سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 29 يناير 1986.. جريدة الأهالى لسان حزب التجمع تسبح ضد التيار السائد فى مصر وبعثتها تسافر إلى أفغانستان وتحذر مبكرا فى تحقيقاتها من إرهاب «المجاهدين الأفغان»

الجمعة، 29 يناير 2021 10:26 ص
سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 29 يناير 1986.. جريدة الأهالى لسان حزب التجمع تسبح ضد التيار السائد فى مصر وبعثتها تسافر إلى أفغانستان وتحذر مبكرا فى تحقيقاتها من إرهاب «المجاهدين الأفغان» السادات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حين تدخلت القوات السوفيتية فى أفغانستان، يوم 27 ديسمبر 1979، كان الرئيس «السادات» فى مقدمة المنضمين للحلف الأمريكى لمواجهة السوفيت على الأراضى الأفغانية، باسم «محاربة الإلحاد»، وفى يوم 1 أبريل 1980 أعلن فى حديث صحفى، نشرته وسائل الإعلام المصرية، ما يمكن اعتباره «قرارا رسميا بالتدخل فى أفغانستان ضد الاحتلال السوفيتى»، وفقا للكاتب الصحفى محمد حسنين هيكل فى كتابه «الزمن الأمريكى.. من نيويورك إلى كابول»، وأكد «السادات» فى حديثه قائلا: «إننا على استعداد بأسرع ما يمكن لكى نساعد فى أفغانستان، وأن نتدخل لنصرة إخواننا المجاهدين هناك، سواء طلبوا منا المساعدة، أو لم يطلبوها».
 
انعكس هذا الموقف الرسمى على وسائل الإعلام المصرية الرسمية، بالإضافة إلى الموقف التقليدى للصحف القريبة من جماعة «الإخوان» وقتئذ، حيث تناولت أخبار الحرب فى أفغانستان باعتبارها بين «الكفر» و«الإيمان»، واحتفت بما يسمى «المجاهدين الأفغان»، وزار عدد من قيادتهم مصر، وأدوا صلاة الجمعة مع «السادات» فى قريته «ميت أبوالكوم»، وأفرطت بعض هذه الصحف بالإضافة إلى بعض الكتب فى نقل خزعبلات مثل «تدمير الدبابات السوفيتية بحفة تراب، وفروع أشجار»، وتقرر رسميا فتح باب التطوع إلى أفغانستان، وعندما انتهت الحرب عاد هؤلاء وأصبحوا وقودا للإرهاب.
 
كان حزب «التجمع التقدمى الوحدوى» المعارض، الحزب الشرعى الوحيد فى مصر، والذى يتخذ موقفا على النقيض من الموقف الرسمى المصرى نحو هذه الحرب، وقام رئيس تحريرها حسين عبدالرازق والكاتبة الصحفية أمينة النقاش، بالسفر إلى أفغانستان بدعوة من «حزب الشعب» والبقاء فيها 21 يوما، وعلى صفحات «الأهالى»، تم نشر عدة تحقيقات صحفية من واقع هذه الزيارة، صباح يوم صدور الصحفية كل أربعاء، أسبوعيا، وكانت وجهة نظر مضادة لما هو سائد.
 
لم تُدِن هذه التحقيقات صراحة التدخل السوفيتى، وأحدثت وقتها ضجة وصلت إلى حد استخدامها كمادة مضادة فى الدعاية ضد محمود المراغى، المرشح على منصب نقيب الصحفيين، بدعم من حزب التجمع، ضد إبراهيم نافع، وبالرغم من ذلك فإن إعادة قراءتها حاليا تكشف أنها حملت تنبؤات بالأخطار المقبلة من الجماعات التى انضوت تحت ما سمى وقتها «الجهاد الأفغانى».
 
 وفى إحدى حلقات هذه التحقيقات الصحفية، يوم 29 يناير، مثل هذا اليوم، 1986، كشف كل من «عبدالرازق» و«النقاش»: «المجاهدون يسممون مياه الشرب، وينسفون المساجد، ويقتلون الأطفال دفاعا عن الإسلام»، و«هيروين وحشيش وتجار فى معسكرات اللاجئين بباكستان»، و«الملالى يقولون: حلق اللحية كفر، والإصلاح الزراعى ضد الدين، والراديو حرام، وأمريكا تحارب الاتحاد السوفيتى حتى آخر مقاتل أفغانى».
 
وذكر الكاتبان عددا من العمليات الإرهابية المنسوبة إلى هؤلاء، فى 31 أغسطس 1984 دوى انفجار هائل فى مبنى مطار «كابول» ذهب ضحيته 12 قتيلا و207 جرحى، وأضافا: «قبل وصولنا بأيام، وقع انفجاران كبيران فى كابول، فى الصباح الباكر من يوم 8 ديسمبر 1985، فى أحد شوارع كابول بجوار مصلحة الأرصاد الجوية، قتل نتيجته 9 مواطنين، وجرح 54، وفى اليوم التالى وقع انفجار فى أحد فصول المعهد الفنى العالى فى الجامع الملحق بالمعهد، أدى إلى تدمير جزء كبير من المبنى، وإصابة 31 طالبا وطالبة، وجريمة أخرى هى تدمير سينما «إيريانا» أثناء حفلة مخصصة للأطفال فى العاشرة صباحا، وقتل عشرات من الصبيان والبنات، وفى يونيو 1980 سممت مصادر المياه فى كابول، وأطلقت غازات سامة فى بعض المدارس والمؤسسات العامة.
 
وينقل التحقيق، وصف للشاعر الفلسطينى معين بسيسو، مشاهداته فى رحلة سابقة لأفغانستان، يقول فيها: «أطفال فى سن السادسة والسابعة، جالسون فى أحد فصول مدرسة افتتحت حديثا فى كابول، يمسكون فى أياديهم بالقلم لأول مرة فى حياتهم، فجأة هبت موجة من «الضباع» مدججة بالخناجر والسكاكين، وبدأ حمام الدم، هاجمت «الضباع» الأطفال الذين سقطوا على المقاعد وعلى الأرض الواحد تلو الآخر، حاول بعض الأطفال الهرب، اعترضتهم الضباع، ودفعوا بهم إلى الحائط ومزقوا رقابهم بالخناجر».
 
استعرض الكاتبان خريطة الأحزاب فى أفغانستان بقيادتها وقتئذ، وكانت قبل ظهور حركة طالبان التى تأسست يوم 4 أكتوبر 1994، يذكران: «هذه الأحزاب تتكون من كبار الإقطاعيين وعدد من القيادات العسكرية، ورجال دين مؤيدين للنظام الملكى وحكم ظاهر شاه، ورجال دين معادين للتقدم والتحديث، ومن هذه الأحزاب، «إسلامى أفغانستان» ورئيسه غلبدين حكمتيار، وكانت له صلات بجماعة «الإخوان» فى الشرق الأوسط، و«جمعية أفغانستان الإسلامية»، بقيادة برهان الدين ربانى، و«حركة الثورة الإسلامية» بقيادة مولاى محمد بن محمد، و«الجبهة الوطنية الإسلامية»، بقيادة سيد أحمد جيلانى.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة