وفود العرب تبايع النبى بـعد فتح مكة.. ما يقوله التراث الإسلامى

الإثنين، 05 أبريل 2021 05:00 م
وفود العرب تبايع النبى بـعد فتح مكة.. ما يقوله التراث الإسلامى كتاب البداية والنهاية
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان فتح مكة بمثابة بوابة النور التى نشرت ضوءها فى أنحاء الجزيرة العربية، فقد راح العرب يدخلون فى دين الله أفواجا، فقد كان إسلام قبيلة قريش بمثابة كلمة السر التى ينتظرها الناس، فما الذى يقوله التراث الإسلامى فى ذلك؟.
 

يقول كتاب البداية والنهاية تحت عنوان "كتاب الوفود الواردين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم":

قال محمد بن إسحاق: لما افتتح رسول الله ﷺ مكة وفرغ من تبوك، وأسلمت ثقيف وبايعت، ضربت إليه وفود العرب من كل وجه.
قال ابن هشام: حدثنى أبو عبيدة أن ذلك فى سنة تسع، وأنها كانت تسمى: سنة الوفود.
قال ابن إسحاق: وإنما كانت العرب تربص بإسلامها أمر هذا الحى من قريش، لأن قريشا كانوا إمام الناس وهاديتهم، وأهل البيت والحرم، وصريح ولد إسماعيل بن إبراهيم، وقادة العرب لا ينكرون ذلك، وكانت قريش هى التى نصبت الحرب لرسول الله ﷺ وخلافه، فلما افتتحت مكة، ودانت له قريش ودوخها الإسلام، عرفت العرب أنهم لا طاقة لهم بحرب رسول الله ﷺ ولا عداوته، فدخلوا فى دين الله كما قال عز وجل أفواجا، يضربون إليه من كل وجه.
 
يقول الله تعالى لنبيه ﷺ: {إذا جاء نصر الله والفتح * ورأيت الناس يدخلون فى دين الله أفواجا * فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا} [النصر: 1 - 3] .
 
أى: فاحمد الله على ما ظهر من دينك، واستغفره إنه كان توابا.
 
وقد قدمنا حديث عمرو بن مسلمة قال: كانت العرب تلوم بإسلامهم الفتح فيقولون: اتركوه وقومه فإنه إن ظهر عليهم فهو نبى صادق، فلما كانت وقعة أهل الفتح بادر كل قوم بإسلامهم، وبدر - أى قومى - بإسلامهم، فلما قدم قال: جئتكم والله من عند النبى حقا، قال: صلوا صلاة كذا فى حين كذا، وصلاة كذا فى حين كذا، فإذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم، وليؤمكم أكثركم قرآنا، وذكر تمام الحديث، وهو فى صحيح البخاري.
 
قلت: وقد ذكر محمد بن إسحاق، ثم الواقدى والبخاري، ثم البيهقى بعدهم من الوفود ما هو متقدم تاريخ قدومهم على سنة تسع، بل وعلى فتح مكة، وقد قال الله تعالى: {لا يستوى منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى} [الحديد: 10] .
 
وتقدم قوله ﷺ: «يوم الفتح لا هجرة، ولكن جهاد ونية"
فيجب التمييز بين السابق من هؤلاء الوافدين على زمن الفتح ممن يعد وفوده هجرة وبين اللاحق لهم بعد الفتح ممن وعد الله خيرا وحسنى، ولكن ليس فى ذلك كالسابق فى الزمان والفضيلة، والله أعلم.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة