كيف تطور مفهوم العنصرية.. كتاب تاريخ الأعراق البشرية يجيب

السبت، 06 مارس 2021 08:00 م
كيف تطور مفهوم العنصرية.. كتاب تاريخ الأعراق البشرية يجيب كتاب الأعراق البشرية
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عانى الكثيرون فى العالم بسبب العرق واللون والأصل والفصل، مع أن الأديان السماوية تدعو للمساواة حتى أن القرآن الكريم يقول: "وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا" بما يعنى أن لا فضل لأبيض على أسود فى شىء، والكتب البشرية أيضا ناقشت هذه القضية ومن ذلك كتاب "الأعراق البشرية" لـ كل من آلان إتش جودمان ويولاندا تى موزِس وجوزيف إل جونز ترجمة شيماء طه الريدى وهبة عبد المولى أحمد، والذى راح يسأل: ما الذى نعرفه حقًّا عن العِرق؟ 
 

يقول الكتاب:

إليكم ما نعرفه بالفعل "العرق" كلمةٌ قصيرة ذات تاريخٍ طويل فى الولايات المتحدة الأمريكية، يمكنكم التفكير فى تاريخ أمريكا وفكر الأمريكيِّين عن العرق على أنهما متصلان، ومتشابكان، ومتغيِّران باستمرار، العرق مُبتكَر كهذه اللوحة الزيتية تمامًا، وهو فكرةٌ قوية ومؤثرة اخترعها المجتمع. 

العرق مفهومٌ راسخ شكَّل اقتصاد أمتنا وقوانينها ومؤسساتها الاجتماعية، وهو مفهومٌ معقَّد شكَّل مصير كلٍّ منا، وكثيرٌ من الفِكَر التى نربطها حاليًّا بالعرق نشأت خلال عصر الاستكشاف الأوروبى. 
 
سافر أوروبيون أمثال كريستوفر كولومبوس عبر البحار واستعمروا أو غزوا، شعوبًا فى أفريقيا وآسيا والأمريكيتَين، مُختلفين كثيرًا عنهم فى الشكل واللغة والسلوك، ثم جاء العلماءُ والمنادون بالمذهب الطبيعى بعد ذلك، فصنَّفوا تلك الاختلافات إلى أنظمة أصبحت أساسًا لمفهوم العرق كما نعرفه حاليًّا. 
فى المستعمرات الأمريكية، كان العُمَّال الأوائل خدمًا أوروبيين يعملون بنظام التعاقد الطويل الأجل، عندما تم جلب العمَّال الأفارقة عنوةً إلى فرجينيا فى أوائل عام1619، كانت المكانة الاجتماعية تتحدَّد من خلال الثروة والدين، لا الصفات الجسدية مثل لون البشرة، إلا أن الوضع تغيَّر. 
 
 
بمرور الوقت، أصبح للاختلافات الجسدية أهميتها، ومع ظهور تجارة الرقيق عبر الأطلنطى، شرع مُلَّاكُ الأراضى الزراعية فى إحلال العبيد الأفارقة الذين استُعبِدوا بموجب صكوك العبودية الدائمة محل العُمَّال الأوروبيين، وسرعان ما ظهرت بنيةٌ اجتماعيةٌ جديدة تستند بصفةٍ أساسية إلى لون البشرة، وهى بُنيةٌ يتصدَّرها الأشخاص ذوو الأصول الإنجليزية ويأتى فى نهايتها العبيدُ الأفارقة والهنود الأمريكيون. 
 
بحلول عام 1776، عندما أوردَ توماس جفرسون — وهو من مالكى العبيد — عبارة "كلُّ البشر خُلِقوا سواسية" فى إعلان الاستقلال، وُلِدت أمةٌ ديمقراطية تنطوى على تناقضٍ كبير فى جوهرها بشأن قضية العرق. وعلى الرغم من تأكيد أمتنا الجديدة على استقلالها من الطغيان والاستبداد الأوروبى، كان يُنظَر إلى السود والهنود الأمريكيِّين على أنهم أقل من البشر، ولا يستحقون الحريات نفسها التى يحظى بها البِيض. 
 
فى القرنين التاسع عشر والعشرين، استمرَّت فكرة العرق فى تشكيل الحياة فى الولايات المتحدة، ودعم ظهورُ "عِلم الأعراق" الاعتقادَ الشائع بأن الأشخاص ذوى البشرة غير البيضاء أدنى درجةً من الناحية البيولوجية، ويُعتبر إخراج الأمريكيِّين الأصليِّين من أراضيهم، وإقرار الفصل العنصرى، واعتقال اليابانيين الموجودين فى أمريكا خلال الحرب العالمية الثانية أمثلةً موروثة عن العواقب التى قادنا إليها هذا التفكير. 
يخبرنا العِلمُ حاليًّا أن كلَّ البشر يشتركون فى أصلٍ مُشتركٍ واحد، وعلى الرغم من وجود اختلافاتٍ بيننا، فإننا متشابهون أيضًا فى نواحٍ كثيرة للغاية.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة