موسى .. لعبة الدراما بين الموروث الدينى والفلكلور الشعبى في سرد التاريخ

الثلاثاء، 27 أبريل 2021 07:00 ص
موسى .. لعبة الدراما بين الموروث الدينى والفلكلور الشعبى في سرد التاريخ محمد رمضان فى "موسى"
كتبت نوران جمال

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الدراما ليست مؤرخًا بحد ذاتها، لكن العمل الفنى دائمًا ما يقف بين حدى التوثيق والتأريخ كشاهد للأحداث ومعبر عنها، فتلعب الدراما أدوارًا محورية مستفيدة من الحكايات التاريخية ومستلهمة من التراث الدينى والشعبي حبكة وإطار لأحداثها الدرامية، ويبدو من الأعمال التى استفادت من الفلكلور المصرى والعربى الكبير، والتى تعرض هذا العام، هو مسلسل "موسى".
 
يدور مسلسل "موسى" الذى يعرض خلال السباق الرمضانى الحالي، وهو من بطولة النجم محمد رمضان وتأليف السيناريست ناصر عبد الرحمن، حول أحداث الحرب العالمية الثانية، ويسلط الضوء على حقبة مهمة في تاريخ مصر، ويدور في فترة الأربعينات من القرن الماضى أثناء الأحتلال البريطاني لمصر، ويحكى قصة شاب يتعرض لظروف قهرية منها أن السلطة الإنجليزية أخذت شقيقه ليحارب من أجل الإنجليز في منطقة العلمين، ويموت هناك، كما تفرقه الظروف عن حبه حياته والتي ابتلعتها سيول أغرقت القرية بأكملها، كما أنه يبحث عن أخته خلال أحداث المسلسل.
 
واستمدت قصة العمل التي تدور في الفترة بين عام 1942 إلى 1952، كثير من أحداثها من الأحداث التاريخية والتغيرات العالمية، انطلاقا من الأحتلال البريطاني لمصر، وتطرقت إلى الحرب العالمية الثانية، وانتشار وباء الكوليرا، إلى حريق القاهرة وغيرها من الأحداث التي تؤثر في سير أحداث المسلسل بشكل قوى.
 
وعلى غرار مسلسل "البرنس" الذى قدمه محمد رمضان العام الماضى، وجاءت حبكته الدرامية متماسة مع قصة النبى يوسف وأخوته الواردة فى القرآن الكريم، وما يلاقيه من معاملة سيئة منهم بعد وفاة والدهم ومخاولة التخلص منه ومن أبنائه، جاء مسلسل "رمضان" الجديد هذا العام ليبدو ظاهرا من اسمه "موسى" شديد التقاطع مع قصة النبى موسى الواردة في الكتب المقدسة، حيث تتشابه شخصية "رمضان" خلال المسلسل مع الموروث الدينى من خلال قصة الشخص الذى يتعرض لأذى من الأحتلال فيهرب من بلده، وهو ما يتطابق مع قصة هجرة النبي موسى لأرض كنعان بعد الأذى الذى تعرض له هو وقومه من جانب فرعون المذكور فى القرآن الكريم مما دفعه للهرب من مصر. 
 
كذلك يبدو المسلسل استلهم من قصص الأبطال الشعبيين من مساعدى الفقراء، مثل روبن هود فى الأدب البريطانى، وعروة بن الورد فى الأدب العربى، حيث جاء متشابها بشكل ما مع أسطورة المقاومة الشعبية "أدهم الشرقاوى"، في كفاحهما ضد الإنجليز، والذى بدأ في مسلسل موسى بثأر شخصى، بدأ بهروب موسى ثم تعرفه على المطاريد وبدأ في مقاومة الإنجليز، وزاد من رغبته في المقاومة والانتقام موت شقيقه في الحرب، بينما أدهم الشرقاوى أراد الثأر لعمه، ومن هنا بدأ رحلة هروبه ومقاومته للإنجليز.
 
وإلى جانب كل هذه التفاصيل استطاع النجم محمد رمضان أن يقدم دور مختلف يجذب من خلاله إنتباه الجمهور بأداء متمكن وقوي، كما خطف السيناريست ناصر عبد الرحمن الأضواء بقصة أحداثها متسارعة وتقدم مزيج بين الموروث والفلكلور في صورة بسيطة، وأخرج محمد سلامة العمل كما يجب أن يكون وكان قادرا على إيصال أدق التفاصيل إلى الجمهور.
 
ويذكر أن مسلسل "موسى" بطولة محمد رمضان، سمية الخشاب، عبير صبرى، رياض الخولى، سيد رجب، صبرى فواز، منذر رياحنة، هبة مجدى، فريدة سيف النصر، عارفة عبد الرسول، أمير صلاح الدين، ضياء عبد الخالق وعدد آخر من الفنانين، وتأليف ناصر عبد الرحمن، وإخراج محمد سلامة وإنتاج شركة سينرجى، وتدور أحداثه فى إطار من الدراما الصعيدى.
 
 









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة