عاشت في قبو لمدة شهر.. أوكرانية تروى أهوال الحرب في مدينة ماريوبول (صور)

الأحد، 24 أبريل 2022 12:42 م
عاشت في قبو لمدة شهر.. أوكرانية تروى أهوال الحرب في مدينة ماريوبول (صور) اوكرانيا - ارشيفيه
كتبت : هند المغربي

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تعرضت مدينة ماريوبول الساحلية في جنوب أوكرانيا لدمار شبه كامل، من جراء القتال العنيف للسيطرة عليها بواسطة القوات الروسية.

ألينا بيسكروفنا، التي كانت تقيم في ماريوبول روت لموقع الأمم المتحدة محنتها التي استمرت لمدة شهر، حيث كانت تختبئ في قبو، وشهدت تدمير المباني المدنية، قبل أن تتمكن من الهروب.

وقالت بيسكروفنا: "في صباح يوم الغزو غادرت شقتي وقضيت ما يقرب من شهر في قبو في ضواحي ماريوبول، حتى هربت في 23 مارس".

وانقطع التيار الكهربائي عندما قصفت روسيا النظام الكهربائي للمدينة، و بدأت أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة تفقد الطاقة، ثم استهدف الروس شبكة المياه، ففقدنا الماء. لقد ملأنا جميع الأواني التي كان بإمكاننا ملؤها بينما كانت الصنابير لا تزال تعمل، لكننا سرعان ما أدركنا أن نقص مياه الشرب سيكون مشكلة كبيرة.

اوكرانين داخل قبو
اوكرانين داخل قبو

 

وبعد ذلك سمعنا دوي انفجار كبير ثم انقطع الغاز، فكان علينا أن نقوم بتجميع الحطب وتقطيع الأخشاب والطهي على النيران المكشوفة أمام مدخل القبو.

وأضافت الينا مع نهاية الأسبوع الثاني، سمعنا أصوات القذائف تقترب من شمال المدينة، كانت مستمرة، واستهدفت الأحياء السكنية القريبة منا. أصاب صاروخان مبنى من تسعة طوابق على الجانب الآخر من الطريق. رأينا النيران تلتهم الطابق الرابع والناس يقفزون ليلقوا حتفهم.

ولفتت الينا " كلما سقط صاروخ بالقرب منا، شعرنا أنه كان يمر عبرنا مباشرة. كان نشعر بموجات الصدمة. وكانت الشقوق في جدار الطابق السفلي والأرضية تتصدع مع كل ضربة، وكنا نتساءل عما إذا كان يمكن لقاعدة المبنى أن تتحملها.

وقالت الينا "لا أعرف ما إذا كان والدي لا يزال على قيد الحياة"في وقت مبكر من الغزو، استهدف الروس محطة اتصالات تقع خلف أحد الأبراج السكنية الشاهقة، كنت أعرف سبب القيام بذلك: وهو تركنا عاجزين تماما ويائسين، محبطين، ومنقطعين عن العالم الخارجي.

جانب من دمار الحرب
جانب من دمار الحرب

 

وأضافت فقدت الاتصال بوالدي، ولم أكن متأكدة مما إذا كنت سأراه مرة أخرى لأنه كان على الجانب الآخر من المدينة. كنت آمل فقط أن يأتي إلينا، لأنه كان يعرف العنوان، لكنه لم يفعل ذلك أبدا. لا أدري ما إذا كان على قيد الحياة. لا أعرف ما إذا كان قد نُقل إلى روسيا بالقوة.

وأوضحت الينا "  بدأت الشائعات تنتشر حول كيفية سقوط المدينة، وكيف أنها أصبحت الآن أرضا روسية. سمعنا قصصا مروعة ومدى خطورة محاولة المغادرة بسبب القتال النشط في جميع جوانب المدينة الثلاثة، لذلك، لم يجرؤ أحد على الهروب. بسبب الافتقار إلى التواصل مع العالم الخارجي، شعرت كما لو كانت هناك جريمة قتل جماعي ضخمة تحدث حولي، وأن العالم لم يكن يملك أي فكرة عما يجري، ولن يكتشف أبدا الحجم الحقيقي لما كان يحدث.

 

بحلول 20 مارس، استولى الروس بالكامل على قطاع الأرض المطل على بحر آزوف، من بيرديانسك ومانهش، وصولا إلى ضواحي ماريوبول، وبعد ثلاثة أيام قررنا المغادرة على الرغم من التقارير التي كانت تفيد باستهداف المدنيين، لأن المدينة كانت تدمر بالكامل من جراء القصف الدقيق.

الينا تطهو الاكل امام القبو
الينا تطهو الاكل امام القبو

 

عند الساعة 7:00 صباحا من يوم 23 مارس، بدأنا الذهاب إلى زابوريجيا. اضطررنا لعبور 16 نقطة تفتيش روسية، استغرقت رحلتنا أكثر من 14 ساعة في الوقت الذي تتطلب فيه هذه الرحلة في الأوقات العادية ثلاث ساعات فقط.

 

وأَضافت الينا " كانت عملية القيادة نفسها متعبة. قام الجيش الروسي بتفتيشنا وتجريدنا من الملابس، والتحقق من الوثائق، واحتجاز كل ذكر. كان الأمر مروعا. لكن بمجرد وصولنا إلى نقطة التفتيش الأوكرانية بالقرب من مدخل زابوريجيا، سمعنا اللغة الأوكرانية، شعرت أننا قد عبرنا إلى نقطة آمنة. شعرت أنه بإمكاني أن أشعر بأمان نسبي مرة أخرى.

 

وأكدت زابوريجيا نفسها لم تكن آمنة؛ كانت هناك غارات جوية مستمرة، لكننا شعرنا أننا نجونا. كان يصعب علينا تصديق فكرة أننا كنا على قيد الحياة."

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة