اقرأ مع عباس العقاد.. "حياة المسيح" العالم كله فى انتظار المخلص

الأربعاء، 22 يوليو 2020 12:00 ص
اقرأ مع عباس العقاد.. "حياة المسيح" العالم كله فى انتظار المخلص غلاف الكتاب
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نواصل مع المفكر العربى الكبير عباس محمود العقاد (1889- 1964) قراءة مشروعه الفكرى الذى تعرض وناقش الكثير من الأفكار الدينية والتاريخية ومن ذلك كتابه "حياة المسيح".
يقول عباس محمود العقاد فى كتابه:
يدل علم المقارنة بين الأديان على شيوع الإيمان بالخلاص، وظهور الرسول المخلص فى زمن مقبل، وظهر على عقائد القبائل الحمر فى القارة الأمريكية أنَّ القبائل التى تؤمن بهذه العقيدة غير قليلة فى الأمريكتين، وليس فى هذا عجب؛ لأنَّ الرجاء فى الخير أصل من أصول الديانة، والأمل فى الصلاح مادة من مواد الحياة الإنسانية يبثها الخالق فى ضمير خلقه، ويفتح لهم بها سبيل الاجتهاد فى طلب الكمال والخلاص من العيوب.
 
حياة المسيح
 
وقد يشتد هذا الأمل حين تشتد الحاجة إليه، فكان المصريون الأوائل يترقبون "المخلص" المنقذ بعد زوال الدولة القديمة، وروى برستيد عن الحكيم إبيور Ipuwer أنَّ المُخلِّص الموعود "يلقى بردًا على اللهيب، ويتكفل برعاية جميع الناس، ويقضى يومه وهو يلم شمل قطعانه".
وقد كان البابليون يؤمنون بعودة "مردخ" إلى الأرض فترة بعد فترة، لقمع الفتنة، وتطهيرها من الفساد، وكان المجوس يؤمنون بظهور رسول من إله النور كل ألف سنة ينبعث فى جسد إنسان، وقيل إنَّه هو زرادشت رسول المجوسية الأكبر الذى يرجعون إليه بتفصيل الاعتقاد فى إله النور وإله الظلام، وقد تخلفت هذه العقيدة إلى ما بعد اليهودية والمسيحية والإسلام، وأشار إليها الجاحظ وهو يتكلم عن أستاذه إبراهيم بن سيار النظام حيث قال: "إنَّ السلف زعموا أنَّ كلَّ ألف عام يظهر رجل لا نظير له، فإذا صدق هذا الزعم كان النظام للألف عام هذه".
 
أما الإيمان بظهور رسول إلهى يُسمَّى "المسيح" خاصة، فلم يعرف بهذه الصيغة قبل كتب التوراة وتفسيراتها أو التعليقات عليها، فى التلمود والهجادا وما إليها.
 
ومرجع التسمية نفسها إلى الشعائر التى وردت فى سفر التكوين وسفر الخروج، وما يليهما من أسفار الأنبياء، فإنَّ المسح بالزيت المبارك شعيرة من شعائر التقديس والتكريم، وأول ما ورد ذلك فى الإصحاح الثامن والعشرين من سفر التكوين، حيث رُوى عن يعقوب أنَّه "بكَّر فى الصباح وأخذ الحجر الذى وضعه تحت رأسه، وأقامه عمودًا، وصب زيتًا على رأسه، ودعا ذلك المكان بيت إيل — أى بيت الله".
 
وجاء فى الإصحاح الثلاثين من سفر الخروج أنَّ "الرب كلم موسى قائلًا: … وأنت تأخذ أفخر الأطياب … دهنًا مقدسًا للمسحة … وتمسح به خيمة الاجتماع، وتابوت الشهادة والمائدة وتقدِّسها، فتكون قدس أقداس، وكل ما مسها يكون مقدسًا، وتمسح هارون وبنيه وتقدسهم …"
 
وكان الأحبار والأنبياء يُسمَّون من أجل هذا مسحاء الله، وتنهى التوراة عن المساس بهم كما جاء فى الإصحاح السادس عشر من سفر الأيام: "لا تمسوا مسحائي، ولا تُؤذوا أنبيائي".
 
وكان مسح الملوك أول شعائر التتويج والمبايعة، فكان شاءول وداود من هؤلاء المسحاء.
 
ثُمَّ أطلقت كلمة "المسيح" مجازًا على كل مختار منذور، فسُمِّى كورش الفارسى "مسيحًا" كما جاء فى الإصحاح الخامس والأربعين من سفر أشعيا؛ لأنَّ الله أخذ بيده لإهلاك أعداء الإسرائيليين، وإقامة بناء الهيكل من جديد، وسُمِّى الشعب كله مسيحًا كما جاء فى المزامير، وكتاب النبى حبقوق، ومنه: "خرجت لخلاص شعبك: خلاص مسيحك" بمعنى الشعب المختار.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة