لطالما اقترنت أشكال المرض النفسى بحالات الإبداع على اختلافها، والتى من بينها التوحد، الذى يتمثل فى صورته التعريفية البسيطة، بعدم القدرة على التواصل الاجتماعى، وإذا ما نظرنا فى تاريخ الأدب والفنون سنجد العديد من الأسماء الأدبية العالمية التى كانت محلا للدراسات والأطروحات الأكاديمية.
وفى عالمنا المعاصر، فليس من الغريب أو المدهش أن نجد كاتبا أو كاتبة مصاب بمرض التوحد، ولديه أو لديها أعمالا أدبية لديها القدرة على المنافسة فى الجوائز العالمية، وأبرز هذه الحالات ما شهدته جائزة البوكر للرواية، التى أعلنت عن روايات القائمة الطويلة فى دورتها لعام 2023، فى العاصمة البريطانية، لندن.
فمن روايات القائمة الطويلة، كشفت جائزة البوكر الأجنبية، أن الكاتبة فيكتوريا لويد بارلو، مصابة بداء التوحد، وأنها روايتها التى تتنافس على الوصول إلى القائمة القصيرة، تتناول من خلال بطلتها نفس المرض.
فيكتوريا لويد بارلو، هى كاتبة من مواليد 2 مايو عام 1974، حاصلة على درجة الدكتوراه في الكتابة الإبداعية من جامعة كنت، ولديها خبرة شخصية ومهنية وأكاديمية واسعة فيما يتعلق بالتوحد مثل بطل روايتها الأولى All the Little Bird-Hearts.
وفقا لتقارير جائزة البوكر للرواية فإن فيكتوريا لويد بارلو قدمت أبحاث الدكتوراه الخاصة بها دوليًا، وكان آخرها في جامعة هارفارد عن التوحد والسرد الأدبي. تعيش فيكتوريا مع زوجها وأطفالها على ساحل شمال شرق كينت بإنجلترا.
وعن روايتها "كل الطيور - القلوب الصغيرة" قال أعضاء لجنة تحكيم جائزة البوكر إن الرواية كُتِبت من منظور أم مصابة بالتوحد، جمعت فيها بلغة شعرية مذهلة موضوعات الحب العائلي والصداقة والطبقة والتحيز والصدمة مع الحدة النفسية والذكاء.
