سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 25 أغسطس 1972.. «عزيزة» تكشف فى مذكراتها كيف وقع الزعيم محمد فريد فى غرامها بعد أول لقاء فى باريس

الأربعاء، 25 أغسطس 2021 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 25 أغسطس 1972.. «عزيزة» تكشف فى مذكراتها كيف وقع الزعيم محمد فريد فى غرامها بعد أول لقاء فى باريس محمد فريد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سافر محمد فريد، زعيم الحزب الوطنى، إلى باريس فى أكتوبر 1909، فسعى إلى مقابلة مديرة مجلة «الشرق» الآنسة «رينيه»، التى عرفت بـ«مدام روشبرون» نسبة إلى عائلة والدتها البرجوازية، وبعد تعارفهما تعمقت العلاقة بينهما، وتطورت إلى زواج كما تذكر هى فى مذكراتها، التى قدمها المؤرخ الكبير الدكتور محمد أنيس، إلى مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، ونشرت الأهرام مقتطفات موسعة منها على أربع حلقات، بدأت فى 25 أغسطس، مثل هذا اليوم، 1972، مشيرة إلى أنها تجنبت ما ورد فيها عن حياة «فريد» الخاصة.
 
أكد «أنيس»، أنه ليس أول من ذكر الصلة بين «فريد» و«رينيه»، لكنه يجزم أنه أول من عثر على هذه المذكرات «400 صفحة» بين أوراق القصور الملكية «سابقا».. يذكر أن كريم ثابت المستشار الصحفى للملك فاروق حصل منها على هذه المذكرات، وسلمها لفاروق، لكن فاروق سلمها إلى سكرتيره الخاص حسن حسنى، ليفحصها، ورأى السكرتير الخاص أن المذكرات تمس الخديو السابق «عباس الثانى» وعددا من الشخصيات المصرية، وأنه يحسن شراء هذه المذكرات حتى لا تتصرف فيها بالنشر، وهو ما حدث بالفعل.
 
يطرح «أنيس» سؤالا: «من هى هذه السيدة؟.. وفى أى ظرف عرفت محمد فريد من واقع مذكراتها؟.. يجيب: «كانت رينيه شابة تدرس فى باريس، للحصول على الليسانس فى الآداب، وتتابع فى نفس الوقت دروس الدبلوماسية فى مدرسة العلوم السياسية بتصريح خاص من مدير المدرسة مسيو «أناتول ليروا بوليو»، وكان يزاملها عدد من شباب الشرق، وعلى الأخص نخبة من المثقفين الشبان من الدولة العثمانية، ثم كانت تحلم بعودة العلاقات التقليدية والتاريخية بين فرنسا والشرق».
 
يضيف «أنيس»: «كانت أنظار العالم قد جذبتها ثورة 1908 فى الدولة العثمانية، تلك الثورة التى أطاحت بالسلطان عبدالحميد الثانى على يد جمعية «الاتحاد والترقى»، وكان طلاب مدرستها من المسلمين فى باريس يعربون لزميلتهم الفرنسية عن ثقتهم بتأييد فرنسا لحركة النهضة العثمانية الجديدة، ومن هذا المنطلق نشأت فكرة إصدار مجلة الشرق، وكان يشاركها فى حماسها لإصدارها محرر شاب ناشئ هو «برنارد جراسيه» وزميله «أتامى برون»، وتحققت فكرة المجلة، واقترح زميل لـ«رينيه» أن تطلق على نفسها اسم «عزيزة»، وأضافت اسم عائلة والدتها، فأصبحت تسمى منذ ذلك الوقت «عزيزة دى روشبرون».
 
سافر «فريد» إلى أوروبا والآستانة فى إبريل 1909، وفى أكتوبر ذهب إلى مجلة «الشرق» لمقابلة المديرة كى تهتم بالقضية المصرية، وينقل «أنيس» قولها: «أغرانى حماس هذا الرجل وثقافته العالية، فقررت أن أمنح الحزب الوطنى المصرى مساعدة المجلة فى حدود البرنامج المتفق عليه، وكرجل من الشرق - على الرغم من مظهره الفرنسى - لم يتردد فى مصارحتى بغرامه بسرعة جعلتنى أرتاب فى الأمر، وأتردد فى التجاوب معه، وبعد أيام من مقابلتى، سافر إلى القاهرة، غير أنه لم يستطع أن ينسى المديرة الشابة».. تسأل: «هل كان يستبد به الفضول الذى أثارته هذه الإنسانة المثقفة التى يسيطر عقلها على مشاعرها».
 
تستطرد: «بدأت بيننا مراسلات منتظمة، كان فريد يفضى إلىّ تدريجيا بمشاريعه السياسية ومشاكله المالية، وبتفاصيل الهجوم الحاد الذى شنه بجرأة على كثير من مواطنيه الأغنياء الذين يعملون لخدمة إنجلترا، وهكذا أصبحت الصديقة الأمينة التى يزداد ارتباطها به يوما بعد يوم..كان شعورى بأنى السند البعيد والحبيب لرئيس حزب بهذه الأهمية يملؤنى بالفخر، وكانت إرادتى الحرة الناشئة من أصلى الأرستقراطى تنفر - عند قراءة هذه الرسائل من القاهرة - من القهر الواقع على شعب بأكمله، وكنت أنتشى بفكرة أن حنانى الذى كان يتمناه رئيس الحزب بشدة، يمكن أن يسهم فى نجاح عمله، كما كان نضجى الفكرى يقربنى منه، ولذا كان يحلو لى أن أكتب إليه خطابات، كان سمو مشاعرها يبهج هذا الرجل ذا الطبيعة الحانية، وبالتدريج تسرب إلى نفسى شعور بحب ذلك الوطنى الذى كانت تفصل بينى وبينه آلاف الكيلو مترات».
 
فى 20 فبراير 1910 أطلق إبراهيم الوردانى رصاصات على «بطرس باشا غالى» رئيس مجلس الوزراء، فأدوت بحياته.. تقول عنها: «كنت أحفظ عندى باعتزاز صورة الوردانى، التى أهداها إلىّ فريد موقعة منه، والتى طلب منى أن أحتفظ بها كى أتذكر الوردانى بدورى».. يذكر أنيس: «غير أنها تعود فتقول: كان فريد يكن إعجابا كبيرا لهؤلاء الشبان المتحمسين ولكنه لم يكن يشجعهم أو يساعدهم، بسبب شدة اعتزازه بالحياة البشرية، واحترامه لروح القانون».
 
يذكر «أنيس» أنها بعد أن تتحدث عن قوانين القمع التى صدرت فى مصر بعد مصرع بطرس غالى، تذكر أن محمد فريد عاد إلى باريس فى مايو 1910، لكى يستعد لعقد المؤتمر الوطنى المصرى، وقد كرست له كل وقتى وجهدى، ولكن المؤتمر منع من الانعقاد فى باريس بناء على طلب إنجلترا.. ويواصل «أنيس» عرض المذكرات.
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة