القطن الملون طوق نجاة لصناعة الغزل والنسيج فى مصر.. يقلل التلوث ويحمى من الأمراض الناتجة عن الألوان والأصباغ الصناعية.. يوفر فى تكلفة الزراعة والإنتاج.. وإدارة الطاقة الأمريكية: المنسوجات خامس أكبر ملوث للبيئة

الإثنين، 28 فبراير 2022 05:00 م
القطن الملون طوق نجاة لصناعة الغزل والنسيج فى مصر.. يقلل التلوث ويحمى من الأمراض الناتجة عن الألوان والأصباغ الصناعية.. يوفر فى تكلفة الزراعة والإنتاج.. وإدارة الطاقة الأمريكية: المنسوجات خامس أكبر ملوث للبيئة غزل ونسيج - أرشيفية
كتب عبد الحليم سالم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تواصل الحكومة تدشين مصانع جديدة للغزل واللنسيج بتكلفة تزيد عن 21 مليار جنيه، في اطار خطة تطوير الصناعة بشكل تام وتحول الشركات من تحقيق خسائر كبيرة بلغت متوسطها 2.5 مليار جنيه سنويا إلى تحقيق ربحية .

وتزامنا مع تطوير المصانع وما يشهده العالم من اهتمام بالغ بالمناخ والآثار المدمرة للتغيرات المناخية، فإنه من المهم الأخذ في الاعتبار التركيز على القطن الملون، ولا سيما أنه قطن غير ملوث للبيئة، وكذلك الاقطان الأورجنك، خاصة أن صناعة الغزل والنسيج تحتل المرتبة الخامسة من حيث أكثر الصناعات التى يخرج منها انبعاثات ضارة، خاصة ثانى أكسيد الكربون، بالاضافة إلى استخدام الأصباغ والألوان الصناعية التى غالبا ما تكون ضارة لصحة الإنسان والجلد، كما أنها ملوثة للبيئة بشكل كبير.  

 تطوير صناعة الغزل والنسيج لابد أن يواكبه أيضا إصلاح إدارى شامل، وكوادر قادرة على النهوض بالقطاع والتعامل مع التكنولوجيا الحديثة، بما يتماشى مع الفكر الاستراتيجي للدولة من خلال تدشين أكبر مجمعات صناعيه في العالم، لانتشال هذا القطاع المنهار من سنوات، بركب التطور والنهوض بمنظومه الغزل والنسيج، خاصة أنه علي الرغم من امتلاك  كل سبل النجاح والتطور إلا أن إدارة تلك المشاريع هي البند الأول والاساسي للنهوض بها والإدارة نفسها جعلت القطاع الخاص المصري مستمر في تقدمه، مثل ما حققه مجمع الروبيكي  من نجاح مشرف في خلق منظومه عمل قويه ومشرفه وأصبح إنتاجه بالحجز المقدم المدفوع سابقا قبل الاستلام، وعلميا فانه لابد ألا تزيد نسب الأجور من التكاليف الكلية عن 10% ، فيما وصلت فعليا في بعض المصانع العامة لأكثر من 60% .

 

وحول أهمية التوجه نحو الاقطان الاورجنك والاقطان الملونة، أشار الخبير الافتصادى أشرف بدوى لـ" اليوم السابع"  إلى أن صناعة الغزل والنسيج وفق المعلومات العلمية الموثقة من أكبر الصناعات الملوثة والضارة بالبيئة حيث يُعزى ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي إلى انبعاث غازات الدفيئة .(GHG) -

ويعتبر ثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز ومركبات الكربون الفلورية المساهمين الرئيسيين، لافتا إلى أنه شهدت السنوات الأخيرة زيادة هائلة في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري (GHG) مما أدى إلى ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي.

صناعة النسيج مستهلكة لكميات كبيرة من المياه

 وأشار بدوى إلى أن صناعة النسيج تعتبر من أكبر الصناعات المستهلكة لالوقود (الطاقة اللازمة للطاقة الكهربائية والبخار والنقل)، ويبلغ نصيب الفرد من استهلاك المنسوجات حوالي 20 كجم / سنة ويزداد يوما بعد يوم، وبالتالي من الضروري اتخاذ خطوات فورية وتطوير تقنيات مبتكرة وحلول مستدامة يمكن أن تساعد في تقليل التأثير البيئي.

كما تعد صناعة النسيج، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية، خامس أكبر مساهم في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وبالتالي فإن صناعة النسيج تعد من أكبر مصادر الغازات المسببة للاحتباس الحراري على وجه الأرض، ما يتطلب التركيز على الأقطان الاورجنك والملونة ، والأخيرة لا تحتاج إلى صبغات صناعية وهى الأكثر تلوثا في الصناعة نفسها .  

وأوضح أنه بالنسبة للألياف الطبيعية، يبدأ استهلاك الطاقة عند الزراعة والعمليات الميدانية - الري الآلي، ومكافحة الحشائش، ومكافحة الآفات والأسمدة (السماد الطبيعي مقابل الكيماويات الاصطناعية)، والحصاد والمحاصيل، ويعد استخدام الأسمدة الاصطناعية أحد المكونات الرئيسية للزراعة التقليدية: حيث ينتج طن واحد من الأسمدة النيتروجينية ما يقرب من 7 أطنان من غازات الاحتباس الحراري المكافئة لثاني أكسيد الكربون، وفي حالة المواد التركيبية، تصنع الألياف من الوقود الأحفوري، حيث يتم استهلاك كمية كبيرة جدًا من الطاقة في استخراج الزيت من الأرض وكذلك في إنتاج البوليمرات.

ومن ناحية أخرى، لا تتحلل الألياف الاصطناعية، فهي تطلق معادن ثقيلة ومواد مضافة أخرى في التربة والمياه الجوفية في مدافن النفايات، تتطلب إعادة التدوير فصلًا مكلفًا، بينما ينتج عن الحرق ملوثات - في حالة البولي إيثيلين عالي الكثافة، يتم إنتاج 3 أطنان من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لكل 1 طن من المواد المحترقة.

 

وبين أن الدارسات العلمية تشير لأهمية اتخذا العديد من الإجراءات للحد من التلوث، منها استبدال الألياف العضوية بالألياف المزروعة تقليديًا بشكل كبير على تقليل بصمة الكربون في صناعة المنسوجات بناءً على القضاء على الأسمدة الاصطناعية ومبيدات الآفات والكائنات المعدلة وراثيًا (GMOs) والتي تعد تحسينًا في صحة الإنسان.

كما أن التنوع البيولوجي الزراعي يحافظ على المياه ، ما يجعل التربة أكثر قابلية للتفتت بحيث يتم امتصاص مياه الأمطار بشكل أفضل، ويقلل من متطلبات الري والتعرية، خاصة أنه يتم استخدام ما يصل إلى 2000 مادة كيميائية في معالجة المنسوجات، والعديد منها معروف بأنه ضار بصحة الإنسان (والحيوان)،  وبالتالي  تتبخر بعض هذه المواد الكيميائية بينما يذوب بعضها في مياه المعالجة التي يتم تصريفها إلى بيئتنا.

ويستخدم تطبيق هذه المواد الكيميائية كميات وفيرة من الماء، وهذا يعنى أن صناعة النسيج أكبر ملوث صناعي للمياه العذبة على هذا الكوكب.

 

أبرز التوصيات الدولية لخفض ملوثات الصناعة

 

وحول أبرز التوصيات الدولية لخفض ملوثات الصناعة، أشار أشرف بدوى إلى أن أبرزها استخدام آلات ذات نسبة سائلة منخفضة للغاية - لتقليل استهلاك المياه أثناء المعالجة المسبقة والصباغة وتسلسل الغسل بعد الصباغة، وتقليل الطاقة المطلوبة لتسخين المياه في نفس الوقت في خطوات المعالجة المختلفة والحمل الفعال على معالجة النفايات السائلة.

بجانب التسخين المسبق لمياه المعالجة بواسطة الألواح الشمسية لتقليل استهلاك مصادر الطاقة غير المتجددة الأخرى (الوقود الأحفوري، والخشب، والقشر، وما إلى ذلك)، وعزل كافٍ لآلات الصباغة والتجفيف والدعامات وأنظمة استعادة الحرارة المناسبة لتجنب فقد الطاقة غير المرغوب فيه، وكذلك إعادة تدوير وإعادة استخدام مياه المعالجة والقلويات عن طريق تركيب عملية ترشيح مناسبة،  مع استخدام الإنزيمات - قابلة للتحلل الحيوي وغير قابلة للتآكل لإزالة القشور ، الجلي، معادلة التبييض، التليين الحيوي وغسل ما بعد الصباغة، ومعالجة مياه الصرف الصحي.

 واستخدام مصدر طاقة متجددة يعتمد على الطاقة الكهرومائية، والتحكم في الانبعاثات الغازية باستخدام أجهزة احتواء متطورة ومحطة معالجة المياه ETP الحديثة لإعادة تدوير المياه وإعادة استخدامها أثناء تصنيع الصبغات.  

 

وأشار أشرف بدوى إلى أن " اليوم السابع" كانت من أول وسائل الإعلام التى ركزت على ملف الاقطان الاورجنك والاقطان الملونة، وكانت لها أثر هام في توجهات والفكر الاستراتيجي للقطاع بداية من مبادرة قطن أفضل BCI....، وكان لها دور كبير في فتح هذا الملف الذي كان يجهله الكثير .. وكان لمصر نصيب في المشاركة في مبادرة القطن الأفضل وبالفعل تم تطبيقه في أماكن كثيره .ومن المعروف أن تلك النوعيات عليها طلب عالمي بقوة وبالأسواق الأوربية  والأجنبية.

وكان لـ"اليوم السابع" السبق الصحفي، فى قصة التحول إلى الاقطان الأورجانيك، حيث اتضح أن القطن الملون الوحيد في العالم الذي يمتلك طول التيلة، وينتج خيوطا رفيعة هو القطن المصري الملون، وبالفعل تم إنتاج خيوط رفيعة منه.. وتوفير بما لايقل عن 50% من التكاليف الكلية لعدم احتياجه الي مراحل الصباغة  وبعده عن المواد الكيماوية والبترولية

وتعاقدت الحكومة الألمانية علي شرائه بكميات مفتوحة، كما وضعت الحكومة استراتيجية لزياده الرقعة الزراعية منه في خلال 3 سنوات .

ولفت بدوى إلى ما نشره "اليوم السابع" عن الاهتمام بزراعه الأقطان القصيرة والاستفادة منها في إنتاج الخيوط السميكة، والتي تمثل أكثر من.95%من احتياجات الأسواق، وهي التي يتم استيرادها من دول شرق آسيا.

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة