عبد الحليم يوسف

بطولة العاصمة وبطولة المتحدة

الأربعاء، 27 مارس 2024 10:50 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لاتزال الشركة المتحدة تبهرنا بأدوار قومية بالغة التأثير، ولا نبالغ في وصفها أنها أدوار بطولية حقيقة تحتاجها مصر كي تستعيد قوتها الناعمة الفنية والرياضية في محيطها الإقليمي والدولي، فبعد أيام من إشادة الجميع بما تقدمه المتحدة من إبداع فني متنوع و إنتاج درامي مبهر حتى فاجئتنا مرة أخرى وفي غضون أيام قليلة بمستوى رائع من التنظيم الرياضي المحترف لبطولة دولية على أرض ستاد مصر أحد المعالم الرياضية الحديثة و إنجازات العاصمة الإدارية. 
 
ورب ضارة نافعة، فبعد نقل البطولة الدولية الودية من دولة الإمارات الشقيقة نتيجة للخلافات التسويقية مع الشركة المنظمة، و تهددت البطولة بالإلغاء التام وكان ذلك سينعكس سلبا، وبلا أدنى شك، على برنامج إعداد المنتخب المصري ضمن مسيرته في التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم، وعلى أمور أخرى أكثر تعقيدا، تقدمت الشركة المتحدة متحملة مسئولية التنظيم والتسويق والترويج للبطولة في غضون أيام قليلة، و إلى هذا الحد كان سقف توقعات الجميع هو تدارك الموقف بتنظيم سريع للبطولة فقط، ولكن الشركة المتحدة سطرت بطولة خاصة بها، واستطاعت أن تبهر ضيوف مصر قبل أبنائها بتنظيم مبهر وملفت للغاية بدءا من الاهتمام بأدق التفاصيل حتى امتلاء جوانب استاد مصر بالعاصمة الإدارية بجماهير وفية، وعلى غير العادة، في بطولة دولية يفتقد فيها منتخب مصر أهم نجومه العالميين النجم المحبوب محمد صلاح، ولا أقف هنا عند المستوى الفني لفريقنا القومي الذي نتمنى له كل التوفيق، ولكنه أحد الرابحين من تلك التجربة الفنية الودية في ثوبها الرسمي حيث انتظم جدول إعداده و أيضا عادت الروح الوطنية للجماهير المصرية والتف الجميع مرة أخرى حول منتخبنا ومصلحة مصر.
تعددت المكاسب النفسية لجموع المصريين وهم يفخرون باستاد عالمي مصري لا يقل في روعته عن أحدث استادات العالم، واستمتع المشاهد بنقل تليفزيوني مصري بمعايير عالمية، وشعر الجميع أنها ليست مباريات ودية على الإطلاق، وهو ما يؤكد أن الإتقان والعمل بمهنية واحترافية هو الطريق الوحيد للإبداع وهو درس آخر من بطولة المتحدة ورجالها الذين تحملوا المسئولية في وقت ضيق للغاية.
 
الجائزة الكبرى كانت صور زيارات أحد أشهر المنتخبات العالمية بنجومه المرموقين لأهرامنا الخالدة، لتنتشر الصور واللقطات والفيديوهات عبر وكالات العالم الإخبارية ومنصات شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة لكي تروج لمصر وحضارتها العبقرية، وهي في ذاتها حملة ترويجية سياحية تكافئ وتتجاوز آثارها تلك الحملات التي من الممكن أن ننفق عليها ملايين الدولارات، وتؤكد أن مصر تحوي كنوزا ومعالم تاريخية وكنوزا بشرية وقدرات حديثة، تتطلب قدرا من الإخلاص والإتقان والاهتمام بأدق التفاصيل كي تخرج في أبهى صورة كالنموذج الملهم الذي قدمته الشركة المتحدة.   









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة