كتب تاريخية ترصد رحلة عمر مكرم فى الدفاع عن الوطن والنفى بعيدا

الإثنين، 05 أبريل 2021 07:00 م
كتب تاريخية ترصد رحلة عمر مكرم فى الدفاع عن الوطن والنفى بعيدا الزعيم عمر مكرم
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تمر اليوم الذكرى الـ199، على إبعاد عمر مكرم عن القاهرة إلى طنطا بأمر من الوالى محمد على باشا، بعدما شعر الوالى العثمانى بخطر على عرشه من وجود عمر مكرم السياسى، ووجوده كزعيم شعبى، فأبعده إلى دمياط، ومن بعدها طنطا، ورغم ما قام الرجل من أعمال وطنية إلا أنه عانى الإبعاد، فهو كما يقول عنه الرافعى: "لم يعرف فضله ولا كوفئ على جهاده، بل كان نصيبه النفى والحرمان والإقصاء من ميدان العمل، ونكران الجميل".
 
عمر مكرم زعيم مصرى قاوم الفرنسيين فى ثورة القاهرة الثانية سنة 1800، وكان له دور فى تولية محمد على شئون البلاد، حيث قام هو وكبار رجال الدين المسلمين بخلع خورشيد باشا فى مايو سنة 1805م.
 
وخلال مشوار الزعيم عمر مكرم الثورى شهد الزعيم الراحل العديد من حالات النفى والإبعاد، وأيضا الهروب من بطش الحملة الفرنسية أو الحاكم العثمانى، لكنه أبدا لم يتأخر عن نداء الوطن، فبحسب كتاب "المقاومة الحضارية: دراسة فى عوامل البعث فى قرون الانحدار" للكاتب هانى محمود، إن الخروج الأول لعمر مكرم كان إلى مدينة العريش بعد دخول الحملة الفرنسية عام 1213هـ، ثم كانت الثانية إلى يافا واستمر بها حتى قدوم الحملة الفرنسية إلى المدينة الفرنسية فعاد بعدها إلى مصر.
 
مرة ثالثة يخرج عمر مكرم من القاهرة بعد مقتل الجنرال كليبر، ولم يعد إليها مع خروج الحملة ومجىء الجيشين العثمانى والإنجليزى، فعاد نقيبا للأشراف كما كان، وبعدما قاد ثورة المصريين ضد خورشيد باشا، التى جاءت بمحمد على باشا إلى سدة الحكم، أبعده الوالى العثمانى إلى دمياط عام 1222هـ، خوفا من نفوذه الشعبى لدى المصريين، وأقام هناك أربعة أعوام ونقل إلى طنطا عام 1227هـ، أقام فيها إلى سنة 1234هـ، إلى أن طلب من محمد على الإذن للخروج للحج، ورجع بعدها إلى القاهرة، فلما نشبت فتنة خشى محمد على من عمر مكرم أن يكون له يد فيها فأمره بالانصراف إلى طنطا سنة 1237هـ، ولبث فيها إلى أن توفى.
 
وبحسب كتاب " محمد على باشا (تاجر التيغ على عرش مصر)" للكاتب نشأت الديهى، فإن الخلاف اشتد بين العلماء فى الوقت الذى عم فيه البلاء والغلاء ونقصت الأغلال ونقص معها إيراد النيل، وعم القحط وبدأ الناس يلجأون للعلماء مستغيثين بهم، لإعفائهم من الضرائب التى أفسدت حياتهم، وبدأ العلماء بدورهم يلجأون إلى الباشا محمد على يطالبونه بالكف عن فرض ضرائب جديدة وتقليل الضرائب القديمة ورفع المظالم، لكن محمد على غضب غضبا شديدا، ونسب إليهم ظلم الأهالى، لأنه حينما أعفى أطيانهم من الضرائب الجديدة كانوا هم مع ذلك يقتضونها من الفلاحين وهددهم بمراجعة من نالهم من هذا الباب، فقبلوا المراجعة، وكان هذه الجدل نذير باشتداد الخلاف بين العلماء والوالى.
 
يذكر الكتاب أن هذه الأحداث كان له الأثر الأكبر على اتساع الخلاف بين محمد على باشا وعمر مكرم، لأن نقيب الأشراف وقتها، ظل يطالب برفع المظالم، وكان طلبه بعزة وإباء وشموخ، إذ كان يشعر أنه صاحب الحق وصاحب اليد الطولى ومن حقه مخاطبة الباشا بلغة حادة وعنيقة لمصلحة الجماهير والأهالى، فأرسل محمد على إليه ليكى يحضر إلى القلعة للتباحث والتشاور لكن الرجل رفض ورفض إجابة طلبه، قبل أن تتم رفع المظالم أولا، وبدأت الرسل تتوالى بين الباشا والنقيب وكان كلاهما يصر على موقفه وكان العلماء المتصارعون يسعون بينهما بالغيبة والنميمة حتى اتسعت الهوة بين الرجلين.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة