استمرار حالة الذعر لدى أوروبا بسبب الغاز.. روسيا تغلق الصنبور عن النمسا بعد إيطاليا.. وكالة الطاقة الدولية تحذر من مخاطر غير مسبوقة بالشتاء مع ضرورة خفض الاستهلاك 13%.. و"خط الحرية" أنبوب جديد لتعويض الإمدادات

الأربعاء، 05 أكتوبر 2022 12:00 م
استمرار حالة الذعر لدى أوروبا بسبب الغاز.. روسيا تغلق الصنبور عن النمسا بعد إيطاليا.. وكالة الطاقة الدولية تحذر من مخاطر غير مسبوقة بالشتاء مع ضرورة خفض الاستهلاك 13%.. و"خط الحرية" أنبوب جديد لتعويض الإمدادات الرئيس الروسى - فلاديمير بوتين
فاطمة شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تستمر أزمة الطاقة فى العصف بأوروبا، خاصة مع استمرار روسيا بقطع الإمدادات عن بعض الدول الأوروبية فى الوقت الذى تحتاج فيه تلك الدول للغاز استعدادات لفصل الشتاء، وهو ما اثار حالة من الرعب والذعر لدى قادة أوروبا.

وحذرت وكالة الطاقة الدولية من أن أوروبا ستواجه مخاطر غير مسبوقة فيما يخص إمداداتها من الغاز الطبيعى هذا الشتاء، بعد أن قطعت روسيا معظم شحنات خطوط الأنابيب، بما قد ينتهى بها الأمر إلى التنافس مع آسيا على الغاز السائل الذى يأتى عن طريق البحر ويتسم بندرته وارتفاع ثمنه.

وذكرت الوكالة - فى تقريرها ربع السنوى حول الغاز أن دول الاتحاد الأوروبى ستحتاج إلى تقليل الاستخدام بنسبة 13% خلال فصل الشتاء فى حال قطعت روسيا بالكامل إمدادات الطاقة، ويأتى الكثير من هذا التخفيض من خلال رفع التوعية فى سلوك المستهلك مثل خفض الحرارة بمقدار درجة واحدة وتعديل درجات حرارة الغلايات، بالإضافة إلى ترشيد استخدام الغاز داخل المرافق الصناعية والحكومية.

بالاضافة إلى ذلك، قالت صحيفة لابانجورديا الإسبانية أن الطلب على الغاز فى أوروبا اصبح يعانى من انخفاض قياسى بنسبة 10% عام 2022 الجارى بسبب ارتفاع الأسعار، مع الاغلاق التدريجى لصنبور الصادرات الروسية وسياسات الانكماش مع دخول فصل الشتاء.

وأوضحت الوكالة الأوروبية إلى أن هذا الانخفاض فى العام الجارى قدره 54 مليار متر مكعب، وعلى النطاق العالمى سيصل الانخفاض بنسبة 0.8% لأن الأسعار مرتفعة بشكل قياسى وسيكون لها تأثير فى جميع انحاء العالم.

خلال الأشهر الثمانية الأولى من هذا العام، استوعبت أوروبا غازًا أقل بنسبة 10% مما كانت عليه فى نفس الفترة من عام 2021 بسبب الانكماشات القوية فى القطاعات السكنية والتجارية (-12%) وحتى أكثر فى الاستخدامات الصناعية (-15%).

ومع ذلك، بالنسبة لتوليد الكهرباء، تم حرق الغاز عمليًا بنفس المستوى كما فى عام 2021 لأن الجفاف أدى إلى خفض إنتاج محطات الطاقة الكهرومائية فى بلدان جنوب أوروبا ويجب تعويض التوقف لأشهر تزيد عن النصف.

وتستمر روسيا فى اغلاق صنبور الغاز عن الدول الأوروبية بشكل تدريحى، حيث قالت شركة جازبروم الروسية أن نقل الغاز عبر النمسا قد تم تعليقه بعد أن رفض مشغل شبكة الغاز النمساوية تأكيد ترشيحات نقل الغاز، وألقت شركة غازبروم باللوم فى المشكلة على التغييرات التنظيمية فى النمسا، وقالت إنها تعمل بالاشتراك مع العملاء الإيطاليين لحل المشكلة.

كما قالت شركة إينى الإيطالية إنها لن تتلقى أيا من الغاز الذى طلبته من شركة جازبروم الروسية لتسليمه السبت الماضى لكن الشركتين قالتا إنهما تعملان على إصلاح ذلك.

وقالت إينى، أكبر مستورد للغاز الروسى فى إيطاليا، فى بيان على موقعها على الإنترنت، أن إمدادات الغاز الروسى عبر نقطة دخول تارفيسيو ستكون عند الصفر فى الأول من أكتوبر.

كانت موسكو والعديد من الدول الأوروبية، بما فى ذلك ألمانيا، على خلاف بشأن إمدادات الغاز الطبيعى من روسيا منذ غزو أوكرانيا فى فبراير.

وقال الاتحاد الأوروبى إن موسكو تستخدم إمدادات الطاقة بما فى ذلك الغاز كسلاح اقتصادى، وهو أمر نفته روسيا باستمرار، وألقت باللوم على تأثير العقوبات الغربية على أى انقطاع فى الإمدادات.

خط الحرية

وتحاول أوروبا فى الوقت الحالى تأمين نفسها من خلال انشاء خطوط للغاز، وتم افتتاح خط للغاز بين بلغاريا واليونان وذلك فى اشارة لتقليل الاعتماد الأوروبى على واردات الطاقة الروسية.

وأشادت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بخط أنابيب الغاز لاعتباره مساهمة هامة للحد من الفرص المتاحة لروسيا لاستخدام الغاز والنفط لابتزاز أو معاقبة الاتحاد الأوروبى.

وكانت المفوضية الأوروبية خصصت ما يقرب من 250 مليون يورو لتمويل المشروع.

الطاقة الحرارية الأرضية

كما بدأت تلجأ أوروبا إلى الطاقة الحرارية الأرضية التى كانت مهملة طوال السنوات الماضية، لتقليل الاعتماد على الغاز الروسى.

وقالت صحيفة البيريوديكو دى لا انريخيا الإسبانية أن الطاقة الحرارية توفر مصدرا متجددا ونظيفا نسبيا للطاقة نظرا لأنها لا تولد انبعاثات أكثر من تلك المرتبطة بتركيبها، ولذلك فإنها تحظى بدعم المؤسسات الأوروبية.

وأوضحت المفوضية الأوروبية دعم الاتحاد الأوروبى فى البحث والتطوير وتركيب هذه التقنيات، سواء التى تسعى لاستخراج الطاقة الحرارية وبذلك الاستفادة منها لتوليد الكهرباء.

وأشارت الصحيفة إلى أن البيانات الأخيرة تكشف استقرار الطاقة الحرارية الارضية فى أوروبا، حيث شركة الاستشارات Rystad Energy، فإن الاستثمار الأوروبى فى أنظمة التدفئة الحرارية الأرضية (المنزلية والزراعية) سيصل إلى 7 مليارات و400 مليون دولار، بفضل هذا الاستثمار، كما ستستمر القدرة الحرارية الأرضية المركبة فى الاتجاه المتزايد خلال 32 عاما الماضية، بدءا من 3.9 جيجا وات الحالية من الطاقة الحرارية إلى 6.2 جيجاوات فى عام 2030.

وأوضحت الصحيفة أن هذا الاتجاه المتزايد كان فى السنوات الأخيرة ملحوظًا بشكل خاص بين عامى 2010 و2015. ويمكن رؤية مثال على الزيادة المعطاة فى هذه السنوات فى ألمانيا، التى شهدت فى السنوات العشر الماضية تضاعف قدرتها المركبة، حيث انتقلت من 200 إلى 400 ميجاوات.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة