سعيد الشحات يكتب: ذات يوم..3أكتوبر 1978المشير محمد عبدالغنى الجمسى مساعدا للرئيس السادات.. والفريق كمال حسن على وزيرا للدفاع

الأحد، 03 أكتوبر 2021 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم..3أكتوبر 1978المشير محمد عبدالغنى الجمسى مساعدا للرئيس السادات.. والفريق كمال حسن على وزيرا للدفاع المشير محمد عبدالغنى الجمسى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حدد الرئيس السادات الساعة الحادية عشرة، صباح الثلاثاء 3 أكتوبر، مثل هذا اليوم، 1978 لمقابلة المشير محمد عبدالغنى الجمسى وزير الحربية، فى استراحة القناطر الخيرية، حسبما يذكر «الجمسى» فى مذكراته «حرب أكتوبر 1973».
 
يذكر «الجمسى»: «لما كان الاستدعاء بناء على رغبة الرئيس دون تحديد موضوع المقابلة، أخذت معى حقيبة أوراقى التى تحتوى على موضوعات مهمة عن القوات المسلحة، والموقف العسكرى بيننا وبين إسرائيل، على افتراض أنها ستكون موضوع المناقشة والبحث بعد اتفاقية كامب ديفيد «17 سبتمبر 1978».. يضيف: «قابلنى الرئيس الراحل فى الحديقة الفسيحة داخل الاستراحة، بدأ حديثه معى بالسؤال عن صحة زوجتى التى كانت تعانى من مرض الفشل الكلوى منذ قرابة سنتين قدمت لها مستشفى المعادى للقوات المسلحة الرعاية الطبية، وأوصى الأطباء المعالجون بضرورة سفرها للخارج للعلاج فى مستشفى «ليون» بفرنسا، فقد يكون هناك أمل فى إيقاف تدهور حالتها الصحية».
 
يتذكر «الجمسى» أن الرئيس السادات انتقل معه من الحديث الاجتماعى القصير إلى السياسة الداخلية، ووصفها بأنها «مرحلة جديدة» تمر بها مصر، وقال: ولذلك قررت إجراء تغيير شامل فى مؤسسات الدولة وأجهزتها، فوزارة ممدوح سالم سيتم تغييرها، ورئيس مجلس الشعب المهندس سيد مرعى سيتم الاستبدال به آخر، وسيتم تعيين قيادة عسكرية جديدة».
 
استطرد الرئيس قائلا، إنه كلف الدكتور مصطفى خليل بتشكيل الوزارة الجديدة، وستحلف اليمين يوم الخميس 5 أكتوبر 1978..يذكر الجمسى: «قال الرئيس لى إنه قرر تعيينى مستشارا عسكريا له، ويتولى الوزارة زميلى الفريق كمال حسن على، وتغيير اسم الوزارة من «وزارة الحربية» لتكون «وزارة الدفاع»، كما أنه قرر أيضا تعيين الفريق محمد على فهمى مستشارا عسكريا له، وتعيين اللواء أحمد بدوى رئيسا للأركان حرب القوات المسلحة بدلا منه».
 
يؤكد «الجمسى» أنه لم يعلق على القرارات، وانصرف عائدا إلى مكتبه.. يكشف عن الساعات التالية، قائلا: «أخذت أفكر أثناء العودة فى الأسلوب الصحيح لتسليم قيادة القوات المسلحة إلى زميلى كمال حسن على، ونقل مسؤوليات رئيس الأركان إلى اللواء أحمد بدوى، حتى لا يحدث فراغ فى المسؤوليات بين القيادة الحالية والقيادة الجديدة فى أى وقت مهما كان قصيرا».. يضيف: «عندما وصلت إلى مكتبى بوزارة الحربية، وجدت الفريق محمد على فهمى عائدا من منطقة قناة السويس مرتديا بدلة الشغل «الأفرول» بعد أن حضر التجربة النهائية للعرض العسكرى الذى كان مقررا الجمعة 6 أكتوبر 1978 فى منطقة القناة».
أبلغ «الجمسى» الفريق محمد على فهمى بالتغييرات الجديدة فى القيادة العسكرية.. يذكر الجمسى: «قابلها بكل هدوء، وقال ما معناه الحمد لله الذى وفقنا فى إنجاز مهامنا فى حرب أكتوبر وما بعدها حتى اليوم وهو تتويج لخدمتنا العسكرية».. يضيف: «عندما أدت وزارة الدكتور مصطفى خليل اليمين صباح الخميس 5 أكتوبر 1978، كان ذلك نهاية خدمتى بالقوات المسلحة والعمل العام بالدولة، وحمدت الله وشكرته، لأنه وفقنى لخدمة مصر وقواتها المسلحة بقدر ما استطعت، وتمنيت للقوات المسلحة دوام التقدم والتوفيق، فهى أسرتى الكبيرة التى أمضيت فيها حياتى».
 
استعاد «الجمسى» شريط ذكريات خدمته العسكرية.. يقول: «بدأت حياتى العسكرية عندما التحقت بالكلية الحربية شابا عمره سبعة عشر عاما، ووجدت نفسى بعد تخرجى فى الكلية الحربية فى الخدمة بالصحراء الغربية ضمن قوات سلاح الحدود بين السلوم شمالا وواحة سيوة جنوبا.. عاصرت الهجوم الإيطالى من ليبيا ضد القوات البريطانية فى الصحراء الغربية، ونجاح الهجوم البريطانى فى معركة «سيدى برانى» التى انسحبت على إثرها القوات الإيطالية إلى ليبيا، وبرزت مشكلة فلسطين فى 1948 بإنشاء دولة إسرائيل، وتحول الاهتمام إلى الشرق لمواجهة الخطر الجديد، وتعددت الحروب من حرب فلسطين 1948 إلى حرب العدوان الثلاثى على مصر 1956 إلى حرب يونيو 1967 ومنها إلى حرب الاستنزاف، ثم حرب أكتوبر المجيدة 1973، وبذلك تكون قواتنا المسلحة أمضت ثلاثين عاما فى صراع عسكرى مع إسرائيل، وكنت أحد الذين اشتركوا فى كل مراحل هذا الصراع عدا حرب فلسطين 1948 التى كنت فى بعثة تدريبية خارج الجمهورية عند نشوبها».
 
يضيف: «استعدادا لحرب أكتوبر تعينت رئيسا لهيئة عمليات القوات المسلحة فى الأسبوع الأول من يناير 1972، ونتيجة لهذه الحرب توليت منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة فى منتصف ديسمبر 1973، وكنت من القادة الذين نالوا أفضل تكريم من الشعب فى مجلس الشعب مع ترقيتى لرتبة فريق، تصورت وتمنيت أن يكون عملى رئيس الأركان هو آخر وظيفة أتولاها، وأترك الخدمة راضيا، وشاءت إرادة الله أن يتغير طريق حياتى، فقد توفى المشير أحمد إسماعيل فى المستشفى بلندن على إثر مرض أصيب به، وقبل وصول الجثمان اتصل السفير حسن كامل رئيس ديوان رئيس الجمهورية لإبلاغى بتعيينى وزيرا للحربية». 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة