الدولة الإخشيدية.. كيف حكمت مصر ومن أشهر رجالها؟

الإثنين، 08 فبراير 2021 01:15 م
 الدولة الإخشيدية.. كيف حكمت مصر ومن أشهر رجالها؟ مشهد آل طباطبا من زمن الإخشيد
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عرفت مصر الكثير من الدول التى حكمتها ومنها الدولة الإخشيدية التى ظهرت فى القرن الرابع الهجرى الموافق للعاشر الميلادى، الدولة الإخشيدية من سنة 323- 258 هجرية -934- 968 ميلادية) فكيف حكمت مصر ومن أشهر رجالها؟ يقول كتاب "تاريخ مصر الحديث: من الفتح الإسلامى إلى الآن" لـ جرجى زيدان

 

محمد الإخشيد 

لما رأى أبو بكر محمد بن طغج أمير مصر ما كان من انحلال الدولة العباسية، وانقسام الدولة الإسلامية على ما تقدم طلب نصيبه من تلك القسمة، فصرح باستقلاله فى مصر سنة 324 ﻫ فاضطر الخليفة إلى تثبيته، وملكه فوق ذلك سوريا مع أنها لم تكن بيده، وفى 327 ﻫ لقبه بالإخشيد، وكان ذلك لقب ملوك فرغانة، وهو من أولادهم، ومفاد هذه اللفظة فى لغتهم: ملك الملوك، وكان كل من ملك فرغانة لقبوه بالإخشيد، كما يلقب الفرس ملكهم كسرى، والروم قيصر، والترك خاقان، واليمن تبع، والحبشة النجاشى … ، ومن سلالة أبى بكر هذا جاءت الدولة الإخشيدية، وفى تلك السنة أمر الإخشيد بنقل دار الصناعة من الجيزة إلى ساحل النيل فنقلت.

 

 أنوجور بن الإخشيد 

وتولى بعد محمد الإخشيد ابنه أبو القسم محمد الملقب بأنوجور، وكان صغير السن ضعيف الرأى فعهد بتدبير الأحكام إلى كافور وزير أبيه.

 وكان كافور يعمل لأبى القسم بأمانة ونشاط يستوجب عليهما المدح.
 فعزل أبا بكر محمدًا جابى الخراج لتعدد التشكيات وثبوتها عليه، وأقام مقامه رجلًا من ماردين يقال له محمد كان عفيفًا مستقيمًا. 
فعلم سيف الدولة بوفاة محمد الإخشيد وسفر ابنه إلى مصر، فشخص هو إلى دمشق واستولى عليها، وأسرع كافور بجيش عظيم فلاقى سيف الدولة فى الرملة قادمًا من دمشق، والتحم الفريقان فانهزم سيف الدولة إلى الرقة، واستولى كافور على دمشق قبل أن يستقر سيف الدولة فيها.
 
وفى ذى القعدة سنة 349 هجرية توفى أنوجور بن محمد الإخشيد بعد أن حكم ١٤ سنة وعشرة أيام، وولى مكانه أخوه على الملقب بأبى الحسن.
 

 أبو الحسن على بن الإخشيد

 وحكم أبو الحسن على مصر سنتين وشهرين ويومين كان كافور مع على كما كان مع أخيه أنوجور، وفى سنة ٣٥١ﻫ لم يرتفع ماء النيل الارتفاع اللازم للري، وكان فى السنة التالية أقل ارتفاعًا، ثم هبط بغتة، والأرض لم ترتو؛ فحصل فى مصر جوع شديد، تعاقب القحط بعده ٩ سنوات رافقه اضطراب آلَ إلى الانشقاق بين أبى الحسن وكافور.
 
وفى أثناء هذه الاضطرابات الداخلية فى سنة ٣٥٤ﻫ قدم روم القسطنطينية تحت قيادة الإمبراطور نيسوفورس فوكاس إلى سوريا، ودخلوها بجيشٍ جرار فاستولوا على حلب وكانت لا تزال إلى ذلك الحين فى حوزة بنى حمدان، والتقوا بسيف الدولة فحاربوه فتجند صاحب دمشق تحت رعاية الإخشيديين، وأسرع لمساعدة بنى حمدان بعشرة آلاف رجل، وعلم نيسوفوروس بمجيء هذا المدد فاختار الرجوع.
 

 كافور الإخشيدى 

وفى محرم سنة 355 هجرية توفى أبو الحسن على فخلفه كافور، وتلقب بالإخشيدي، وطلب من الخليفة المطيع لله أن يثبته فى مصر ففعل، وهكذا عادت سلطة العباسيين إلى مصر، وكان يدعى لكافور على المنابر بمكة، والحجاز جميعه، والديار المصرية، وبلاد الشام من دمشق وحلب وأنطاكية وطرسوس … وغيرها.

 
وبقى كافور فى منصبه هذا سنتين و4 أشهر، وكان الفاطميون قد استولوا على الفيوم والإسكندرية فأخذوا فى مد سلطتهم رويدًا رويدًا إلى سائر الصعيد، وتوفى كافور فى 10 جمادى الأولى سنة 357 هجرية ودفن فى القرافة الصغرى، وقبته معروفة هناك.

 أحمد أبو الفوارس بن على 

فخلف كافورًا أحمد أبو الفوارس بن أبى الحسن على بن محمد الإخشيد، ولم يكن لأبى الفوارس من العمر أكثر من إحدى عشرة سنة فلم يثبته الخليفة فى الحكم. أما سوريا وغيرها من البلاد الخاضعة للإخشيديين فبايعت حسينًا الإخشيدى إلا أنه ما لبث أن استتب له المقام حتى جاءه القرامطة، وأخذوا البلاد من يده ففرَّ إلى مصر قاصدًا اغتيالها من أحمد أبى الفوارس.

ولما انقسمت العائلة الإخشيدية على نفسها قَرُبَ حينُ انقراضها شأن الممالك والدول. فلما رأى رجال الدولة ما حصل من الانقسام بين أعضاء الأسرة الحاكمة ملوا الانتظار، فساروا يستنجدون بالفاطميين، وكانوا قد تملكوا قسمًا عظيمًا من مصر فلبوا الدعوة ففرّ حسين إلى سوريا، واستولى على دمشق، وأما أحمد أبو الفوارس فعزل من مركزه، وهو آخر من تولى مصر من الدولة الإخشيدية، وبعزله انتهت أيام هذه الدولة، ولم يدم حكمها أكثر من ٣٤ سنة و٢٤ يومًا.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة