جوجل تفك رموزها.. هل الهيروغليفية لغة أم أحد أنماط الخطوط؟

الأربعاء، 22 يوليو 2020 07:00 م
جوجل تفك رموزها.. هل الهيروغليفية لغة أم أحد أنماط الخطوط؟ الهيروغليفية
كتب أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

استعملت الهيروغليفية كنمط للكتابة الرسمية على جدران المعابد والمقابر والتماثيل والألواح الحجرية والخشبية الملونة، ولكن السؤال هنا: هل الهيروغليفية  لغة أم أحد أنماط الخطوط؟، ما يظنه العديد من الناس أنها لغة، وهذا خطأ شائع، لأنها نوع من أنواع الخطوط مثل الخط العربى الذى هو شكل لكتابة اللغة العربية، ومؤخرًا اطلقت Google "جوجل" أحدث أداة عبر الإنترنت تستخدم الذكاء الاصطناعى لفك رموز الهيروغليفية المصرية القديمة، ولهذا نستعرض عبر التقرير التالى تعريف بالهيروغليفية.

قال الدكتور حسين عبد البصير، مدير متحف آثار الإسكندرية بوزارة الآثار، إنه فى عام 1822، نجح العالم الفرنسى الشاب جان- فرانسوا شامبليون فى حل رموز اللغة المصرية القديمة، وقبل ذلك التاريخ، كانت اللغة المصرية صعبة الفهم، وأيضًا كانت حضارة المصريين القدماء صامتة وغامضة، وبفضله وبفضل عدد كبير من العلماء، أصبحت اللغة المصرية القديمة الآن مفهومة لنا.

وتعد اللغة المصرية القديمة من اللغات الأفريقية (الحامية) والآسيوية (السامية مثل اللغة العربية)، واخترع المصريون القدماء اللغة المصرية القديمة قبل حوالى 3000 قبل ميلاد السيد المسيح، واستمرت مستخدمة إلى حوالى القرن الحادى العاشر الميلادى، ولعل هذا يجعلها أقدم لغة عاشت فى العالم، فقد بلغ عمرها أكثر من أربعة آلاف سنة.

ولعل أبرز خطوط اللغة المصرية القديمة "الخط الهيروغليفى" أو "الكتابة الهيروغليفية"، ويعنى "النقش المقدس" فى لغة أهل بلاد اليونان القدماء، وكتب أغلب ما جاء من حضارة مصر الفرعونية من نقوش وكتابات بالخط الهيروغليفى الذى يشبه إلى حد ما الخط النسخ فى لغتنا العربية المعاصرة، وتعد المرحلة الكلاسيكية هى لغة الأدب المصرى القديم.

واللغة المصرية القديمة لغة ميتة الآن، وندرس هذه اللغة كى نقرأ ونفهم نصوص المصريين القدماء، ويختلف نظام الكتابة المصرية القديمة عن نظام الكتابة فى عصرنا الحالى، لذا علينا أن نفهم جيدًا نظام ترتيب وضع الكلمات فى الجملة.

ومرت اللغة المصرية القديمة عبر تاريخها الطويل بمراحل مختلفة، ويقسمها العلماء عادة إلى 5 مراحل أساسية:

1- المصرى القديم: يعد أقدم مرحلة معروفة من اللغة ويرجع إلى حوالى 2600 إلى 2100 قبل الميلاد.

 2- المصرى الوسيط: ويطلق عليه أحيانًا المصرى الكلاسكى ومرتبط بالمصرى القديم وظهر حوالى 2100 إلى حوالى 1600 قبل الميلاد غير أنه استمر كلغة طوال التاريخ المصرى القديم. ويعد هو المرحلة التى سوف تناقش فى هذه الحلقات.

 3- المصرى المتأخر: أخذ مكانة المصرى الوسيط بعد عام 1600 قبل الميلاد. ويختلف عن المراحل السابقة خصوصًا فى القواعد.

4- الديموطيقى: تطور من المصرى المتأخر وظهر للمرة الأولى نحو عام 650 قبل الميلاد واستمر إلى القرن الخامس الميلادى.

5- القبطى: هو المرحلة المتأخرة من المصرى القديم ومرتبط بالديموطيقى وظهر فى نهاية القرن الأول الميلادى واستخدم لألف عام. ويرجع أقدم النصوص القبطية المكتوبة بواسطة المصريين إلى الألف الحادى عشر الميلادى.

وتابع الدكتور حسين عبد البصير قائلاً: الجميل فى أمر اللغة المصرية القديمة أنها كانت لغة ذات لهجات متعددة، ويعنى هذا أن اللغة المصرية كانت ذات لهجات محلية فى النطق والكتابة مثلما ظهر فى مرحلتها القبطية ويتضح ذلك أيضًا من لهجات مصر العامية المختلفة فى الدلتا والصعيد والصحراء، ففى المرحلة القبطية، عرفت عدة لهجات مثل الصعيدى والبحيرى والفيومى والأخميمى.

وأوضح الدكتور حسين عبد البصير، أن الكتابة الهيروغليفية تتكون من حوالى 500 علامة معروفة، ويجيء مصطلح "هيروغليفى" من كلمتين يونانيتين بمعنى "النقوش المقدسة" والتى كانت بدورها ترجمة لنظام الكتابة المصرية القديمة الذى أطلق عليه المصريون القدماء اسم "الكلام المقدس"، وسمى هذا النظام الكتابى كله وكل علامة فيه باسم "الهيروغليفية"، وظهرت الكتابة الهيروغليفية قبل عام 3000 قبل ميلاد السيد المسيح عليه السلام كنظام كتابى مكتمل.

وأضاف الدكتور حسين عبد البصير، تمثل كل علامة هيروغليفية صورة لشىء حقيقى عرفة المصريون القدماء، فعلى سبيل المثال عبرت صورة مخطط أرضى لبيت بسيط عن كلمة "منزل"، وعكست علامة قدمين متحركين معنى فعل "يجىء". وهكذا فإن هذه العلامات تعبر عن أشياء تصورها أو كلمات مرتبطة بها. وعندما تستخدم علامة هيروغليفية على هذا النحو، يسمى هذا النظام فى الكتابة بـ"إيدوجرام" أى "كتابة الفكرة"، مثلما يحدث الآن فى اللغة العربية عندما توضع علامة "القلب" بين "أنا" و"أمى" مما يعنى فى النهاية "أنا أحب أمى".

وأشار مدير متحف آثار مكتبة الإسكندرية، إلى أن الكتابة المصرية القديمة لم تتكون من علامات تصويرية فقط، بل ضمت أيضا ما يعرف بـ"العلامات الصوتية" أى التى تعطى أصواتا مثل الحروف الألفبائية فى لغتنا العربية الحالية، وفى هذه الحالة، فإن العلامة التى تستخدم بهذه الطريقة تعرف بـ"فونوجرام" أى "كتابة صوتية".

وفى اللغة المصرية فى العصر الوسيط، أو ما يعرف بـ"المصرى المتوسط أو الوسيط" احتوت الكلمات المكتوبة بعلامات صوتية على علامة تصويرية فى نهاية الكلمات وتعرف هذه العلامة الزائدة بـ"المخصص" والذى يظهر أن العلامات التى تسبقه يجب أن تقرأ كـ"كتابات صوتية" وليس كـ"كتابات تصويرية" وكذلك كانت توضح المعنى العام للكلمة.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة