أيمن عيسى

متى يصمت موسيماني؟

السبت، 11 يونيو 2022 12:23 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عكس ما يجب أن يحدث، وعكس ما يفعله المدربون، وعكس ثقافة ومنظومة النادي الأهلي، وحتى عكس الطبيعة بشكل عام التي تقول إننا نصمت عندما نحزن، يسير مدرب الأهلي موسيماني، حيث استجاب لرغبته في شهوة الكلام بلا حد، ومنذ أسابيع لا يأتي علينا يوم دون تصريحات صباحية ومسائية لمدرب الأهلي، والحقيقة إن كان الكلام مضرًا في هذه الأوقات، فإن طبيعة وشكل ومعاني حديث الرجل أكثر ضررًا، فكيف يفكر هذا الرجل؟.. ومتى يصمت؟.. وهل تقف إدارة الأهلي بقلة حيلة إلى هذا الحد؟

 

مدرب خسر بطولة مهمة، وضاع جهد موسم كامل، وحلم تحطيم أرقام قياسية، ترك العنان لنفسه ولسانه، وبات يتحدث كما يتنفس، ليس هذا كل الخطر، لكن في طيات حديثه الخطر الأعظم، فهذا الرجل يريد أن يغير ثقافة النادي الأهلي، ويقلل ويهون من الخسارة، ويطلب من الجميع تقبل الخسارة، كأسلوب حياة، وليس كشعار ومعنى رياضي نعرفه جميعًا ونرضاه، فهذا المدرب يقول حقًا يريد به باطل.. فماذا يريد موسيماني؟

 

موسيماني الذي فاز مع الأهلي ببطولة أفريقيا، و3 مباريات من بطولة 2020، من أصل 3 بطولات لعبها معنا، وخسر دوري وسوبر مصري، يريد أن تخرج منظومة الأهلي من كل هزيمة إلى الاستجمام والسفر والتصريحات واللقاءات التليفزيونية، كما يفعل هو الآن، وننسى جميعًا وكأن شيئًا لم يحدث، وليس هذا الأهلي ولا هكذا نفكر كجماهير، أو كلاعبين، أو كمنظومة في العموم.

 

موسيماني الذي فاز ببطولة أفريقية واحدة مع صن داونز، في 7 سنوات تدريب، يريد أن يغير ثقافة الفوز والهزيمة في القلعة الحمراء، وفي يقيني هذا أخطر ما يحمله لنا هذا المدرب، لا سيما وأن زوجته بالتزامن مع ذلك تتواصل مع صفحات سوشيال ميديا، وتنفق حتى تتحدث هذه الصفحات عن إنجازات زوجها غير المسبوقة، إذن نحن أمام خطورة ممنهجة، حيث مدرب يبث أفكارًا مسمومة وفاشلة في المنظومة، ويضفي روح الهزيمة، ويهون من قيمة الخسارة، وزوجة تخترق الإعلام غير الرسمي، وتساند هذا الرجل قليل الإمكانيات، كثير الكلام، في مشهد عبثي، لم نتعوده في الأهلي.

موسيماني الذي تحدث في شهور أضعاف ما تحدث كل مدربي الأهلي في سنوات، يترك لاعبيه في القاهرة، ويتجول هو من المغرب لجنوب أفريقيا لغيرهما، يلتقط الصور التذكارية مع لقجع والركراكي، ولا يترك وسيلة إعلامية إلا ويتحدث لها، فمنذ متى يتعامل المدربين مع خسارة البطولات بهذا الشكل؟.. ومن يخرج اللاعبين من كبوتهم النفسية، ويخفف آثار الهزيمة وضياع تعب موسم كامل؟.. والكارثي أكثر أنه يتحدث عن بعض اللاعبين بالاسم، وينتقد مستواهم، في مشهد أيضًا تغيب عنه كل معاني الاحتراف... فكيف يفكر هذا الرجل؟.. ومن علمه أن المدرب عليه أن يتصرف هكذا؟

 

مباريات مهمة، وأخرى إقصائية تنتظر الأهلي، بينما مدرب الأهلي يغرق في الحديث تلو الحديث، ويتكلم ثم يتكلم، ويبتعد لأسابيع عن لاعبيه، بل ويريد تمديد إجازته، ولا نعرف منذ متى كان الأهلي هكذا.. ومن متى كانت الأمور تدار بهذا الشكل؟.. ومنذ متى ترك الأهلي الحبل على الغارب لأي مدرب أو حتى أى شخص في المنظومة كما يفعل الآن مع موسيماني؟.. ليس هذا هو الأهلي الذي نعرفه... ولن نحصد من هذا الانفلات الكامل سوى الإخفاق، لكن لدينا رجل أتى من جنوب أفريقيا ليعلمنا أن الإخفاق أمر عادي، ويعقبه حديث للإعلام، وسيلفي، وكلام كثير... فمن هذا الذي يدرب الأهلي؟.. ومن هذه الإدارة التي تصمت على كل هذا الهزي والكلام غير المنضبط، والمعاني الكارثية؟

 

موسيماني الذي يتهمنا وزوجته بالترصد، يضلل ويحرف الحديث، ثم يناقض نفسه، حيث يقول إنه يتعرض للترصد والنقد من البعض، ولكن هؤلاء سوف يشيدون به عند الفوز على الزمالك، ومن ثم أنت تحصل على الإشادة عندما تنجح، فأين الترصد يا سيد بيتسو؟

موسيماني بعيدًا عن الخطايا التي يفعلها منذ خسارة نهائي أفريقيا، لا يمكن أن نحكم على تجربته إلا بالأخذ في الاعتبار كل الظروف المحيطة، واسكواد الفريق الذي به نحو خمسة لاعبين أسعارهم تتعدى الـ 4 ملايين دولار، بينهم لاعبون هبط مستواهم تمامًا مع قدوم هذا الرجل، وهي أيضًا تدخل ضمن مسؤوليات المدرب، فأولى بموسيماني أن يغلق الباب على نفسه وفريقه، ويعالج الخلل، ويسد الثغرات، أفضل من حوارات المليون كلمة التي بدأها هذا المدرب منذ أسابيع.

 

يتحدث موسيماني عن إنجازه في إعادة البطولة الأفريقية للأهلي بعد سنوات، ويتناسى أن الأهلي هو الذي أعاده للبطولة، بعدما خرج منها رسميًا أمام الأهلي في ربع النهائي، وهو مدربًا لصنداونز، ليحول الأهلي خروجه السابع من البطولة لحصد لقبها، ويحول إخفاقه لنجاح، وبدلًا من أن يكون على أعتاب الرحيل من صنداونز، بات المدرب الأشهر والأنجح في أفريقيا، بثلاث مباريات إقصائية خاضها مع الأهلي... فمن لديه الفضل على الآخر يا سيد بيتسو؟

موسيماني يريد أن يكون معه أغلى قيمة تسويقية في أفريقيا، ثم يخسر، وبعد الخسارة يستجم، ويلتقط الصور، ويتحدث لكل وسائل الإعلام، وليس هكذا تدار الكرة، وليس هكذا الأهلي، فدولاب الأهلي امتلأ بالبطولات وفق ثقافة الفوز والقتال التي تبناها منذ عقود، قبل أن يولد موسيماني، وليس وفق الثقافة الانهزامية التي تظهر في عين هذا الرجل واقفًا على الخط، وتتضح من أسلوبه الدفاعي في التشكيل، وتكتيكه المتراجع في الملعب، وترى بالعين المجردة من إشاراته بيده للدكة في مشهد قليل الحيلة كما يحدث، ثم يترجم لنا كل هذا الضعف في صيغة حديث عبثي عن ضرورة تقبل ثقافة الخسارة، والحقيقة أن الخسارة وسط كل الظروف التي تحدثنا فيها بهذا الشكل غير مقبولة، فأولى بهذا الرجل الصمت، وأولى بالإدارة ضبط الأمور، والقضاء على هذه الفوضى العارمة التي لأول مرة تأتي من رأس الجهاز الفني، فمن فضلكم أبلغوا هذا الرجل أن يصمت..

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة