حكايات الغريب العائد إلى الله.. محمود الجندى أوشك على الإلحاد وأنقذته النار

الإثنين، 11 أبريل 2022 10:00 ص
حكايات الغريب العائد إلى الله.. محمود الجندى أوشك على الإلحاد وأنقذته النار محمود الجندى
زينب عبداللاه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يمر اليوم 3 سنوات على رحيل الفنان الكبير محمود الجندى الذى رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم الموافق 11 إبريل عام 2019 بعد رحلة مع الحياة والفن وضعته فى مصاف كبار النجوم الذين رسخوا بأعمالهم فى وجدان الملايين.

محود الجندى الفنان المبدع الذى استطاع أن يجسد العديد من الأدوار المتنوعة والمختلفة وهو ما يؤكد قدراته الفنية الكبيرة ، والذى عاش حياة حافلة بالأحداث أضافت إلى شخصيته عمقاً وخبرة وتجارب.

رصيد ضخم من الأعمال الفنية التى شملت كل أشكال الفن والتمثيل، الكوميدى والتراجيدى الدراما والسينما والمسرح، وحتى الاستعراض والغناء، لا يقل عن رصيد الأحزان التى حملها الفنان الكبير المولود فى محافظة البحيرة فى 24 فبراير عام 1945 فى أسرة ريفية بسيطة، حيث حصل على دبلوم الصنايع قسم النسيج وعمل بأحد مصانع النسيج، وشجعه المحيطون به بعد إعجابهم بصوته ووقوفه لأول مرة على خشبة المسرح بمركز شباب المركز ، ليلتحق بالمعهد العالى للسينما.

تخرج محمود الجندى من معهد السينما عام 1967 وبعدها بدأت فترة تجنيده حيث خدم فى سلاح الطيران لمدة 7 سنوات وشارك فى حرب أكتوبر 73، وتعرف خلال هذه الفترة على المخرج عاطف الطيب ، وبدأت بعدها مسيرته الفنية الحافلة التى حمل بعضها ملمحا من ملامح حياته الشخصية .

 بدأ محمود الجندى المسيرة بأدوار الشاب المرح المقبل على الحياة وكان وجوده فى أى عمل يضفى عليه لونا من البهجة والأمل ، وبدأ حياته الفنية من خلال المسرح ، حيث أكسبته خفة ظله وبشاشة ملامحه وجمال صوته فى أداء المواويل قبولا خاصا لدى الجمهور، وربما لا يعرف الكثيرون أن الجندى شارك فى مسرحية مدرسة المشاغبين فى الدور الذى قام به أحمد زكى بعد انتهاء فترة تجنيده.

جذبت السينما محمود الجندى ليشارك فى عدد من الأعمال ومنها دعاء المظلومين وشيلنى واشيلك عام 1977 ، وكذلك فيلم شفيقة ومتولى ، ليتوالى بعدها تألقه فى عشرات الأعمال السينمائية والمسرحية والدرامية، وكان من أبرز أعماله المسرحية "علشان خاطر عيونك ، بحبك يا مجرم ،البرنسيسة ، انها حقا عائلة محترمة  وغيرها من المسرحيات التى أكسبت الجندى شعبية ومحبة وقاعدة جماهيرية كبيرة ، فضلا عن أدواره المتميزة فى روائع الأعمال الدرامية التى لا تنسى ومنها:" أبنائى الأعزاء شكرا ، ودموع فى عيون وقحة ، عيلة الدوغرى ، ولسه باحلم بيوم ، الشهد والدموع ، رحلة أبو العلا البشرى ، على الزيبق ، هو وهى ، وكسبنا القضية ، عصفور النار ، البشاير ، انا وانت وبابا فى المشمش ، عائلة الاستاذ شلش ، ضمير أبلة حكمت ، النوة، الشارع الجديد ، السيرة الهلالية ، الخواجة عبدالقادر، الأدهم ، الفنار ، حديث الصباح والمساء ،الجماعة ، رمضان كريم ، أفراح ابليس ، الطوفان ، الأب الروحى ، لهفة " وغيرها عشرات الأعمال.

وفى السينما قدم الجندى العديد من الروائع ، التى وإن لم يستحوذ فى الكثير منها على أدوار البطولة المطلقة  إلا أنه كان بطلا فى دوره وبقيت أعماله محفورة فى الأذهان ومنها " ساعة ونص ، شمس الزناتى ، ناجى العلى ، اللعب مع الكبار ، يوم حلو ويوم مر، التوت والنبوت ،عصافير النيل ، الفرح ، على جنب يااسطى ، كباريه ، واحد من الناس..وغيرها "

وقام الجندى المجند المحارب المقاتل ببطولة فيلم حكايات الغريب الذى جسد فيه بطولات وحكايات الجنود المجهولة من أبطال حرب أكتوبر وبطولات ونضال شعب السويس.

وبلغ من تنوع مواهب الجندى وقدراته الفنية أنه شارك فى بطولة فوازير رمضان عالم ورق وألف ليلة وليلة ، ومسلسل الأطفال الشهير بوجى وطمطم ، كما غنى فى العديد من الأعمال التى قدمها حتى أنه قدم ألبوم غنائى بعنوان  "فنان فقير" عام 1990، و لكنه لم يحب استكمال التجربة كما أكد فى احد حوارته.

أكسبته تجاربه الشخصية الثرية والمريرة خبرات أعمق وأحزان تركت أثرها على وجهه ، فالفنان الذى حقق كل هذا المجد والقبول فى شبابه ربما اغتر يوما بقدراته كما صرح فى بعض لقاءاته وظن أنه حقق النجاح بجهده فقط ، وكاد أن يمضى فى طريق بعيد عن الإيمان بقدرة الخالق ، حتى وقع حادث زلزل حياته عام 2001  عندما اشتعلت النيران فى شقته والتهمت كل محتوياتها كما قضت على حياة زوجته وأم أبنائه الأربعة " ثلاث بنات وولد" ، لتتغير حياته بعدها ويقترب من الله ، ويضفى هذا الحادث لمحة حزن على ملامحه لم تفارقه حتى وفاته، وبعدها تزوج من الفنانة عبلة كامل ولكنه انفصل عنها بعد عامين فى هدوء.

وظل الفنان الكبير محمود الجندى يعمل حتى أيامه الأخيرة ورحل عن عالنا فى مثل هذا اليوم بعد رحلة مع الفن والحياة.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة