كورونا يرسم ملامح الانتخابات البرازيلية 2022.. توقعات بعودة "دا سيلفا" رئيس الفقراء لقصر الرئاسة.. استطلاع: تراجح حاد بشعبية بولسونارو.. و"الوباء" وحرائق الأمازون أبرز الأسباب.. و"او جلوبو" ترصد إنجازات لولا

الأربعاء، 09 يونيو 2021 09:00 ص
كورونا يرسم ملامح الانتخابات البرازيلية 2022.. توقعات بعودة "دا سيلفا" رئيس الفقراء لقصر الرئاسة.. استطلاع: تراجح حاد بشعبية بولسونارو.. و"الوباء" وحرائق الأمازون أبرز الأسباب.. و"او جلوبو" ترصد إنجازات لولا الرئيس البرازيلى السابق لولا دا سيلفا
فاطمة شوقى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تشتعل المنافسة القائمة للانتخابات البرازيلية التى من المقرر إجراؤها فى 2022، وذلك بسبب الأوضاع السيئة التى تمر بها البرازيل فى عهد الرئيس جايير بولسونارو، من عدم السيطرة على وباء كورونا والذى جعلها من أكثر الدول التى ينتشر فيها الفيروس مع أكبر عدد مصابين ووفيات، هذا بالإضافة إلى الغضب القائم بسبب اتساع رقعة الغابات التى يتم إزالتها.

وأكد الرئيس البرازيلى السابق، لويس إجناثيو لولا دا سيفا، أن "الديمقراطية ستفوز فى انتخابات 2022"، وقال "أنا متأكد من أن الديمقراطية ستنتصر"، وذلك بعد أن تعرض فى عام 2018 لاضطهاد قضائى وسياسى منعه من استكمال ترشحه للرئاسة فى هذا الوقت، عندما كان يسيطر على جميع صناديق الاقتراع، حسبما قالت صحيفة "او جلوبو" البرازيلية.

مُنع لولا من الترشح بعد أن فرضت العدالة البرازيلية حكماً جنائياً عليه بتهمة ارتكاب جرائم فساد، في قضية مثيرة للجدل برئاسة القاضي السابق سيرجيو مورو، الذي أصبح فيما بعد وزير العدل في حكومة جاير بولسونارو. سمحت هذه الخطوة القضائية لليمين المتطرف بأن يكون له مسار واضح للوصول إلى الرئاسة.

وألغت المحكمة العليا أخيرًا الحكم الصادر ضد لولا، مما سمح للرئيس السابق بالترشح للرئاسة. وبحسب استطلاع أجراه معهد داتافولها، فإن الزعيم اليساري سيكون الفائز في الجولة الأولى بنسبة 41% من الأصوات، مقابل 23% لبولسونارو.

وأكد ممثل حزب العمال البرازيلي، الذي لم يؤكد بعد ما إذا كان سيرشح نفسه للرئاسة في عام 2022، أن بولسونارو لا يحظى بدعم شعبي وفقد السيطرة في السلطة بسبب الإدارة "شبه الإبادة الجماعية" في مواجهة وباء كوفيد-19، في إشارة إلى 17 مليون شخص أصيبوا بالمرض وما يقرب من 500 ألف شخص ماتوا بسبب فيروس كورونا في عملاق أمريكا الجنوبية.

بالنسبة إلى لولا، لم يفعل بولسونارو شيئًا لاحتواء الوباء لأنه لم يكلف نفسه عناء تحديد البروتوكولات، أو لقاء العلماء أو حكام الولايات. وقال "إنها لم تتخذ القرارات التي كانت أي حكومة ديمقراطية تشعر بالقلق على الناس قد تتخذها".

كما شكك في أن الرئيس البرازيلي الحالي رفض اللقاحات المنتجة في فى بعض الدول، من خلال صبغة أيديولوجية على تلك القرارات. وقال "على البرازيل ، إذا كانت تستطيع ، شراء اللقاح الأمريكي أو اللقاح الروسى، وكذلك اللقاح الصيني أو الكوبي أو أى لقاح عالى الجودة مثبت علميًا على البرازيل شراؤه".

وقال السناتور السابق وعضو المجلس الحالي في ريو دي جانيرو ليندبيرج فارياس: "تم طرد لولا وهو المرشح الوحيد القادر على هزيمة حكومة الإبادة الجماعية في عهد بولسونارو، وسوف يبتسم الشعب البرازيلي مرة أخرى".

غابات الأمازون

وليس فقط كورونا الذى حدد فوز دا سيلفا فى الانتخابات القادمة، بل أيضا غابات الأمازون، التى يتم ازالتها بشكل مبالغ فيه فى عهد بولسونارو، وكشفت بيانات حكومية صدرت الجمعة أن رقعة الغابات التي أزيلت بالبرازيل في مايو الماضي، اتسعت بنسبة 41% مقارنة بالشهر نفسه من 2020.

وآثارت البيانات مخاوف من أن موسم الجفاف القادم سيشهد المزيد من انحسار الغابات في منطقة الأمازون البرازيلية عن العام الماضي، ووصل تآكل الغابات إلى 1180 كيلومترا مربعا، وهو أكبر تآكل في شهر مايو على مدار خمس سنوات.

كما تصدرت إحصائيات أبريل ومارس جميع القراءات السابقة لهذين الشهرين منذ بدء إصدار الاحصائيات في 2015.

وتأتي هذه البيانات في الوقت الذي تواجه فيه حكومة الرئيس جايير بولسونارو تدقيقا مشددا وشكوكا بشأن تعهدات الرئيس الأخيرة بكبح جماح إزالة الغابات، وبينما يخضع مسؤولون، بينهم وزير البيئة، للتحقيق في عمليات تسهيل تصدير أخشاب الأشجار.

كما يجرى تحقيق منفصل فيما إذا كان وزير البيئة ريكاردو ساليس قد عرقل مصادرة أخشاب أشجار قطعت بطريقة مخالفة للقانون، الأمر الذي نفاه الوزير.

أسباب حب البرازيليين له

من الأسباب التي جعلت لولا دا سيلفا يحظى باحترام وتقدير شعبه والعالم أجمع، هو رفضه الاستمرار فى منصبه بعد انقضاء مدة ولايته، على الرغم من إن ذلك كان مطلبا شعبيا، ولكنه رأى إن عليه أن يكون قدوة، وأن يحترم الدستور المحدد به مدة الفترة الرئاسية وعدد مرات الولاية، فخرج الشعب البرازيلى فى تظاهرات حاشدة ليودع دا سيلفا بالدموع، معبرين له عن مدى حبهم وامتنانهم له، وأطلقوا عليه العديد من الألقاب منها "صانع المعجزات "، ورئيس الفقراء.

إنجازاته

المشهد الاقتصادى البرازيلى منذ الثلاثينات بدا شديد التعقيد مع تراكم الديون، ما جعل الاقتصاد هزيلا ضعيفا، وحين تولى دا سيلفا رئاسة البرازيل كانت الدولة آيلة للسقوط ومهددة بالإفلاس، ولكنه اتبع سياسات حقق فيها المعجزة التى جعلت منه الرئيس الأكثر شعبية فى تاريخ البرازيل.

وبدأ دا سيلفا، باتباع سياسة تقشفية فى مخصصات البرامج الاجتماعية، وآثارت هذه السياسات جدلا كبيرا، كما تسببت فى انشقاقات واتهامات للرئيس بالتخلى عن انتمائاته اليسارية، وفشل فى البداية، ولكنه اتبع خطة جديدة للنهوض بالاقتصاد.

ومن خلال سياسة إحلال الواردات وتحقيق قفزة هائلة فى الصادرات، تحولت البرازيل من أنجح النماذج فى العالم فى تنفيذ هذه السياسة، حيث اعتمد دا سيلفا على انتهاج سياسة إنمائية تقوم على تشجيع الزراعة والصناعات التى تدعمها الدولة بصفة أساسية.

ونظم الاقتصاد غير الرسمى الذى يصل إسهامه فى الناتج المحلى الإجمالى إلى حوالى 40%، وأنفق الكثير على مشروعات البنية التحتية، وعمل على تشجيع السياحة بصورة غير مسبوقة، مع استئناف برنامج خصخصة الشركات المملوكة للدولة.

تعامله مع الديون

تمكن دا سيلفا من سداد جميع مستحقات صندوق النقد فى أواخر عام 2005، والتى كانت تقدر بـ15.5 مليار دولار، كما أنه سدد ديون الأنظمة السابقة قبل عامين من موعدها المحدد، وسددت جميعها من الاحتياطى النقدى البرازيلى.

واستطاع الرئيس البرازيلى السابق خلال فترة رئاسته، أن ينقل البرازيل من الفقر المدقع عبر إصلاحات كبرى للنظام السياسى والاقتصادى، وعبر فترة الرئاسة لـ8 أعوام ضخ دا سيلفا مليارات الدولارات فى البرامج الاجتماعية، نجح معها فى محو عدم المساواة التاريخية فى البرازيل.

وتمكنت البرازيل، طوال مدة حكمه من توسيع نطاق مساعدة الدولة للفئات الأكثر فقرا من خلال برنامج المنح الأسرية، حيث قدم المساعدة إلى 44 مليون شخص، وعلى مستوى الأجور ومعدل التضخم فى البلاد، وهما من أهم ما يشغل بال مواطنى أى دولة فقيرة، استطاع أن يرتفع بالحد الأدنى للأجور، لتصبح أعلى من معدل التضخم، كما استطاعت البرازيل طوال فترة حكمه تحقيق فائض بميزانها التجارى، ومساعدة الأسواق المالية عن التخلى عن مخاوفها.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة