حكايات من غزة.. المواطن الفلسطينى محمد أبو حصيرة لـ«اليوم السابع»: أولادى الثلاثة استشهدوا فى قصف لجيش الاحتلال.. جسد ابنتى تحول إلى أشلاء وأخرى استشهدت وهي تحتضن قطتها.. وصدمتى كبيرة والعدو دمر حياتي.. فيديو

الأربعاء، 01 نوفمبر 2023 02:31 م
حكايات من غزة.. المواطن الفلسطينى محمد أبو حصيرة لـ«اليوم السابع»: أولادى الثلاثة استشهدوا فى قصف لجيش الاحتلال.. جسد ابنتى تحول إلى أشلاء وأخرى استشهدت وهي تحتضن قطتها.. وصدمتى كبيرة والعدو دمر حياتي.. فيديو شهداء غزة
كتب أحمد جمعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يقول المواطن الفلسطيني الذي لم يتمكن من دخول غزة بعد اندلاع العدوان الإسرائيلي في حديثه لـ«اليوم السابع» أنه من اليوم الثالث للعدوان الإسرائيلي على غزة طلب الاحتلال من المواطنين ترك منازلهم والنزوح باتجاه الجنوب، مشيرا إلى أنه من سكان منطقة وسط غزة بالقرب من مستشفى الشفاء.

وتابع حديثه وصف المشهد قائلا: تحدثت معي زوجتي هاتفيا بأن الاحتلال يطالبهم بالنزوح جنوبا أو إلى وسط غزة، وطالبتها بالانتقال جنوبا ولوسط غزة خوفا عليهم من استهداف طيران الاحتلال لهم.. المهم أنهم انتقلوا وأقامت زوجتي لدى أهلها في دير البلح وتوزع أهلي عند بعض المعارف والأقارب بعد وادي غزة .. يوم بعد يوم يشتد القصف وكانوا ينقلون لي خوفهم وفزعهم من اشتداد القصف وكنت أحاول جاهدا تهدئة خوفهم.

يمارس جيش الاحتلال الإسرائيلي حرب نفسية قاسية على المواطنين الفلسطينيين بإلقاء منشورات تطالبهم بالنزوح جنوبا، بالإضافة لقطع الكهرباء والاتصالات والانترنت بشكل كامل عن غزة مع شح المياه ونفاذ المواد الغذائية والطبية التي يحتاجها المواطنين.

ويتابع المواطن الفلسطيني خلال حديثه لـ«اليوم السابع»: بتاريخ 19 أكتوبر تم استهداف منزل أسرة زوجتي دون سابق إنذار .. كنت أتحدث هاتفيا مع زوجتي سحر وأولادي قبل الحدث بأربع ساعات تقريبا ومن صعوبة الاتصال والانترنت اتصلت بهم في آخر مكالمة جمعتنا وكأنها مكالمة الوداع قبل قصف جيش الاحتلال للمنزل بنصف ساعة .. آخر رسائل زوجتي الشهيدة كانت تقول لي: تعبت يا محمد مش قادرين ادعو لنا .. تملكني الخوف وسألتها عما يحدث وتوجهت مسرعا لأتابع الأخبار واتصفح الانترنت حتى وجدت خبر يفيد باستهداف منزل يعود لأسرة زوجتي.

يضيف المواطن الفلسطيني: تعرضت لصدمة عنيفة وفقدت الاتزان وحاولت الاتصال بهم وأحاول أن أصبر نفسي بأن الخبر غير دقيق لكن للأسف أكده عدد من المراسلين الصحفيين .. فقدت اتزاني بشكل كامل ولم أعد قادرا على الوقوف مطلقا ورفعت يدي إلى السماء ورددت أدعية لرب العالمين بأن يكونوا بخير وأن تكون إصاباتهم بسيطة .. تواصلت مع صحفيين في مستشفى الأقصى لأني أعرف بعضهم وتربطني بهم علاقات صداقة.

ويصف المواطن الفلسطيني أصعب اللحظات التي مرت عليه حين أرسل له الصحفيين مقاطع فيديو لآخر الحالات التي أصيبت ووصلت مستشفى الأقصى: وصلتني مقاطع مصورة وفيديو لأطفال وتعرفت على صورة ابنتي «المي» وتعرفت عليها من نفس البلوزة التي استشهد بها .. قولت أن هذه ابنتي .. بعدها بلحظات وصلني فيديو آخر وسبب لي صدمة كبيرة وهو لابني كرم وقولت لهم هذا ابني .. أنهرت تماما بعد هاتين الصدمتين.

وتابع المواطن الفلسطيني: سألت عن ابنتي فرح وسألت عن مصيرها ومصير زوجتي سحر التي أصيبت إصابات بالغة .. دخل مصور إلى قسم الاستقبال وحاول أن يطمني أن ابنتي فرح تكون بخير إن شاء الله لكن بعدها قال لي لم استطع تصويرها لأنها عبارة عن أشلاء .. دخلت في هيستريا لا تتخيلها صدمة كبيرة جدا لا يتحملها أو يتخيلها بشر .. كانت أمنيتي أن أكون معهم وقد طالبوني بالحضور لغزة لأكون بجانبهم لكن تعثرت بسبب إغلاق المعابر .. كنت خارج غزة أعمل لمدة 60 يوما كي أوفر لهم احتياجاتهم ويعيشون أفضل حياة.

وتابع الأب الفلسطيني في حديثه وهو مكلوم: استشهد أولادي الثلاثة في لحظة وهم كرم وفرح والمي .. كانوا في انتظاري كي أذهب بهم لمدينة الألعاب ووعدتهم بذلك عندما أعود إلى غزة .. أنا بحكم عملي أغيب عن شهرا كاملا وأعود أربع أيام لغزة والحق أنهم أفضل 4 أيام أعيشهم وأقضيها معهم من ضحك ولعب وكل حاجة حلوة .. كانوا حياتي كلها لكن للأسف ذهبت الفرحة والسعادة ولا يوجد شخص سعيد في غزة.

وعن قصة زواجه: تزوجت سحر عن حب قبل 12 سنة جمعتنا قصة حب وهي في نفس عمري تقريبا 31 عاما .. أول فرحة لي في حياتي كانت ابنتي فرح والتي سميتها بهذا الاسم بعد وفاة ابنة أختي التي توفيت قبل سنوات وكنت أحبها جدا .. كرم أطلقت عليه هذا الاسم لأنه جاءني بكرم من الله بعد أن منحني ربي الحياة عقب سقوطي من الطابق الرابع ومكثت في العناية المركزة 15 يوما وبعدها تم تحويلي للعلاج بالخارج .. سنة كاملة وأنا مريض لكن رب العالمين منحني الشفاء لذا أطلقت على اسمي كرم بعد والدته لهذا السبب .. أمام ابنتي «المي» أطلقت أمها عليها هذا الاسم الذي يعني «ضي القمر» وهو اسم تركي .. تعرف أني المي كانت تحب القطط التي ماتت في حضنها عقب استشهادها في قصف العدوان الإسرائيلي للمنزل.

يتحدث الأب الفلسطيني المكلوم المتواجد خارج غزة حاليا عاجز عن الوصول للقطاع بسبب الحصار الإسرائيلي في ظل هذا العدوان قائلا: انكسر ظهري حرفيا ولم يعد في حياتي شيء حلو .. أدعو الله يوميا بأن تقف الحرب وتخرج زوجتي للعلاج في الخارج وكذلك كل المرضى .. لم يعد هناك شيئا في غزة لأنه كل شيء حلو في الحياة تدمر.

الشهداء الثلاثة
الشهداء الثلاثة

 

الشهيدة الطفلة المي
الشهيدة الطفلة المي

 

الشهيدة فرح
الشهيدة فرح

 

الطفلة الشهيدة المي
الطفلة الشهيدة المي

 

الطفلة المي
الطفلة المي

 

محمد أبو حصيرة وابنته المي
محمد أبو حصيرة وابنته المي

 

ملائكة الجنة شهداء العدوان على غزة
ملائكة الجنة شهداء العدوان على غزة









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة