع المصريين.


اليونانيون في مصر أصبحوا جزأ من الحياة اليومية خاصة في المجالات الاقتصادية إذ أنهم كانوا يمثلون أكبر الجاليات الأوروبية في مصر وتركز في أيديهم تجارة الجملة والقطاعي والاستيراد والتصدير.


تميز اليونانيون بأنهم كانوا يظهرون روحا من التماسك سواء في أوقات الرخاء أو في وقت الأزمات، كانوا يعتبرون سمعة كل شركة هي سمعة المجموعة كلها ويبذلون الجهود لإنقاذ أي بيت تجاري من محنته، فكانت الروابط الاجتماعية فيما بينهم قوية وكانوا مخلصين لعقيدتهم إلى درجة أنهم كانوا نادرا ما كانوا يتزوجون من خارج عائلاتهم.


في بورسعيد كانت الجالية اليونانية هي أكبر الجاليات الأجنبية فى المدينة، حيث بدأ الاستعانة بالعمالة الأوروبية في حفر القناة بعد أن قام الخديوي إسماعيل بتعديل شروط اتفاقية حفر القناة.

في عام 1857م قامت شركة القناة بإقامة المدرسة اليونانية وكانت أول المدارس التي أنشأتها، وفي 5/7/1866 أقام ديليسبس كنيسة لليونانيين الموجودين ببورسعيد تشجيعاً لهم على الإقامة بها وتنازل لهم عن الأرض المقامة عليها مجاناً .

وفى البداية فان مبنى هذه الكنيسة كان يكفى للصلاة فقط، وقد أبدى وكلاء الكنيسة وقسيسها ووكيل قنصل اليونان في بورسعيد رغبتهم إلى شركة القناة بتوسيعها نظراً لازدياد عدد اليونانيين ببورسعيد، وقد قام ثلاثة من كبار اليونانيين بجمع التبرعات من المسيحيين ببورسعيد لسد نفقات هذا العمل وكانت هذه الكنيسة تتبع بطريرك الروم الأرثوذكس وقد حضر إليها في عام 1881.

وفي 17 نوفمبر 1869 بعد افتتاح قناة السويس عاد أغلب اليونانيون مرة أخرى إلى اليونان ومن تبقى سعى إلى إحضار عائلته و استقروا في بورسعيد ، والذين ما سارعوا إلى الاندماج مع أهالي المدينة وأصبحوا جزء من هذا المجتمع فشاركوه أفراحه وأحزانه وعاداته وتقاليده وحتى أحداثة السياسية كانوا جزء منها وكان لهم مدارسهم وكنائسهم الخاصة بهم وكذلك صدرت لهم الصحف اليونانية مثل الصحيفة اليونانية الفرنسية التي سميت بروجرس ثم انتقلت إلى القاهرة، وكذا صحيفة صوت كاسوس (مجلة نصف شهرية تصدرها صاحبة الامتياز الجمعية الكاشوطية اليونانية ببورسعيد ).


وأصبحت جميع تجارة التجزئة في بورسعيد في يد اليونانيين الذين أقاموا أول سوق تجاري بشارع الجيش، وتمركز اليونانيون بطول الشارع الخلفي للكنيسة اليونانية ما بين شارعي محمد علي وصلاح سالم والذي عرف بحارة الكاشوتية نسبة إلي جزيرة كاسوس اليونانية الذي جاء سكانها للعمل في حفر القناة.


والتاريخ لا ينسى كيف وقف بعض أفراد الجالية اليونانية في مصر وفي خارجها بجانب الشعب المصري وبصفة خاصة حين انسحب معظم المرشدين الأجانب من بورسعيد في سبتمبر 1956 بعد تأميم القناة حيث استمر المرشدون اليونانيون ووقعت مصر عقودا جديدة معهم أثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، وشارك اليونانيون المصريون في أعمال المقاومة بالنفس والمال وقدموا النقود والتبرعات وأعلنت الجالية اليونانية في مصر أن 223 فردا من أفرادها انضموا إلى جيش التحرير كما أقبل الكثير منهم على مراكز التدريب على أعمال التمريض وتطوع بعضهم بتقديم ملابس لجنود مصر.


وفى عصرنا الحديث مازال اليونانيون حريصون على تدعيم أواصر المحبة يزورون مدينة بورسعيد حتى الآن و يعشقونها ويحبون زيارتها بالرغم من اختلاف المدينة عن السابق و مازالوا يربط بينهم و بين أهل المدينة الصداقات القوية والروابط المتينة ويسألون عن أفراد الأسرة الواحدة اليونانية المصرية و يتبادلون التهاني سواء في المناسبات الخاصة أو العامة.


كما أن الكثير منهم انشأ المواقع الالكترونية والصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة لينشر كل ما يخص بورسعيد من ذكريات في زمن الماضي الجميل وحتى يستمروا في تواصل فكري و عاطفي مع بورسعيد و أهلها من القلب قبل العقل أنها علاقة لا يمكن تفسيرها بسهولة لكن المصريين و اليونانيون وحدهم هم من يفهمون معناها.

احد أطفال الجاليات
احد أطفال الجاليات

 

إحدى المباني اليونانية
إحدى المباني اليونانية

 

أماكن كان يقظن بها يونانيون
أماكن كان يقظن بها يونانيون

 

مساكن كان بعيش فيها اليونانيون
مساكن كان بعيش فيها اليونانيون

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة