مها عبد القادر

العرس الديمقراطي وآمال المصريين: المشاركة الانتخابية أنموذجاً

السبت، 18 نوفمبر 2023 10:55 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يصعب على الدول الديمقراطية أن تمارس السياسة المنتجة في أراضيها مع شركاء العالم بعيدًا عن المُناخ الانتخابي الذي يساهم بشكلٍ إيجابيٍ وسلميٍ في تداول السلطة وفق ما يمتلكه الأفراد المنتخبين لتولي أمر السلطة وإدارة شئون بلادهم، وسر نجاح هذا المسار يكمن في حرية الاختيار والتعبير لمن يحق لهم الانتخاب بالدولة؛ إذ يتحمل الجميع المسئولية في نتيجة الاختيار التي من المفترض أنها مبنيةٌ على معاييرٍ، ورؤية واضحةٍ تترجمها برامجٌ انتخابيةٌ طموحةٌ.

وتعد المشاركة الانتخابية حقاً والتزاماً مهماً وممارسةٌ حقه للديمقراطية، وهي نابعة من الحقوق والمسؤوليات المدنية للمواطنين، حيث يعد التصويت فرصةً للمشاركة في صنع القرار واختيار القادة وممثلي الشعب من خلال عملية التصويت المباشرة، مما يؤكد ويدعم الشفافية والنزاهة والشرعية الديمقراطية للعملية الانتخابية نفسها؛ فعندما يشارك كلُ من له حق الانتخاب، يكون لدينا منظورٌ أوسع للاختيارات حسب جدية البرامج المطروحة، وبالتالي فإن إرادة الشعب واختياراته يحقق التنوع والتعددية، وهذا يشجع علي اتباع الحوكمة والمسائلة منهجاً بالدولة، ويزيد الثقة بين الحكومة والشعب، ويحقق توازنًا وتلاقياً أفضل في الرؤى والتوجهات، ويشكل مستقبلاً مشرقاً للبلاد ويمهد الطريق للتنمية والنهضة وتحقيق الإنجازات والتطلعات والطموحات.

وقد حققت الدولة المصرية العظيمة نتائج مثمرةً في توعية الشعب المصري الأبي لأهمية الانتخابات والمشاركة الإيجابية في مجرياتها منذ أن تولي السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي شئون إدارة الوطن؛ حيث أرتكن إلى مساندة وتأييد واصطفاف الشعب الوعي المسؤول خلفه، وقد أسفر الوعي عن اتساع المشاركة من كافة طوائف الوطن؛ حيث تأكد للشعب الأصيل أن سُلم التغيير يأتي من بوابة الانتخابات دون غيرها، وهذا الاختيار ينبغي أن يقوم على قيم المجتمع ومصالح الدولة العليا، وليس لمصالح فئةٍ أو جماعةٍ بعينها.

وحرصت القيادة السياسية في توفير المناخ الداعم للمشاركة الانتخابية وإزالة العوائق التي تحول دونها؛ حيث تعمل على بث رسالة الطمأنينة للشعب وحثه على الخروج والإدلاء بصوته بكل قوةٍ؛ وذلك يتحقق من خلال انتشار الجيش المصري العظيم؛ لتأمين الانتخابات العرس الديمقراطي جنباً إلى جنبٍ مع الشرطة المصرية الباسلة؛ ليشعر جموع الشعب بالأمن والأمان؛ بالإضافة لضمانة النزاهة والأمانة والعدالة وتجنب التلاعب وتحقيق المآرب الخاصة لحزبٍ أو فئةٍ بعينها من خلال إشرافٍ قضائيٍ مستقلٍ اتسم بالنزاهة والصرامة في إبرام هذه الانتخابات بواسطة هيئةٍ مستقلةٍ وهي الهيئة العامة للانتخابات.

    وليس هناك مبالغة إذا قلنا إن آمال وطموحات وأحلام المصريين مرتبطةٌ بكثافة الإقبال وقوة المشاركة الانتخابية لاختيار المرشح الرئاسي الذي يستكمل مسيرة النهضة والبناء لإنجازات مستحقة عملت عليها الدولة خلال عقد من الزمان؛ فلا تنازل عن برنامجٍ واقعيٍ تترجمه أفعالٌ وفق أسسٍ ومعاييرٍ تتسق مع استراتيجية ورؤية الدولة الطموحة (2030).

وحيال هذا الأمر الجلل يتوجب على الشعب المصري العظيم أن يطلع ويتعرف جيدًا على برامج من ترشحوا لرئاسة البلاد، من خلال متابعة الدعاية الانتخابية والتي يعلن من خلالها كل مرشحٍ برنامجه الانتخابي الوطني لاستكمال طموحات وآمال الوطن المتطلع لاستكمال النهضة ومسيرة الإنجازات وتحقيق جودة الحياة المستدامة؛ فتدشن المؤتمرات وتعقد الندوات معلنة عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة والمتعددة، كما أن فعاليات الداعية غزت الشوارع والتجمعات السكانية القريبة والبعيدة منها بمختلف محافظات الجمهورية.

ونحن على يقينٍ بأن اختيار الشعب سيكون صادقًا معبرًا لا يقبل المخاطرة أو الزيف أو الشعارات التي لا أساس لها من الصحة ولا يترجمها واقعٌ معاشٌ، وتلك الأمور يستوضحها أصحاب الألباب من أهداف كل برنامجٍ انتخابيٍ يعرض عليه، ومدى قابليته للتطبيق في ظل ظروف استثنائية يمر بها العالم والمنطقة؛ حيث التحديات الاقتصادية الجمة وتفشي التناحر والصراعات عبر حروبٍ وصراعاتٍ لم تكن في الحسبان، سببت تفككًا مجتمعيًا وأضرت بمبادئ التعايش السلمي وبثت الكراهية بالأجيال الحالية والمستقبلية، وأنهكت شعوب وحكومات العالم قاطبةً.

 إن لسان حال القاعدة الجماهيرية العريضة بمصرنا الغالية تقر مرشحًا تثق فيه وتعضده وتصطف خلفه؛ لتبيان ووضوح فكره الحاضر والمستقبلي؛ حيث إن إدارته في الفترة السابقة كشفت عن قدرته على التخطيط والتنفيذ والمتابعة، ومن ثم أنجزت المشروعات القومية التي ما كان أن يصدقها عقلٌ في فترةٍ زمنيةٍ تعبر عن الإعجاز، برغم من وجود تحدياتٍ من شأنها أن تنهار أمامها الدول أو تتوقف بالكلية عن العمل أو تعيق مسيرة التنمية والنهضة.

وتكمن أهمية المشاركة الانتخابية من قبل المصريين باعتبارها استحقاقاً دستورياً أصيلاً في الاعتراف الجامع على ما قامت به الدول ومؤسساتها وقيادتها من إنجازاتٍ مبهرةٍ أسست للجمهورية الجديدة، بل وتسارعت الأحلام والطموحات نحو تحقيق نهضةٍ قائمةٍ علي التعاون والتكافل والعمل الجاد المنتج المستدام، نهضة تخلو من العوز وتصبو إلى الازدهار والرقي والتقدم في سائر مجالات الحياة العلمية والعملية والمعيشية؛ ولنقول للعالم بأسره أن مصر الديمقراطية تصطف بكل قوةٍ خلف قيادتها السياسية ومؤسساتها الوطنية لتحمي الأرض والعرض والمقدرات واستكمال مسيرة التنمية والإنجازات وتحقيق النهضة المستحقة لشعبٍ عظيمٍ داعمٍ ومؤيدٍ لدولته الحبيبة بكل قوةٍ ويبذل في سبيل ذلك الغالي والنفيس، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

وفي هذا المقام نؤكد جليًا بأن المرأة المصرية كجزءٍ أصيلٍ من الشعب المصري ومؤثرٍ بالجزء الأخر في المجتمع، تمارس حقها الدستوري في المشاركة السياسية وتدلي بصوتها بجميع الاستحقاقات الانتخابية التي كفلها الدستور لها ومكنتها منها القيادة السياسية؛ لذلك فالمرأة المصرية تعضد وتآزر وتدعم وتؤيد بقوةٍ مرشحنا الجماهيري عبد الفتاح السيسي، وتقول له بلسانٍ مبينٍ، سِر على بركة الله واستكمل طريق النهضة، وأجعل راية البلاد عاليةً خفاقةً.

حفظ الله شعبنا العظيم ومؤسساتنا الوطنية وقيادتنا السياسية أبدَ الدهر بقوةٍ وعزةٍ وفخرٍ.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة