صراع الجواسيس يشتعل بعد 6 أشهر من حرب أوكرانيا.. كييف تقيل قيادات أمنية بتهم التقصير وتواصل اصطياد "العملاء".. ومسئول محلى يرصد 100 دولار مكافأة للإبلاغ.. والمعارضة البريطانية تلاحق جونسون بتهم العمالة للروس

الجمعة، 22 يوليو 2022 01:00 ص
صراع الجواسيس يشتعل بعد 6 أشهر من حرب أوكرانيا.. كييف تقيل قيادات أمنية بتهم التقصير وتواصل اصطياد "العملاء".. ومسئول محلى يرصد 100 دولار مكافأة للإبلاغ.. والمعارضة البريطانية تلاحق جونسون بتهم العمالة للروس حرب روسيا وأوكرانيا
كتبت: نهال أبو السعود

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أيام قليلة تفصل الحرب الأوكرانية عن دخول شهرها السادس ، وسط غياب لحلول قريبة لوقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا ، وحالة من القلق المتبادل بين معسكر الغرب وروسيا وحلفائها من نشاط بات واضحاً للجواسيس ، في ظل تبادل تهم طالت مسئولين كبار من بينهم رئيس الوزراء البريطاني المستقيل بوريس جونسون الذي يقترب من مغادرة داونينج ستريت خلال أسابيع ، وسط مزاعم من حزب العمال بتورطه في علاقة مشبوهة مع عميل استخباراتي روسي.

 

زيلينسكي يقود "حملة تطهير"

ويوم الثلاثاء ، صدق البرلمان الأوكراني علي إقالة رئيس الأجهزة الأمنية إيفان باكانوف، والنائبة العامة إيرينا فينيديكتوفا باقتراح من رئيس البلاد فولوديمير زيلينسكي بسبب عجزهما عن مكافحة الجواسيس والمتعاونين مع روسيا، في حين رفضت الأخيرة مشاركة دول أخرى في محادثات أزمة الحبوب الأوكرانية العالقة، والتي تستضيفها تركيا حاليا بمشاركة الأمم المتحدة.

 

وقال البرلماني الأوكراني ديفيد أراخاميا ونواب آخرون إن البرلمان صوت لصالح إقالة رئيس الأجهزة الأمنية والنائبة العامة، وذلك باقتراح قدمه الرئيس زيلينسكي.

 

وكان زيلينسكي قال في تصريحات مسجلة الأحد إنه سيستغني عن رئيس الأجهزة الأمنية والنائبة العامة لعدم كفاية الجهود التي يبذلانها في مكافحة الجواسيس. وقال الرئيس الأوكراني "قررتُ إعادة النظر في بعض المسؤولين داخل إدارة الأجهزة الأمنية"، في حين اشتبه بارتكاب 3 من كبار المسؤولين في هذه المؤسسة الخيانة العظمى في الأشهر الأخيرة.

 

على صعيد آخر، أعلن فيتالي كيم حاكم منطقة ميكولايف (جنوبي أوكرانيا) التي تتعرض للقصف بشكل مستمر، منح مكافأة بقيمة 100 دولار لكلّ من يساعد في التعرف على المتعاونين مع الروس.

 

ودعا كيم -في بيان عبر حسابه على تليجرام بحسب ما نشرته وسائل إعلام بريطانية إلى تزويد السلطات المحلية بمعلومات عن كل من "يكشف للمحتلين عن أماكن انتشار القوات الأوكرانية" أو يساعد في تحديد إحداثيات أهداف القصف المحتملة.

 

وكتب في البيان "بعد تحققنا الدقيق وتأكيدنا للمعلومات المقدّمة، ستحصلون على مكافأة بقيمة 100 دولار"، مؤكدا عزمه "إغلاق" مدينة ميكولايف لبضعة أيام بهدف القضاء على المتعاونين مع الروس.

 

وتأتي هذه التصريحات في وقت قام فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بإقالة كل من رئيس الأجهزة الأمنية والمدعية العامة، متهما إياهما بعدم كفاية جهودهما في محاربة الجواسيس والمتعاونين مع موسكو.

 

وأشار إلى أن السلطات الأوكرانية تحقق حاليا في أكثر من 650 حالة خيانة مشتبها بها ارتكبها مسؤولون محليون، بينها 60 حالة في المناطق التي تحتلها القوات الروسية وتلك الموالية لموسكو.

 

وأضاف زيلينكسي أن "العدد الكبير من الجرائم ضد أسس الأمن القومي، والروابط التي أقيمت بين مسؤولين أوكرانيين - مكلفين بتطبيق القوانين - والأجهزة الروسية الخاصة" هو أمر "يثير أسئلة خطرة جدا"، مشددا على أنه "سيتم الرد على كل سؤال من هذه الأسئلة".

 

وفي منتصف يوليو الجاري ، أعلنت المخابرات الأوكرانية اعتقال مَن قالت إنه جاسوس يعمل لصالح القوات الروسية والانفصاليين في مدينة زاباروجيا جنوب البلاد.

 

وأوضحت خدمة أمن أوكرانيا، وهي إحدى أجهزة الاستخبارات في البلاد، أن "الجاسوس" قدم للروس معلومات عن مواقع القوات الأوكرانية، وفق شبكة "سكاي نيوز" البريطانية.

 

كما كشفت أنه من سكان مدينة أوديسا الجنوبية المطلة على البحر الأسود، مشيرة إلى أنه تم اعتقاله في مدينة زاباروجيا المجاورة، بينما كان يحاول السفر إلى جمهورية دونيتسك الانفصالية في الشرق.

 

وبحسب جهاز الأمن الأوكراني، تواصل "الجاسوس" مع قيادة جمهورية دونيتسك الانفصالية، ونظم حملة تبرعات لجيشها. وفي وقت لاحق، كان من المفترض أن يسافر إلى أراضي تلك الجمهورية من أجل أداء القسم هناك.

 

كذلك أضاف أنه كانت بحوزة "الجاسوس" معلومات عن حشود القوات الأوكرانية وتحركاتها في منطقة أوديسا، لافتاً إلى أنه حصل عليها عن طريق اتصالاته مع الحكومة المحلية هناك.

 

ومنذ انطلاق العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا يوم 24 فبراير الماضي، أعلنت كييف كشف عدد كبير من "الجواسيس"، بينهم مسؤولون كبار.

 

وكان أبرزهم دينيس كيريف عضو الوفد الأوكراني الذي حضر الجولة الأولى من المفاوضات مع روسيا، في الأسابيع الأولى للعملية العسكرية، في بيلاروسيا، وقتل خلال عملية اعتقاله بتهمة "الخيانة العظمى"، حسب كييف.

 

 

صمت روسي وتحرك أمريكي

 

وفى الوقت الذي تلتزم فيه روسيا الصمت حيال الإجراءات الأوكرانية في هذا الصدد ، تحاول الولايات المتحدة ، الداعم الأبرز لأوكرانيا ، استقطاب عناصر استخباراتية تعمل ضد الكرملين ، أملاً في ترجيح كفة الغرب في حرب المعلومات. ففي واشنطن العاصمة، وجه مكتب التحقيقات الفيدرالي إعلانات عبر الإنترنت لأشخاص على صلة قريبة بالسفارة الروسية، وفقاً لتقرير صادر عن صحيفة واشنطن بوست التي ذكرت أن الرسائل حملت تشجيع على التحدث إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي، باستخدام لقطات لفلاديمير بوتين وهو يحرج علناً رئيس وكالة الاستخبارات الأجنبية الروسية ( SVR).

 

وذكرت الصحيفة أن الإعلانات، التي تظهر على "فيس بوك" و"تويتر" و"جوجل"، "مستهدفة جغرافيًا بعناية"، وصُمّمت لـ "الاستفادة من أي استياء أو غضب من الهجوم الروسي على أوكرانيا، داخل الدوائر الدبلوماسية أو المخابرات الروسية، أو بين المهاجرين الروس إلى الولايات المتحدة".

 

وتستخدم الحملة الإعلانية كلمات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتشجيع الأشخاص العاملين في السفارة أو الذين يزورونها للتحدث إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي.

 

ويقتبس الإعلان فكرته من اجتماع عقده بوتين، الشهر الماضي، ووبّخ فيه علانية رئيس استخباراته سيرجي ناريشكين، مصححًا موقف رئيس المخابرات من السياسة الروسية تجاه المناطق الشرقية الانفصالية في أوكرانيا. وكان ناريشكين تلعثم في الاجتماع، وبدا غير متأكد مما يريده بوتين منه أن يقوله.

 

ويعيد إعلان مكتب التحقيقات الفيدرالي استخدام كلمات بوتين بالروسية وبطريقة أخرى: "تحدث بوضوح... نحن مستعدون للاستماع".

 

أما النص الذي يظهر فوق الإعلان فيقول: "المعلومات التي يقدمها العامة لمكتب التحقيقات الفيدرالي هي من أكثر الوسائل فعالية لمكافحة التهديدات. إذا كانت لديك معلومات يمكن أن تساعد مكتب التحقيقات الفيدرالي، فيرجى الاتصال بنا".

 

 

جونسون في مرمي النيران

 

وفى المملكة المتحدة ، التي لعبت دوراً بارزاً في الحرب الأوكرانية وحاولت أن تكون في مقدمة الداعمين لكييف ، يواجه رئيس الوزراء البريطاني المستقيل بوريس جونسون أزمة جديدة ، لم تشفع له استقالته من منصبه في منعها، حيث يتهمه حزب العمال (المعارض) بالتورط في علاقات مشبوهة مع جواسيس روس.

 

وبحسب تقرير نشرته صحيفة جارديان البريطانية ، تدور الاتهامات حول لقاء جمع جونسون بعميل روسي سابق قبل أربع سنوات؛ وتحديدا في أبريل 2018، أي بعد نحو شهر من اتهام موسكو بمحاولة تسميم العميل الروسي السابق في سالزبري ببريطانيا، سيرجي سكريبال وابنته.

 

وسافر جونسون من بروكسل إلى إيطاليا مباشرة، حيث التقى ألكسندر ليبيديف، وهو عميل الاستخبارات الروسية (كيه جي بي) السابق، خلال عطلة نهاية الأسبوع في قلعة في بيروجيا يملكها إيفجيني ليبيديف، نجل العميل الروسي.

 

وبحسب تقرير "الجارديان" ظهرت صورة لبوريس جونسون آنذاك في مطار بإيطاليا قريب من بيروجيا، وكان حينها وزيرا للخارجية.

 

وقال مسافرون من المطار وقتها، إن وزير الخارجية البريطاني (بوريس جونسون) بدا في حالة رثة، وكأنه "قضى الليل نائماً بملابسه" ولا يستطيع السير بشكل متوازن وأبلغ مسافرين في المطار أنه "قضى ليلة صعبة".

 

وتكشفت القضية للمرة الأولى عندما نشرت صحيفة "الجارديان" في يوليو 2019 أن جونسون التقى العميل الروسي السابق ألكسندر ليبيديف في قصر إيطالي دون وجود مسؤولين أو أمن في 2018، عندما كان وزيراً للخارجية، ولم يعلق جونسون حينها.

 

وكانت وسائل إعلام بريطانية أثارت الموضوع مرة أخرى قبل أشهر، لكن جونسون رفض التأكيد أو النفي، ولم يعترف بهذا اللقاء إلا الأربعاء الماضي، قبل يوم من استقالته من منصب رئيس الوزراء.

 

 

وأقر جونسون بلقاء الروسي ليبيديف دون حضور أي مسئولين، وقال خلال استجوابه من قبل النواب رؤساء اللجان المتخصصة في البرلمان البريطاني، إنه اجتمع مع ليبيديف، وهو أيضا المالك السابق لصحيفتي "إندبندنت" و"إيفنج ستاندارد" في قلعة يملكها ابنه يفجيني في إيطاليا، مضيفا أن اللقاء كان بشكل خاص و"تم في إيطاليا".

 

وحين سألت النائبة عن حزب العمال "ميغ هيللير" إن كان جونسون أبلغ مسؤولي وزارة الخارجية باللقاء، أجاب مضطراً "أظن أنني ذكرت الموضوع".

 

ودعت المعارضة البريطانية إلى إجراء تحقيق عاجل في هذا اللقاء، وطبيعة علاقة جونسون بعميل الاستخبارات الروسية السابق، وأصرت على ضرورة طرد جونسون من رئاسة الحكومة على الفور إذا ثبت انتهاكه للأمن القومي البريطاني.

 

وقالت وزير الداخلية في حكومة الظل العمالية إيفيت كوبر إن اللقاء بين جونسون وليبيديف لم يأت صدفة من حيث التوقيت، ودعا حزب العمال المعارض إلى التحقق بشكل كامل في "مدى المخاطر الأمنية والكشف المحتمل عن معلومات حساسة".

 

كما طالب بالكشف عن التقييم الذي أجرته وكالات الاستخبارات بشأن تداعيات الاجتماع على الأمن القومي "بما في ذلك ما إذا كان جونسون قد أخذ أي أوراق من اجتماع الناتو والاختراق المحتمل لهاتفه".

 

وبحلول 24 يوليو الجاري ، تدخل الحرب الأوكرانية شهرها السادس ، وهي الحرب التي قالت روسيا أنه اتحرك يهدف إلى التصدي لتهديدات تطال أمنها القومي بعد تزايد احتمالات انضمام أوكرانيا لحلف الناتو في ذلك الحين ، وكذلك لحماية سكان إقليم دونباس الواقع شرق أوكرانيا ، وسبق أن وقعت إدارته اتفاقيات صداقة مع موسكو.

 

ومنذ بداية تلك الحرب ، أقدمت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي علي فرض سلسلة متتالية من العقوبات الاقتصادية علي النظام الروسي ، إلا أنها لم تنجح حتي الآن في إثناء موسكو عن مواصلة القتال.

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة