"اليوم السابع" آخر من حاوره قبل رحيله.. الصول أحمد إدريس يكشف أسرارا جديدة عن الشفرة النوبية فى حرب أكتوبر.. إسرائيل امتلكت أحدث أجهزة التنصت والشفرة أعجزتها.. تحدثت إلى السادات عن اللهجة النوبية وأعجب بالفكرة

الثلاثاء، 21 سبتمبر 2021 07:30 م
"اليوم السابع" آخر من حاوره قبل رحيله.. الصول أحمد إدريس يكشف أسرارا جديدة عن الشفرة النوبية فى حرب أكتوبر.. إسرائيل امتلكت أحدث أجهزة التنصت والشفرة أعجزتها.. تحدثت إلى السادات عن اللهجة النوبية وأعجب بالفكرة أحمد إدريس صاحب الشفرة النوبية
أسوان - عبد الله صلاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"الأبطال يرحلون معاً" هذا ما حدث اليوم الثلاثاء، حيث رحل اثنين من أبطال حرب أكتوبر أحدهما كان من كبار القادة فى الحرب" المشير محمد حسين طنطاى"، و الثاني كان صاب الفضل فى استخدام كلمات نوبية كشفرة ساهمت فى انتصارات أكتوبر.

الحديث هنا عن الصول أحمد إدريس صاحب الشفرة النوبية، والذى وافته المنية اليوم الثلاثاء، وأعلنت أسرته وفاته، بمحل إقامته بمحافظة الإسكندرية عن عمر يناهز 84 عاماً.

وينشر "اليوم السابع"، آخر لقاء مع الصول أحمد محمد أحمد إدريس، ابن النوبة من قرية توماس وعافية بمحافظة أسوان، صاحب فكرة استخدام اللغة النوبية كشفرة فى حرب أكتوبر، وقال "إدريس"، فى حوار مع "اليوم السابع" قبل رحيله، إن مصر كانت تعيش ظروفا صعبة للغاية بعد نكسة 67 ، ووصل الإحباط لدى الشعب إلى أقصى درجاته واعتقد أن الرئيس السادات غير قادر على الحرب، ولكن المفاجأة التى كان يخطط لها الرئيس الراحل هو إقناع المصريين والعالم أجمع بأن السادات لا يرغب فى الحرب مع إسرائيل وغير مستعد لها، كنوع من الخدع التكتيكية قبل الحرب.

مشيراً إلى أن شفرة الحرب كانت من ضمن المسائل الشائكة أثناء الحرب، خاصة أن إسرائيل فى هذا التوقيت كان لديها أحدث أجهزة التصنت وكشف المكالمات والاتصالات، فكان لابد من التفكير فى وسيلة يتم استخدام الشفرات بين الجيش المصرى وفى الوقت نفسه يمنع وصول هذه الإشارات لجيش العدو.

وتابع الصول أحمد إدريس: "دخلت الجيش عام 1954 عسكرى متطوع وحضرت حرب العدوان الثلاثى، وظللت فى صحراء سيناء منذ عام 57 حتى  حرب اليمن وبعدها دخلنا حرب 1967، وكنت أعرف جميع مناطق صحراء سيناء شبرا شبرا، وكان شغلنا ضبط الحدود ومكافحة المخدرات، وكان معدل الخسائر بقوات حرس الحدود 12.5%، وبناء على ذلك جاء الفريق عبد المنعم رياض، وأخذ ضباط صف من قوات حرس الحدود، وكان يظن أن أحد أسباب النكسة عدم كفاءة السائقين، وتم تدريبنا لمدة 3 سنوات على جميع المعدات بالقوات المسلحة والمركبات من العجلة، وحتى الدبابة والإشارة وأعمال كتابية والتعيينات وصاعقة ومظلات وضفادع بشرية وكافة الفرق".

واستكمل الحديث قائلاً: "بعد تولى الرئيس السادات الحكم بحوالى 3 شهور، كان كل ما يتم إرسال إشارة يتم فكها من جانب اليهود، وظل الجيش حوالى 7 أيام مش عارفين يرسلوا إشارات داخلية من الجيش المصرى للجيش المصرى، لأن اللإسرائيليين يعلمون بها، وبناء على ذلك قائد الجيش عمل مؤتمر للفرق والكتائب، وقائد اللواء ورئيس الأركان قعدوا معايا فى العربية فى حيرة من الأمر وبعدها أنا ضحكت قالولى بتضحك ليه قولتلهم الموضوع سهل نتكلم باللغة النوبية لأنها لهجة وليس لها حروف، ونرسل ونستقبل بها ويتم ترجمتها للعربية وبناء على ذلك لم تتمكن اسرائيل من فك الشفرة".

وأشار "إدريس"، إلى أن القيادات أخذوا الفكرة ونقلوها إلى قائد الجيش وطلب استدعاؤه ودار حديث بين الطرفين، وبعدها اتصل قائد الجيش بالرئيس السادات وأبلغه بالفكرة، وعندما علم السادات بالفكرة سأل قائد الجيش: من سمع هذا الكلام ؟ فقال له قائد الجيش: أنا وقائد اللواء ورئيس الأركان والشاويش فقط، فقال له اعتبره سرا ولو خرج ستحاكمون وهاتوا الشاويش ليا بكره "مكلبش بالحديد".

وأوضح، بأنه التقى بالرئيس السادات ولم يكن يعلم شيئاً عن المقابلة قبلها، وذلك بسبب أنه تم اقتياده "مكبلاً" إلى مكان مجهول لم يكن يعلمه فى بادئ الأمر، وجاء فى اعتقاده أنه تم التحفظ عليه مع الجواسيس الذين يقيدونهم بنفس الطريقة، وبعدها أخبروه بأنه سيقابل الرئيس السادات وهو ما زاد من قلقه وخوفه، وعلق قائلاً: "كنت مرعوباً وانتظرت أكثر من ساعة ولا أدى ماذا أقول عندما أقابل رئيس جمهورية".

ووصف لقاءه بالسادات، قائلاً: عندما دخلت للرئيس ألقيت التحية العسكرية ووضع يده على كتفى وقال لى "اقعد يابنى"، وبعدها جالى اطمئنان نفسى، وأخيرا سألنى وقالى إيه حكاية اللغة النوبية قولت له "لكنة" تسمع ولا تقرأ، وثانيا الإرسال سيكون نوبيا والاستقبال كذلك ومن بعدها ضحك السادات بطريقة هيستيرية، ولما لقيته ضحك كدا قولت فى نفسى الرئيس يستهزئ بى، وسألته هل أنا قولت حاجة وحشة قالى لأ وبعدها ولع "بايب" ووضع يده الشمال فوق دماغه وظل يضحك لمدة ربع ساعة وقال لى: "خلاص هنمشى كلامك" فقلت له: "هات الناس اللى اتربوا فى النوبة القديمة الموجودين بسرايا الحدود" لأن من وصل أسوان بعد 64 فى الهجرة لم يعلموا بلاغة النوبة، وقلت للرئيس اللغة النوبية تنقسم إلى قسمين الفاديجا وكاجو، والرئيس نبه عليا أن الكلام سر، وقال لى "إوعى يطلع حتى لمراتك لو طلع هحكامك وخصوصا مراتك لأن الستات يحبوا الثرثرة".

وأوضح، بأن اللهجة النوبية كانت تنطق ولا تكتب ولذلك كان صعب تعلمها وانتشارها فى ذلك الوقت، وكان من ضمن المصطلحات التى تم استخدامها فى الحرب، هى "قور" وهى كلمة نوبية تعنى نملة وتشير إلى الدبابة، كما يطلق على الدبابة أيضاً "تمساح" وبالنوبية تسمى "أولوم"، وكانت تسمى العربات الحربية المجنزرة "ثعبان" ويطلق عليها بالنوبية "اسلانجى"، وتسمى الطائرة بـ"الناموسة" ويطلق عليها بالنوبية "زندنابى"، وكانت هناك أوامر الحروب مثل "أوشريا" يعنى اضرب، و"اوسكو" يعنى تحرك، وغيرها من الشفرات التى كانت تنقل عبر جهاز اللاسلكى بين المجندين النوبيين وتترجم إلى قادة الوحدات، مشيراً إلى أن القوات المسلحة تدرس استخدام اللغة النوبية بفروعها الأربعة وهى "فاديجكيا والماتوكية" وهما نوبيتان فى مصر، و"المحس ودنقله" وهما نوبيتان فى السودان.

وعلق "إدريس": حفظت السر ما يزيد عن 40 سنة، حتى أنى لم أثرثر به مع أحد من أسرتى، وأعلنت فى سنة 2010 عن أنى صاحب استخدام اللغة النوبية أثناء حرب أكتوبر، وذلك لأن هناك شخص ظهر فى عدد من القنوات التليفزيونية وأدعى أنه صاحب هذا الاقتراح، واتضح أنه لا يعرف اللغة النوبية أصلاً، ولم يلتحق بالجيش من الأساس، ثم أعلنت ذلك وكرمنى الرئيس عبد الفتاح السيسى فى احتفالية ذكرى نصر أكتوبر.

 









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة