رسالة الإمام يرفع شعار الدين معاملة.. «المتحدة» قدمت عملا نموذجيا فى عالم العلم والإيمان.. المسلسل تصدر تريند العالم العربى على مدار شهر رمضان.. ورسائله تتسم بالوسطية والبعد عن التعصب والتطرف

الخميس، 20 أبريل 2023 08:00 م
رسالة الإمام يرفع شعار الدين معاملة.. «المتحدة» قدمت عملا نموذجيا فى عالم العلم والإيمان.. المسلسل تصدر تريند العالم العربى على مدار شهر رمضان.. ورسائله تتسم بالوسطية والبعد عن التعصب والتطرف رسالة الإمام
أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
استطاعت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية أن تقدم لنا نموذجا متميزا فى عالم الدين والإيمان عبر تنفيذ عمل درامى ضخم يتناول حياة أحد الأئمة الأربعة فى فقه الإسلام، ضمن دراما رمضان 2023، وهو سيرة الإمام محمد بن إدريس الشافعى، بعنوان «رسالة الإمام» بطولة النجم الكبير خالد لنبوى الذى نجح كالعادة كونه فنانا يمتلك كل زمام أموره فى العيش داخل كينونة الشخصية، فنقل لنا تلك السيرة العطرة بروحه وموهبته الفذة، وكانت هناك رسائل عديدة يكتسبها المشاهدون بشكل يومى عبر أحداث المسلسل الذى حاز على إعجاب الجمهور ليس فى مصر فحسب؛ بل على مستوى الوطن العربى، إذ أنه كان يتصدر عمليات البحث على السوشيال ميديا بصورة مذهلة، سواء فى البحث عن أقوال الإمام المأثورة أو أشعاره عبر قصائده العذبة، أو بحثًا على منصة Watch IT لمشاهدة الحلقة أكثر من مرة.

«قبول الاختلاف»
من الدروس المستفادة من مواقف الشافعى هو قوله عن فقه الاختلاف قائلا: «يا صديقى تجمعنا مئات المسائل، فلا تفرقنا مسألة.. لا تحاول الانتصار فى كل الاختلافات.. فأحيانا كسب القلوب أولى من كسب المواقف.. لا تهدم الجسور التى بنيتها وعبرتها، فربما تحتاجها للعودة يوما ما.. اكره الخطأ لكن لا تكره المخطئ.. اكره بكل قلبك المعصية، لكن سامح وارحم العاصى.. فمهمتنا القضاء على المرض لا على المرضى.. لا تحاول أن تكون مثاليا فى كل شىء.. لكن إذا جاءك المهموم انصت.. وإذا جاءك المعتذر اصفح، وإذا قصدك المحتاج انفع.. وحتى لو حصدت شوكا يوما ما، كن للورد زارعا».

«اشغل عقلك بما يجعلك أقرب للناس»
ذكرها الشافعى خلال رحلته إلى مصر بعد أن تعافت زوجته، إذ يسأل صاحبه فى السفر، كيف لفقيه وعالم فى الدين أن يأخذ علاج زوجته من راهب، ويرد الإمام مستشهدا بقوله الله تعالى «الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَّهُمْ»، فقد أحل الله لنا طعامهم وأحل لهم طعامنا، فما بالك بالدواء!، وأضاف الشافعى أيضا «وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ».

«المؤمن يعيش ليعبد الله»
خلال حوار دار بين الشافعى وبين ابن الوالى، طالبه الأخير بأن يقول له حكمة فرد الإمام قائلا: إن الأحمق يعيش ليأكل والعاقل يأكل ليعيش.. والمؤمن يعيش ليعبد الله».

 «أمة تفرط فى علمائها هى أمة إلى زوال»
لقد ذكرها الإمام الشافعى عندما توصل إلى مراسلات الليث بن سعد والإمام مالك، ولكنه يُصدم حين يجدها محروقة، وهو ما جعله يقول: «أنعيش شهودا على ضياع العلم؟ أمة تفرط فى علمائها هى أمة إلى زوال، ليس لها حاضر ولن يكون لها مستقبل».

«تَعَمَّدنى بِنُصحِكَ فى اِنفِرادى»
ذكر الإمام الشافعى خلال حواره مع أحد الشيوخ الذى كان يقوم بنصيحته على الملأ بقوله: أنصحك بقراءة الموطأ للإمام مالك، وهو ما جعل الإمام يرد عليه ويقول له قولا حاسما: تَعَمَّدنى بِنُصحِكَ فى اِنفِرادى.. وَجَنِّبنى النَصيحَةَ فى الجَماعَة.. فَإِنَّ النُصحَ بَينَ الناسِ نَوعٌ.. مِنَ التَوبيخِ لا أَرضى اِستِماعَه.. وَإِن خالَفتَنى وَعَصِيتَ قَولى.. فَلا تَجزَع إِذا لَم تُعطَ طاعَة» واستكمل كلامه قائلا: أما عن الموطأ فاحفظه عن ظهر قلب.. أما عن المبدأ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِى عِلْمًا».

«اسأل تعرف أكثر»
نصح الشافعى أحد طلاب العلم بأن يسأل أكثر حتى يعرف أكثر، وكانت تلك النصيحة للشيخ يوسف البويطى أحد تلاميذ الإمام الشافعى عندما كان يصطحبه بحثًا عن علم الإمام الليث بن سعد.

«كن عبدا لله»
رأى الشافعى رجلا يجمع الجباية من التجار فى السوق قبل العيد، ويقول الرجل: «أنا عبد مأمور» وهنا يتدخل الشافعى: «كن عبدا لله الذى يأمر ولا يؤمر، ودع الناس يعملون، اتق الله فى الناس وقد تكون أموال يتامى والجور على أموال اليتامى ذنب عظيم لو تعلم، اتق الله يغفر لك الذى لا يعبد سواه».

«رد الحق لأصحابه»
أعطى الشافعى درسا مهما خلال فض نزاع بين تاجرين، إذ استشهد بقول عثمان بن عفان إذ حكم بأنه «إذا كان البائع يعلم عيبا وكتمه فالبيع مردود بالعيب».

«شروط الإمامة»
تحدث الإمام عن أهمية علم أحكام الله قائلا: «إن من أدرك علم أحكام الله فى كتابه نصا واستدلالا، ووفقه الله للقول والعمل لما علم منه، فاز بالفضيلة فى دينه ودنياه، وانتفت عنه الرِّيَب، ونورت فى قلبه الحكمة، واستوجب فى الدين موضع الإمامة».

«معاملة الأطفال برفق»
ظهر ذلك من خلال حديث الشافعى مع طفل  يتيم من أهل الفسطاط، ويخبره أنه كان يتيما فى صغره مثله ولنا فى رسول الله أسوة حسنة فإنه كان يتيما أيضا، لكنه أصبح قائدا وخرجت أمتنا من الظلمات إلى النور على يديه.

«لا تحمل الهم»
يقول الشافعى فى ذلك «سَهِرَت أَعيِنٌ وَنامَت عُيونُ.. فى أُمورٍ تَكونُ أَو لا تَكونُ.. فَاِدرَأِ الهَمَّ ما اِستَطَعتَ عَن النَفس.. فَحِملانُكَ الهُمومَ جُنونُ.. إِنَّ رَبّاً كَفاكَ بِالأَمسِ ما كانَ.. سَيَكفيكَ فى غَدٍ ما يَكونُ.

«إجازة ترميم الكنائس»
أجاز الشافعى ترميم كنائس المسيحيين إذ احتج الإمام الليث بن سعد بأن أكثر الكنائس التى فى مصر لم تبنَ إلا فى زمن الصحابة الفاتحين، واعتبر حفظ الكنائس فى مصر من باب عمارة البلاد.

«إجازة حضور المرأة لجلسات العلم»
لقد أجاز الإمام الشافعى حضور النساء حلقات العلم والدرس لأن طلب العلم فريضة على كل مسلم كما أوصانا النبى.

«نصرة المظلوم»
من المواقف التى تعرض لها الإمام هو تلقى اللوم من زوجته بعد فتواه التى انتصر فيها لامرأة ودفع عنها تهمة الزنا خوفا من كلام الناس عليه وعلى بناته، ويرد الشافعى: ما نفع علمى بالفقه والشريعة إن لم أستخدمها فى نصرة المظلومين؟ هل أستحق الإمامة حقا؟ هل تريديننى أن أترك سمعة امرأة بريئة ومصيرها للهلاك؟

«للمرأة حق التصرف فى مالها»
يقول الشافعى: يحق للمرأة الرشيدة التصرف فى كامل مالها دون الرجوع إلى زوجها أو لغيره؟ مستشهدا بقول الله تعالى: فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ».

«لا تخف على رزقك»
يقول الإمام: تَوَكَّلتُ فى رِزقى عَلى اللَهِ خالِقى.. وَأَيقَنتُ أَنَّ اللَهَ لا شَكَّ رازِقى.. وَما يَكُ مِن رِزقى فَلَيسَ يَفوتَنى.. وَلَو كانَ فى قاعِ البِحارِ العَوامِقِ.. سَيَأتى بِهِ اللَهُ العَظيمُ بِفَضلِهِ.. وَلَو لَم يَكُن مِنّى اللِسانُ بِناطِقِ.. فَفى أَى شَىءٍ تَذهَبُ النَفسُ حَسرَةً.. وَقَد قَسَمَ الرَحمَنُ رِزقَ الخَلائِقِ.
 
«المساواة بين الذكر والأنثى»
يقول الإمام، حين أمرنا الله بالتقوى والعامل الصالح لم يفاضل بين ذكر وأنثى، مستشهدا بقول الله تعالى: وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا».
 



«مرونة الفقه»
قام الإمام بإدخال بعض التعديلات على كتاب دونه فى العراق قبل أن يأتى إلى مصر وذلك بما يناسب عادات الناس فى الفسطاط، وهو ما يشير إلى مرونة الفقه وتوافقه مع كل زمان ومكان.

«الصبر»
يقول الشافعى عن الصبر.. ولرب نازلة يضيق بها الفتى ذرعا.. وعند الله منها المخرج ضاقت.. فلما استحكمت حلقاتها فرجت..  وكنت أظنهـا لا تفرج

«من يحق له الفتوى»
لا يحق لأحد أن يفتى فى دين الله إلا رجل عارف بكتاب الله ناسخه ومنسوخه محكمه وتأويله، ماذا أريد به ولماذا نزل وأن يكون عالما بحديث رسول الله وبصيرا باللغة والشعر وإذا لم يكن كذلك يتكلم فى العلم لكن لا يفتى.

«حُسن معاملة الزوجة»
من أحداث المسلسل نجد أن ما اتسم به الشافعى هو حُسن معاملة زوجته واحترام عاطفتها ونفسيتها والرفق واللين فى الحديث معها.

«أهمية العلم»
يقول الشافعى: «لن يبلُغَ العلمَ جميعاً أحدٌ.. لا ولَوْ حاوَلَهُ ألفَ سنَة.. إنما العلْمُ عَمِيقٌ بحرُهُ.. فخذوا من كل شىءٍ أحسنه».

«التواضع والخضوع للحق»
عرف الإمام بالتواضع والورع خضوعه للحق من خلال مناظراته ودروسه ومعاشرته لأقرانه ولتلاميذه وللناس إذ يقول «كل ما قلت لكم فلم تشهد عليه عقولكم وتقبله وتراه حقا فلا تقبلوه، فإن العقل مضطر إلى قبول الحق».

«عدم فرض الرأى على الآخرين»
كما قدم الإمام نموذجا لقبول الرأى والرأى الآخر بمقولته «رأيى صواب يحتمل الخطأ.. ورأى غيرى خطأ يحتمل الصواب» كما قال فى موضع آخر «رأى واحد لا ينفع» ليؤكد الشافعى على أهمية وجود الاختلاف.

«على رب البيت ألا ينسى أهله»
قرر الإمام أن يمنح من وقته إلى أولاده فيخرج فى نزهة مع ابنتيه حتى لا تكونان عرضة لأى شعور بالسأم وقلة الحيلة، ولا يجب على طالب العلم ألا ينسى أهله فى رحلته نحو العلم.

«لا تسأل جاهلا أو غير أمين»
يقول الإمام الشافعى إن للمشورة قواعد أولها ألا تسأل جاهلا أو عالما غير أمين».

«أهمية تدوين العلم»
دون الإمام ما تعلمه وما اجتهد فيه وما أخذه عن المعلمين السابقين له، إذ رأى أن ما نفع علم واجتهاد وتفقه إذا لم يثبت، ويقول أيضا إذا جاء من بعدنا وأضاف عليه فله ولنا الأجر والثواب وإن تعلمه فقط فلنا أجر ما سعينا.

«لا إكراه فى الزواج»
يقول الإمام يجب أن تستأذن المرأة عند زواجها من أى شخص سواء أكانت أرملة أم فتاة، مستشهدا بقول الله تعالى «لا إكراه فى الدين» فكيف يمنع الإكراه فى الدين، ويقبل به فى الزواج.

«لا تيأس من التوبة»
يقول الإمام عن الذنوب والتوبة منها وعفو الله عز وجل: إِنْ كُـنْـتَ تَـغْدُو فِى الذُّنُوبِ جَلِيدَا وَتَـخَـافُ فِـى يَـوْمِ الْـمَـعَـادِ وَعِيدَا.. فَـلَـقَـدْ أَتَـاكَ مِـنَ الْـمُـهَـيْـمِـنِ عَفْوُهُ وَأَفَـاضَ مِـنْ نِـعَـمٍ عَـلَـيْـكَ مَـزِيـدَا.. لَا تَيْئَسَنْ مِنْ لُطْفِ رَبِّكَ فِى الْحَشَا فِــى بَـطْـنِ أُمِّـكَ مُـضْـغَـةً وَوَلِـيـدَا.. لَـوْ شَـاءَ أَنْ تَـصْـلَـى جَـهَـنَّـمَ خَالِدًا مَــا كَـانَ أَلْـهَـمَ قَـلْـبَـكَ الـتَّـوْحِـيـدَا.

«القناعة»
يقول الإمام فى ذلك «رَأيْتُ القنَاعَة رَأْسَ الغنَى.. فصِرتُ بأَذْيَالِهَا مُمْتَسِكْ.. فلا ذا يرانى على بابهِ.. وَلا ذا يَرَانى بهِ مُنْهمِكْ.. فصرتُ غَنِيّاً بِلا دِرْهَم.. أمرُّ على النَّاسِ شبهَ الملك.

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة