أشجار الزيتون

الأربعاء، 29 نوفمبر 2023 10:52 ص
أشجار الزيتون على محمد جار الله
علي محمد جارالله

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كثيرون لا يعلمون ان معركة "طوفان الأقصى" ليست اول معركة بين الفلسطينيين و جيش الإحتلال الإسرائيلي،  فغزة و أهل غزة يعانون من تنفيذ جيش الإحتلال الإسرائيلي عليهم عمليات عسكرية منذ إخلاء المستوطنات و إنسحاب جيش الإحتلال الإسرائيلي في العام 2005م.
 
1) في يونيو 2006م عندما تم أسر الجندي الإسرائيلي جلعاط شاليط.
2) في العام 2007م سيطرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على قطاع غزة، و تم فرض حصاراً شاملاً على القطاع من قبل جيش الإحتلال الإسرائيلي.
3) في العام 2008 قام جيش الإحتلال الإسرائيلي بشن حربا على قطاع غزة اسموها "عملية الرصاص المصبوب"، و ردّت عليهم المقاومة بعملية أسمتها "معركة الفرقان".
4) في 14 نوفمبر 2012م قامت قوات جيش الإحتلال الإسرائيلي بالهجوم على قطاع غزة بعملية أسمتها "عامود السحاب" و ردت عليها المقاومة الفلسطينة بمعركة "حجارة السجيل"، و استشهد فيها احمد الجعبري قائد كتائب القسام.
تم وقف إطلاق النار في 21 نوفمبر 2012م، و تم إعلان اتفاق تهدئة من القاهرة.
5) في 7 يوليو 2014م قامت اسرائيل بعملية عسكرية اسمتها "الجرف الصامد"، و ردت عليها المقاومة بمعركة "العصف المأكول".
و في هذه المعركة عند التوغل البري لجيش الإحتلال في حي الشجاعية تم أسر الجندي الصهيوني شاؤول آرون.
6) في 12 نوفمبر 2019م اطلق جيش الإحتلال الإسرائيلي صاروخاً من طائرة مسيرة استهدفت شقة سكنية يسكنها بهاء ابو العطا و أدت إلى إستشهاده هو و زوجته.
ردت المقاومة الفلسطينية على هذا الإغتيال بعملية عسكرية اطلق عليها "معركة صيحة الفجر".
7) في 10 مايو 2021م قام مستوطنون صهاينة بالإستيلاء على بيوت مقدسيين في حي الشيخ جراح، قامت المقاومة الفلسطينيّة بإطلاق الصواريخ على شكل رشقات صاروخية مكثفة على إسرائيل و بعدها بدأت القوات الجوية الإسرائيلية بقصف قطاع غزة و هو ما تسبب ببدء الحرب، و أسموها "حارس الأسوار"، و سماها الفلسطينيون "سيف القدس".
انتهت الحرب في 21 مايو من عام 2021 بهدنة بوسَاطة مصرية.
8) في 5 أغسطس 2022م اغتالت إسرائيل قائد المنطقة الشمالية لسرايا القدس في غزة، حيث استهدفته بطائرة مسيرة داخل شقة سكنية، و كانت مصر تبذل جهودها لمنع تدهور الأوضاع و ذلك عندما قام جيش الإحتلال الإسرائيلي بإعتقال القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي بالضفة الغربية بسام السعدي.
و اسمت إسرائيل هذه العملية "الفجر الصادق"، بينما اسماها الفلسطينيون "وحدة الساحات".
9) في فجر السبت 7 أكتوبر 2023م شنت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة عملية جديدة اسمتها "طوفان الأقصى"، و كانت عملية مباغتة براً و بحراً و جواً، و تسلل المقاومون الى عدة مستوطنات في غلاف غزة، و سبب تسمية هذه المعركة "طوفان الأقصى" هو الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة للمسجد الأقصى و المقدسات الإسلامية في مدينة القدس.
و تعتبر هذه العملية من اكبر العمليات على إسرائيل منذ عقود، و قد كبدت جيش الإحتلال الإسرائيلي حتى اليوم الكثير من الخسائر في الأرواح، و الرهائن، و ردت اسرائيل بإعلان الحرب على الفلسطينيين بعملية اسمتها "السيوف الحديدية"، و اتضح للعالم انها سيوفا ورقية.
نتيجة للمرارة التي اصابت جيش الإحتلال الإسرائيلي قاموا بقطع الماء و الكهرباء و الإتصالات عن القطاع، و اغلقوا جميع المعابر و المنافذ التي تؤدي الى القطاع، و منذ السابع من اكتوبر 2023م لم تستطع اسرائيل ان تثبت انها قتلت او اسرت اي مقاتل فلسطيني.
 
النتائج
منذ بدء هذه المعركة لم تتمكن اسرائيل من تحقيق اي هدف من أهدافها المعلنة من هذه الحرب، و لم تحقق اي مكسب او إنجاز عسكري في الميدان غير هدم المستشفيات و المدارس من أجل إجبار السكان على الرحيل، و لكنها نجحت بنشر الأكاذيب عن وحشية الفلسطينيين بقطع رؤوس الأطفال و إغتصاب النساء، حيث عملت مؤسسة "الهاسبارا" الإسرائيلية على شحن الإعلام العالمي بالأكاذيب، و اصبح الإعلام الأمريكي و الساسة الأمريكيون و الأوروبيون يرددون ما لقّنتهم الهاسبارا بأن حماس هم الدواعش الجدد.
 
إسرائيل تمتلك تكنولوجيا متقدمة جداً للتنصت، و لديها طائرات مسيرة متطورة جداً للإستطلاع و جمع المعلومات، إلا انها فشلت فشلاً ذريعاً، فلم تعثر لا على انفاق، و لا على اي مركز للفدائيين و لم تجد القيادة، حتى انها فشلت في العثور على أسراها، و هذا يعني فشلاً إستخبارياً بإمتياز.
الخبراء العسكريون في العالم اوضحوا أن اسس  أي عمليات عسكرية تعتمد على:
1) جمع المعلومات، 2)  ثم تحليلها، 3) ثم تقييمها، و بعد التقييم يتم عمل التقدير الاستخباراتي، ثم عمل التقدير العملياتي، فإذا كانت المعلومات ناقصة أو غير دقيقة يكون هناك خلل في عملية التنفيذ؛ و هذا يعني هناك خطأ استراتيجي، لهذا وقعت إسرائيل بسبب تهورها بخطئ آخر و هو معالجته تكتيكياً، و الأخطاء الاستراتيجية لا تتم معالجتها بأساليب تكتيكية.
 
إن التسرع الإسرائيلي في الحديث عن وجود أنفاق تحت المستشفيات دون الاحتكام لخبراء من الأمم المتحدة يُمكنهم من التحقّق من صحة الإدعاء، يبدو لي ان هدفه كان للسيطرة على نقطة متقدمة في شمال القطاع يعطي جيش الإحتلال الإسرائيلي الأفضلية للمهاجمة نحو أماكن أخرى فقط.
 
 أنه من غير المعقول ان يُخزّن المقاومون اسلحتهم بالقرب من الأجهزة الطبية، فهناك أجهزة كالرنين المغناطيسي حساسة جداً، و كذلك كيف يمكن للمقاتلين ان ينشطوا في المستشفى بين المرضى، و ان يتركوا اسلحتهم التي أدعت إسرائيل انها عثرت عليها في المستشفى في نقطة قتالية كما تدعي إسرائيل.
هل تجهل إسرائيل بأن المقاتل عندما ينسحب يأخذ سلاحه معه.
 
منذ إنشاء الكيان الصهيوني واجهت إسرائيل العديد من التحديات الأمنية التي جعلت من القادة لديها يصيغون مبادئ أساسية لأمنهم القومي، و عليه لا يمكن للمخابرات الإسرائيلية ان تضللها معلومات إستخبارات بشأن مستشفى الشفاء، فهو مكان عام يتردد عليه جميع الناس و بالإمكان أخذ الصور و الفيديوهات دون مانع، و لا أعتقد ان إسرائيل لا تملك مثل هذه الصور عن كل شبر من مباني المستشفى. 
 
و حتى التصوير الجوي، و أجهزة الإستشعار عن بعد عبر الأقمار الصناعية يُمكنها بسهولة من تحديد فوّهات الأنفاق اذا كانت موجودة بالقرب من مبنى المستشفى أو حوله، جيش الإحتلال الإسرائيلي يعرفون انه لا توجد انفاق تحت المستشفى و كل ما قاموا به هو تمهيد للقصف الذي حدث للمستشفى.
لقد خسر الإسرائيليون خسارة أخلاقية تضاف إلى خسارتها الأخلاقية في قصف المستشفى المعمداني، الإسرائيليون لا يهتمون بخساراتهم الأخلاقية و ما أكثرها، هو كل ما يهمهم الآن إستعادة هيبة جيشهم التي فضحتها "عملية طوفان الأقصى".
 
الخلاصة:
علمتني هذه الحرب انه في جوانب الألم و الحزن يوجد احيانا شعاع من الفرح، ففي هذه الحرب هناك امور كثيرة يجب ان يتعلمها العالم من فلسطين، و من التعنت الصهيوني، فالمرأة الفلسطينية جميلة قوية فتية و ولود، تحارب الأعداء بكثرة الإنجاب، و سيبدأ الآن علماء الحروب تعلّم ما قيمة "سلاح الإنجاب"، فهو سلاح خطير، قبل فترة نشر الصهيوني بنيامين نتنياهو في كتابه "مكان تحت الشمس" فقرة، قال فيها:
 
 " إن إنجاب  المرأة  الفلسطينية  الغير عادي هو  السلاح  السري  الذي  يهددنا".
 
الفلسطينيون يعتبرون الإنجاب من أهم سبب بقائهم، بل هو واجب وطني، و سنرى يوماً أشجار الزيتون في فلسطين تنجب أطفالاً. 
 
 
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة