ماذا حدث لأبناء سيدنا إسماعيل؟.. ما يقوله التراث الإسلامى

الأحد، 02 أغسطس 2020 05:00 م
ماذا حدث لأبناء سيدنا إسماعيل؟.. ما يقوله التراث الإسلامى كتاب البداية والنهاية
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل أصبح أبناء النبى إسماعيل عليه السلام هم الامتداد الطبيعى للعرب؟ وما الذى وقع لهم؟ هذا ما نعرفه مع التراث الإسلامى الذى يعرض كيف نمت هذا السلالة وانتشرت.

يقول كتاب "البداية والنهاية" لـ الحافظ ابن كثير "ذكر بنى إسماعيل وما كان من أمور الجاهلية إلى زمان البعثة"

تقدم ذكر إسماعيل نفسه عليه السلام مع ذكر الأنبياء، وكيف كان من أمره حين احتمله أبوه إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام مع أمه هاجر، فأسكنها بوادى مكة بين جبال فاران حيث لا أنيس به ولا حسيس، وكان إسماعيل رضيعا، ثم ذهب وتركهما هنالك عن أمر الله له بذلك، ليس عند أمه سوى جراب فيه تمر، ووكاء فيه ماء.

فلما نفد ذلك، أنبع الله لهاجر زمزم التى هى طعام طعم وشفاء سقم، كما تقدم بيانه فى حديث ابن عباس الطويل، الذى رواه البخارى رحمه الله، ثم نزلت جرهم: وهى طائفة من العرب العاربة من أمم العرب الأقدمين عند هاجر بمكة، على أن ليس لهم فى الماء شيء إلا ما يشربون منه وينتفعون به، فاستأنست هاجر بهم، وجعل الخليل عليه السلام يطالع أمرهم فى كل حين.
 
يقال: إنه كان يركب البراق من بلاد بيت المقدس فى ذهابه وإيابه، ثم لما ترعرع الغلام وشب وبلغ مع أبيه السعي، كانت قصة الذبح كما تقدم بيان أن الذبيح هو إسماعيل على الصحيح، ثم لما كبر تزوج من جرهم امرأة، ثم فارقها وتزوج غيرها، وتزوج بالسيدة بنت مضاض بن عمرو الجرهمى.
 
وجاءته بالبنين الاثنى عشر، كما تقدم ذكرهم: وهم نابت، وقيذر، ومنشا، ومسمع، وماشي، ودما، وأذر، ويطور، ونيشى، وطيما، وقيذما، هكذا ذكره محمد بن إسحاق، وغيره، عن كتب أهل الكتاب.
 
وله ابنة واحدة اسمها نسمة، وهى التى زوجها من ابن أخيه العيصو بن إسحاق بن إبراهيم، فولد منها الروم وفارس والأشبان أيضا فى أحد القولين.
 
ثم جميع عرب الحجاز على اختلاف قبائلهم يرجعون فى أنسابهم إلى ولديه نابت وقيذر، وكان الرئيس بعده والقائم بالأمور الحاكم فى مكة والناظر فى أمر البيت وزمزم: نابت بن إسماعيل، وهو ابن أخت الجرهميين.
 
ثم تغلبت جرهم على البيت طمعا فى بنى أختهم، فحكموا بمكة وما والاها عوضا عن بنى إسماعيل مدة طويلة، فكان أول من صار إليه أمر البيت بعد نابت مضاص بن عمرو بن سعد بن الرقيب بن عيبر بن نبت بن جرهم.
 
وجرهم بن قحطان، ويقال: جرهم بن يقطن بن عيبر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح الجرهمي، وكان نازلا بأعلى مكة بقعيقعان.
 
وكان السميدع سيد قطوراء نازلا بقومه فى أسفل مكة، وكل منهما يعشر من مر به مجتازا إلى مكة، ثم وقع بين جرهم وقطوراء فاقتتلوا قتالا شديدا، فقتل السميدع واستوثق الأمر لمضاض وهو الحاكم بمكة والبيت، لا ينازعه فى ذلك ولد إسماعيل مع كثرتهم وشرفهم وانتثارهم بمكة وبغيرها، وذلك لخؤلتهم له ولعظمة البيت الحرام أن يكون به بغى أو قتال.
 
ثم صار الملك بعده إلى ابنه الحارث، ثم إلى عمرو بن الحارث.
 
ثم بغت جرهم بمكة وأكثرت فيها الفساد، وألحدوا بالمسجد الحرام، حتى ذكر أن رجلا منهم يقال له: إساف بن بغى، وامرأة يقال لها: نائلة بنت وائل اجتمعا فى الكعبة، فكان منه إليها الفاحشة، فمسخهما الله حجرين فنصبهما الناس قريبا من البيت ليعتبروا بهما، فلما طال المطال بعد ذلك بمدد عبدا من دون الله فى زمن خزاعة، كما سيأتى بيانه فى موضعه. فكانا صنمين منصوبين يقال لهما: إساف ونائلة.
 
فلما أكثرت جرهم بالبغى بالبلد الحرام، تمالأت عليهم خزاعة الذين كانوا نزلوا حول الحرم، وكانوا من ذرية عمرو بن عامر، الذى خرج من اليمن لأجل ما توقع من سيل العرم، كما تقدم.
 
وقيل: إن خزاعة من بنى إسماعيل، فالله أعلم.
 
والمقصود أنهم اجتمعوا لحربهم وآذنوهم بالحرب واقتتلوا، واعتزل بنو إسماعيل كلا الفريقين، فغلبت خزاعة وهم بنو بكر بن عبد مناة وغبشان وأجلوهم عن البيت، فعمد عمرو بن الحارث بن مضاض الجرهمى - وهو سيدهم - إلى غزالى الكعبة - وهما من ذهب - وحجر الركن وهو الحجر الأسود، وإلى سيوف محلاة وأشياء أخر، فدفنها فى زمزم، وعلم زمزم وارتحل بقومه فرجعوا إلى اليمن.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة