بعد عام من الفراغ السياسى و14 لقاء بين عون وميقاتى.. حكومة إنقاذ لبنان تولد من رحم الأزمات.. تحديات تنتظر رئيس الوزراء و22 وزيرا.. إجراء انتخابات نيابية والديون وحل أزمة الوقود الأبرز.. فرنسا: خطوة أولى للتعافى

السبت، 11 سبتمبر 2021 04:30 م
بعد عام من الفراغ السياسى و14 لقاء بين عون وميقاتى.. حكومة إنقاذ لبنان تولد من رحم الأزمات.. تحديات تنتظر رئيس الوزراء و22 وزيرا.. إجراء انتخابات نيابية والديون وحل أزمة الوقود الأبرز.. فرنسا: خطوة أولى للتعافى رئيس حكومة لبنان نجيب ميقاتى
إيمان حنا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تبدأ الحكومة اللبنانية الجديدة ـ والتى تعد حكومة إنقاذ محددة المدة بثمانية أشهر ـ عملها ومائدتها مكدسة بالملفات السياسية العالقة والأزمات الاقتصادية الحادة التى تطلب حلولا جذرية وبوقت سريع لوقف انهيار الدولة، فقد أمضى لبنان 13 شهرا فى فترة فراغ حكومى أعقبت استقالة حكومة حسان دياب بسبب انفجار الرابع من أغسطس فى عام 2020.

وبعد أن وقع الاختيار على سعد الحريرى كرئيس حكومة مكلف فشلت محاولاته لتشكيل حكومة لبنان الجديدة لينتهى به الأمر إلى الاعتذار، ثم خلفه نجيب ميقاتى وقد سبق له أن تولى رئاسة الحكومة اللبنانية وهو على دراية واسعة بمشكلات لبنان المتجذرة، كما أنه رجل أعمال ثرى وله استثمارات عربية ودولية فى قطاع الاتصالات، وبعد 14 لقاء تشاوريا بين عون وميقاتى، نجح فى إخراج حكومته للنور بـ24 عضوا منهم 22 وزيرا لحقائب وزارية ونائب لرئيس الوزراء.

ملفات أمام الحكومة الجديدة

من بين الملفات الشائكة وأهمها الملف الاقتصادى وتحديداديون لبنان المستحقة، فعلى الحكومة الجديدة إعادة التفاوض مع صندوق النقد الدولي وتنفيذ الشروط والآليات المطلوبة للحصول على القرض الذى يمثل طوق نجاة للبنان الذى يستحقعليه ديون مؤجلة ، ومن بين تلك الشروط  تثبيت سعر الصرف ومحاولة لتصليح الأجور ومراقبة الأسواق.

ولبنان يحتاج لتسوية ديونه الخارجية ، فقد وصل إجمالي الدين العام إلى 144.6 تريليون ليرة لبنانية في يناير 2021، أي ضعف ما كان عليه في العام 2011، وقد أعلن رئيس الحكومة اللبنانية حسان دياب فى مارس 2020 أن بلاده لن تسدد ديونًا خارجية مستحقة بقيمة 1.2 مليار دولار في شكل سندات دولية، مشيرًا إلى أن حجم ديون لبنان وصل إلى مستوى خطير، وأنه لا يمكن تسديد تلك الديون، بينما لا توجد سيولة لدى الحكومة لتوفير المستلزمات الطبية والاحتياجات الأساسية للمواطنين.

وعن التفاوض مع الصندوق قال ميقاتى، "لا يمكنني أن أتوجه إلى صندوق النقد الدولي، وأحصل على موافقة الحكومة على الاتفاق معه، ثم يقف الاتفاق في مكان آخر، لذلك نحن مضطرون في هذه المرحلة بالذات، على فعل ما فعلناه، إذا أردنا حقيقة الخروج من هذا الوضع، لدينا ثمانية أشهر من الآن لنتمكن من تنفيذ المطلوب منا".

ومن بين الملفات الاقتصادية أيضا وضع البطاقة التمويلية موضع التنفيذ بصورة سريعة.

أزمة الوقود 

يعانى لبنان من مشكلة مزمنة  فى الوقود الذى لا يكفى حاجات الشعب اللبنانى ن وفى محاول لمواجهة الازمة أعلن رئيس الحكومة اللبنانية السابق حسان دياب مؤخرا عن تسوية جديدة مع مصرف لبنان المركزي لمواجهة تداعيات قرار المصرف برفع الدعم عن المحروقات، مؤكدا أن التسوية تقضي باعتماد سعر صرف الدولار الأمريكي في استيراد المشتقات البترولية ودفع صيانة معامل وخدمات الكهرباء بسعر 8 آلاف ليرة بدلا من سعر السوق الذي يصل إلى 19 ألف ليرة، على أن تتحمل الدولة فارق الخسارة بالليرة اللبنانية، بالإضافة إلى رفع بدل النقل للموظفين.
 
وأضاف أن هذه التسوية مؤقتة لكنها ضرورية قبل انطلاق العام الدراسي وبانتظار انطلاق عمل البطاقة التمويلية التي سيتم تطبيقها مطلع أكتوبر المقبل. 
 
وأوضح دياب أنه تم اتخاذ قرار بدفع راتب شهر على دفعتين لجميع العاملين في القطاع العام، مهما كانت مسمياتهم الوظيفية، وكذلك رفع قيمة بدل النقل للموظفين ليصبح 24 ألف ليرة عن كل يوم عمل.. وكذلك دراسة إمكانية أن تشمل منحة الراتب لاحقاً العاملين في المؤسسات العامة والبلديات.
 

الانتخابات النيابية

 
من أبرز مهام الحكومة الجديدة إجراء الانتخابات النيابية والبلدية في موعدها الدستوري ، وبعض من كان يفضل عدم تشكيلها كان يرغب بتأجيل الاستحقاق النيابي. ولعل من أبرز أسباب الضغط الدولي والمساهمة بالتشكيل وربما بالمساعدة لاحقا لتخفيف الانهيار ، هو اجراء الانتخابات في موعدها. من هنا اضحت هذه الانتخابات محورا اساسيا ورهانا كبيرا لدى قوى محلية واقليمية.
الجميع يراهن على تلك  الانتخابات، من بينهم الولايات المتحدة الأمريكية، فتهدف واشنطن بشكل اساسي من خلال الانتخابات المقبلة، الى تحقيق هدفين اساسيين، الاول بدء عملية استبدال الاحزاب الحليفة لها، والتي باتت قوى سياسية "ثقيلة" في المجتمع اللبناني وغير قادرة على الاستقطاب والاقناع، بقوى اكثر حيوية واقناعا، وهي قوى التغيير والمجتمع المدني، وهذا لا يتحقق الا في حال استطاع هؤلاء تحقيق خرق جدي في الانتخابات.وفق موقع لبنان 24 .
 
أما الهدف الثاني فهو زيادة الحصار على حزب الله  وعزله قدر  الامكان على الساحة الوطنية خصوصا بعدما تعذر عزله داخل بيئته، لذلك فإن تغيير التوازنات داخل الساحة المسيحية بشكل خاص يعتبر هدفا أساسيا لواشنطن وحلفائها.


من هنا يظهر ان التحضيرات على الساحة المسيحية بدأت بشكل جدي، ان كان لجهة الاتصالات بين بعض القوى الاساسية من اجل عقد التحالفات ، او لجهة الحراك الجدي للنواب المستقيلين من المجلس او حتى لجهة النشاط الاعلامي لبعض جمعيات المجتمع المدني.

لكن  واشنطن ليست الجهة الوحيدة الراغبة بالانتخابات، فحزب الله ايضا يسعى الى الفوز بالاكثرية، بطرق مختلفة وتحالفات متعددة، اذ يبدو ان قرارا اخذ بأن خوض هذه الانتخابات سيكون لاجل الفوز الساحق، يرى الحزب أن الانتخابات المقبلة ستكون فرصة للحفاظ على التوازنات ما سيشكل ضربة لكل المحاولات الاميركية لاخراجه من الاطر المؤسساتية للدولة اللبنانية، ما قد يؤدي الى تخفيف الضغوط نظرا لعدم جدواها.
 

آمال فرنسية 

 
من جانبها، قالت السفيرة الفرنسية فى لبنان آن جريو ، إن "بعد 13 شهرا من الشغور، يشكل تأليف الحكومة المرحلة الأولى والأساسية لتعافي لبنان. من الملح الآن البدء بالعمل".وفق الوكالة الوطنية لإعلام لبنان.

أضافت: "‏يتطلب الوضع المأساوي في البلد التزاما بناء من قبل كل القوى السياسية، بحيث تتمكن الحكومة التي يقودها الرئيس نجيب ميقاتي من العمل بتصميم في سبيل تحقيق الاستقرار والوحدة والازدهار في لبنان ومن أجل كافة اللبنانيين".

وتابعت: "أيها الأصدقاء اللبنانيون الأعزاء، تبقى فرنسا ملتزمة إلى جانبكم وستتأكد من أنه سيتم تلبية حاجاتكم والتجاوب مع تطلعاتكم من خلال أعمال ملموسة. ميدانيا، سأظل أحرص على ذلك وسأواصل العمل معكم وإلى جانبكم".

ميقاتى: لن نقصى أحدا

وعلى صعيد مهام الحكومة الجديدة أكد نجيب ميقاتى أن في هذه المرحلة بالذات سيكون هناك ورشة نهوض بمشاركة الجميع. مؤكدا :" لا يمكنني إقصاء أحد يحب المشاركة في الحكومة، صحيح أن لدى الوزراء انتماءاتهم ربما، ولكنهم من الاختصاصيين، ونحن بحاجة إلى مشاركة الجميع، ولا يمكننا أن نأتي باختصاصيين لا ينتمون لأي جهة، ونقول إننا نريد  معالجة المشاكل المطروحة.

المراسيم

قد صدرت مساء أمس 3 مراسيم عن قبول استقالة حكومة الرئيس حسان دياب، وتسمية الرئيس نجيب ميقاتي رئيساً لمجلس الوزراء، وتشكيلة الحكومة الجديدة، ووقع المرسومين الاولين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، فيما وقع الثالث الرئيسان عون وميقاتي.

وبعد الاعلان عن تشكيل الحكومة، قال ميقاتي من بعبدا: "مضى على استقالة الحكومة السابقة  13 شهرا، وبهذه المناسبة أتوجه بالتحية الى الرئيس حسان دياب على ما قام به خلال المرحلة السابقة وما تخللها من صعوبات، عادة رئيس الحكومة يتلو، بعد تشكيل الحكومة، بيانا مكتوبا يحدد  فيه سياسة حكومته وتوجهها ، ولكن اليوم الوضع استثنائي وانا ساقول كلمة من القلب".

وأضاف: "من منا لا يعرف الوضع وحال البلد. وكما يقال الكبير والصغير و"المقمط بالسرير" يعرف الحالة . اللي مقمط بالسرير الذي تختصر له والدته جرعات  الحليب من خمس الى ثلاث جرعات لأن حليب الاطفال مفقود. الصغير الذي يسأل والده هل سنذهب الى المدرسة أم لا. الصغير الذي يقول لوالده  ابن عمي هاجر وجيراننا كذلك ، فلماذا لا نترك البلد نحن ايضا. الاب يسكت لأن العين بصيرة واليد قصيرة، واذا كان يملك تحويشة العمر واودعها في المصرف فهو لا يستطيع التصرف بها ، واذا كان يمكنه الحصول على جزء من راتبه، فهذا لا يشكل 10 في المئة مما كان عليه قبل سنة .الام  حدث ولا حرج عنها،اذا كان ابنها الكبير ترك البلد، تكون الدمعة بعينها وهي غير قادرة على شراء حبة بانادول ، لأنه غير متوافر. هذا الواقع نعرفه جميعا ونشعر به. الوضع صعب جدا ، ولكنه  معالجته غير مستحيلة اذا تضامننا نحن اللبنانيين وشبكنا ايادينا ببعضها".










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة