سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 23 أغسطس 1977.. فؤاد سراج الدين يعلن فى مؤتمر جماهيرى حاشد بنقابة المحامين عودة حزب الوفد إلى الحياة السياسية

الأحد، 23 أغسطس 2020 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 23 أغسطس 1977.. فؤاد سراج الدين يعلن فى مؤتمر جماهيرى حاشد بنقابة المحامين عودة حزب الوفد إلى الحياة السياسية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان المؤتمر حاشدا فى مقر نقابة المحامين بالقاهرة يوم 23 أغسطس، مثل هذا اليوم، 1977، لأنه كان أول ظهور سياسى علنى لفؤاد باشا سراج الدين منذ قرار إلغاء الأحزاب فى مارس 1954، وكانت المناسبة هى الاحتفال بذكرى الزعيمين الراحلين سعد زغلول (توفى 23 أغسطس 1927 ) ومصطفى النحاس (توفى 23 أغسطس 1965) حسبما يذكر الكاتب الصحفى حسنين كروم فى دراسته «فؤاد سراج الدين» المنشورة فى كتاب «تاريخ الوفد» إعداد جمال بدوى ولمعى المطيعى، مشيرا إلى أنه سبق انعقاد المؤتمر تكهنات بأن «سراج الدين» سيعلن فى كلمته عودة حزب الوفد مرة أخرى.
 
استمر خطاب «سراج الدين» فى هذا الاحتفال ثلاث ساعات، وفقا للدكتور غالى شكرى فى كتابه «الثورة المضادة فى مصر»، مضيفا: «فاجأ سراج الدين أكثرية الحاضرين فى نهاية خطابه بأن الوفد يستعد للعودة إلى الحياة السياسية بعد السماح بتعدد الأحزاب، وأنه بصدد إعداد برنامج واتخاذ الإجراءات القانونية والدستورية لتشكيله».
 
أعاد الرئيس السادات العمل بالنظام الحزبى عام 1976، لكنها كانت عودة مقيدة وفوقية، حيث قرر وجود ثلاثة أحزاب هى «مصر العربى الاشتراكى» ويمثل «الوسط» برئاسة ممدوح سالم رئيس الوزراء، و«الأحرار الاشتراكيين» ويمثل «اليمين» برئاسة مصطفى كامل مراد، وحزب التجمع، ويمثل اليسار برئاسة خالد محيى الدين، وأنشأ السادات لجنة للأحزاب تنظر فى تكوين الأحزاب، وأضاف فيما بعد شرط وجود 20 نائبا برلمانيا للحزب.
 
يذكر غالى شكرى، أن خطاب «سراج الدين» فى المؤتمر استثنى الرئيس السادات وحده من الهجوم المباشر دون أن يخفى سخطه على النظام ورموزه الأخرى، وخاصة ممدوح سالم (الذى كان يعمل ضابطا فى الشرطة حين كان سراج الدين وزيرا للداخلية).. وكان واضحا تأييد الكنيسة الأرثوذكسية له بإرسال مندوبين عنها لحضور الحفل.. يقدر شكرى أن ثلاثة آلاف فرد حضروا الاحتفال داخل نقابة المحامين، وضعف العدد حولها استمع إلى الخطاب المثير بمكبرات الصوت.
 
يرى شكرى، أن هذا العدد لم يكن يمثل الرصيد التاريخى للوفد فقط، بل أيضا الرصيد الجديد من فئات المثقفين الذين عانوا من القهر، وشرائح البرجوازية التى عانت من الانفراد العائلى بالسلطة.. يضيف: «كان الوفد الجديد يمينا أصيلا فى المجتمع، لا يمينا عابرا أو طارئا، لم يكن مجرد ذكرى بل تعبير عن قوى حقيقية فى عائلات الإنتاج الاجتماعى». 
 
يكشف علوى حافظ الذى أصبح نائبا برلمانيا عن الوفد فى كتابه «المنصة»، أن هذا الإعلان سبقه خطوات أهمها قيام «سراج الدين» فى 28 مايو 1977 بتشكيل لجنة برئاسته لوضع برنامج الحزب، كما أعلن أن شرط الـ 20 نائبا برلمانيا الذى ينص عليه قانون الأحزاب الجديد، الذى كانت تجرى مناقشته في مجلس الشعب، سوف يتوفر للحزب فى تلك الدورة، غير أن الحزب الحاكم «الوسط» سارع بإدراج مادة فى قانون الأحزاب تقضى بحظر إعادة تكوين الأحزاب السياسية التى قامت قبل الثورة، وعلى هذا النحو عندما اختار الوفد لنفسه اسم حزب «الوفد الديمقراطى» أعلنت السلطة رفضها لهذا الاسم، ولم تجد لجنة الأحزاب مفراً من إصدار قرارها يوم 4 فبراير 1978. بتأسيس حزب «الوفد الجديد»، ولم يمض شهران حتى أجرى السادات استفتاءً عاماً على مشروع قانون يستهدف ضرب الانفراجة الديمقراطية فى الصميم تحت اسم «حماية الجبهة الداخلية والسلام الاجتماعى»، ويسقط الحقوق السياسية عن كل من تولى منصباً وزارياً أوانتمى إلى أحد الأحزاب السياسية قبل ثورة 1952.
 
يؤكد حافظ: «كان هذا التشريع مقصوداً به حرمان أهم قيادات الوفد من العمل السياسي، فؤاد سراج الدين وإبراهيم فرج، على أن الحزب قرر تجميد نشاطه خارج مقاره والاقتصار على النشاط داخلها، وذلك يوم 2 يونيو 1978.
 
يعيد «كروم» الفضل لسراج الدين فى عودة الوفد، لأنه كان أبرز وأقوى شخصية وفدية موجودة، وعلى اتصال دائم بالوفديين وأسرهم كما أخبرنى، إذا قال لى أن أول عمل يقوم به بعد تناول الإفطار النزول إلى غرفة المكتب والبدء فى قراءة صفحة الوفيات بالأهرام، ومتابعة أسماء من توفى من الوفديين، وإرسال برقية عزاء على الفور لذويه، وبرقية تهنئة لمن تزوج من أبنائهم وبناتهم، وذلك لحفظ الصلة مع هذه العائلات، وبعدها يبدأ فى قراءة ما فى الصحف من أخبار أو مقالات، وكان هو الشخص الوحيد الذى يلتقى عنده كبار الوفديين، وبالتالى أصبح همزة الوصل بينهم بالإضافة إلى صفاته ومكانته السياسية التى تمكنه من التعايش والتعامل مع الشخصيات والتوجهات المختلفة.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة