أكرم القصاص

قطر وتركيا والجزيرة.. حرب وليست مباراة فى الإعلام!

الأحد، 27 سبتمبر 2020 07:02 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يحدث أن تفرغت كل هذه القنوات ومعها آلاف فى اللجان الإلكترونية وميزانية بعشرات الملايين، فقط لقضية واحدة، مصر، طبعا لا يمكن أن يصدق عاقل أو نصف مجنون أن قطر تريد نشر الديمقراطية فى العالم العربى وتغيير مصر، وهى مجرد إمارة عمرها لا يتجاوز نصف قرن قامت على الانقلابات العائلية، وليس لديها غير فائض الأموال توظفه قيادتها فى دعم تنظيمات إرهابية وإعلام موجه بطريقة ساذجة، لدرجة أنه يقع فى أخطاء تافهة ويرتكب من الفضائح أضعاف ما يقدم من خدمات دعائية، لدرجة نشر فيديوهات قديمة ومزيفة، للتغطية على ضعف نتيجة الشحن والتحريض.
 
ربما يقول البعض إنها كانت حليفا لتنظيم الإخوان وأنها منذ ما قبل يناير 2011 ساندت التنظيم، ومهدت الأرض ببرامج وأخبار بل وتقارير مزيفة وساهمت فى ركوب الإخوان للسلطة فى غيبة أو توهان للقوى السياسية من اليمين واليسار والوسط، لكن الجزيرة ظلت قادرة على خداع كثيرين وممارسة نوع من الكذب المحترف الذى يمكن أن يمر على تيارات سياسية حديثة العهد وسياسيين انتهازيين سعوا لاقتسام الغنائم وغرقوا فى الصراعات والمطامع، النتيجة ظهرت فى فيرمونت، وانتهت بركوب الجماعة.
 
وحصلت قطر بعد تولى الإخوان للسلطة على وعود بمنطقة قناة السويس وغيرها، ومعها طبعا تركيا.. وهذا السبب الأهم لأن الأمر كان يتعلق بخطط ومشروعات سياسية وجغرافية، وهذا الكلام ليس اختراعا، كما قد يرى بعض «عمقاء المحايدين» ممن اعتادوا التعامل بحياد مع الموضوع، والتقليل من حجم الكذب، والحرب التى تشنها مليارات قطر وقنوات ولجان إلكترونية طوال 7 سنوات بلا توقف، والتقت نية التخريب مع رغبة قطر وتركيا فى الانتقام، وقد أخذهما غرور الانتصار الوقتى لداعش والقاعدة فى سوريا، وتصور أردوغان وتميم أنهما يمكن أن يقتسما الإقليم، قبل أن تتحطم أحلامهما بعد 30 يونيو.
 
 ومن يومها لم تتوقف آلة الدعاية، وقبلها تحركات تنظيمات إرهابية، وكانت هناك صلات واضحة بين تحريض الإخوان وعمليات التكفيريين، ولما تراجع الإرهاب، تضاعفت محاولات سطحية للتحريض على التظاهر، وتكرر الفشل، واستمرت الدعوات، حتى ظهرت عمليات تعيين الحدود البحرية المصرية مع دول المتوسط، وهو ما بدا صفعة لتركيا وخلفها قطر، التى تقوم بدور التابع بشكل لافت، ثم جاءت الخطوط الحمراء فى ليبيا، وأصيبت الجزيرة وتوابعها فى إسطنبول بالهستيريا، ومراجعة للبرامج والتحليلات تكشف عن كيف كانوا يضخمون من قوة أردوغان وتركيا، ويعلن الإخوان انحيازهم لتركيا ضد مصر، ومرت شهور ولم يتخط الخط الأحمر، وعاد أردوغان ليرسل رسائل استجداء لإقامة علاقات، وبعض هذه الرسائل مهين للأتراك، وإن كانت مصر لم تعتد فضح هذه الرسائل، وإن كانت الخطابات المعلنة كالعادة تشبه تحليلات الجزيرة مجرد كلام لحفظ ماء الوجه.
 
ولعل من يتابع الملف، يدرك ما وراء هذا السعار الذى أصاب الجزيرة وتوابعها فى تركيا، صحيح أن العداء والتحريض قائم، لكن الفبركة والكذب يشيران إلى رغبة فى ضغط لم يتحقق من قبل ولا الآن.
 
وعليه فإن حملة الدعاية ودعم الأراجوز الإسبانى، يصدقها أعضاء تنظيم الإخوان وخلاياه، وبعض المخدوعين والمستأجرين، لكن العاقل حتى ولو كان صاحب مطلب يعلم أنه ليس وقتا مناسبا، وأن الخسارة فيه أكثر من الربح، ولم يصدق المقاول سوى عدد من محترفى النكد السياسى، اعتبروا الإسبانى زعيما شعبيا، ومعهم سطحيون «عمقاء» صدّق بعضهم قنوات الجزيرة بالرغم من كم الفبركة والتزوير، واستعمال العيال الصغيرة، وكان الهدف هو الدم، أن يسقط قتلى حتى لو برصاص التنظيم، لتبدأ عملية نشر للشائعة وحفلات الدعاية واللطم، وهو ما سقط فيه بعض المحايدين ممن سارعوا بتصديق الأكاذيب، ومنهم من تعامل كأنها مباراة فى الإعلام أو مسابقة بين القنوات الفضائية والمواقع، بينما هى حرب تستخدم فيها أدوات وتقنيات بمليارات سبق لها أن خربت سوريا ورفعت داعش وكادت تمتد لباقى المنطقة.     









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة