سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم..10يوليو 1969.. إقالة وزير التربية والتعليم الدكتور محمد حلمى مراد بعد 16 شهرا من توليه منصبه

الجمعة، 10 يوليو 2020 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم..10يوليو 1969.. إقالة وزير التربية والتعليم الدكتور محمد حلمى مراد بعد 16 شهرا من توليه منصبه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
غضب الرئيس جمال عبد الناصر من الدكتور محمد حلمى مراد وزير التربية والتعليم وانصرف من اجتماع مجلس الوزراء يوم 7 يوليو 1969، ثم كانت إقالة «مراد» من منصبه يوم 10 يوليو، مثل هذا اليوم، 1969، فكيف وصلت الأمور إلى هذا الحد؟
 
كان «مراد» وزيرا فى الحكومة التى ترأسها عبد الناصر فى بداية 1968، ويذكر سامى شرف مدير مكتب عبد الناصر ظروف اختياره وزيرا قائلا: «فى أعقاب أحداث الطلبة بعد 1967 وفى بداية 1968، كان قرار ضرورة التغيير فى الأسلوب والأشخاص والأداء، وكان حلمى مراد رئيسا لجامعة عين شمس، وعضوا فى التنظيم الطليعى للجامعة التى تتبع جغرافيا شمال القاهرة التى كنت أتولى قيادتها، وكانت هذه الجامعة من المراكز الاستراتيجية المهمة على المستويين الفكرى والجماهيرى، علاوة على أن منظمة الشباب كانت فيها ذات طابع مميز ومؤثر وناجح بشكل لافت للنظر، وكان العمل السياسى فيها يسير بشكل منسجم ومتكامل بأسلوب ديمقراطى مما شكل نسيجا أو سيمفونية ناجحة، وكان موقف حلمى مراد أثناء أحداث الجامعة وبمعاونة التنظيمات السياسية فيها متماسكا، واستطاع أن يحتوى الأزمة بأسلوب ديمقراطى، وكسب القاعدة الطلابية بعيدا عن الوسائل الأمنية».
 
يذكر «شرف» أن عبد الناصر قال فى هذه الفترة فى مجلس الوزراء: «الطلبة يصلون للجامعات وهم لا يعرفون القراءة والكتابة، وكل بيت النهاردة جايب مدرس أو اثنين لأولاده، ودى عملية لا يمكن لأحد أن يتحملها إلا الإنسان القادر، وأنا حا أجيب واحد جامعى علشان يشوف الجامعات عايزة إية نوعية، وإيه هى نقاط الضعف الموجودة فى التعليم العام حتى نقويه لأن المصاريف اللى احنا بنصرفها فى المدارس والطلبة تطلع ماتعرفشى تقرأ وتكتب من الابتدائى ست سنوات تعليم، تبقى فلوس بنرميها فى الأرض».
 
يعلق شرف: «هذا هو المعيار الذى حكم اختيار أستاذ جامعى وزيرا للتربية والتعليم، وانطبقت الشروط علاوة على النزاهة ونظافة اليد وقوة الشخصية على دكتور محمد حلمى مراد».. يضيف: «فى جلسة مفاتحته، وهى مسجلة تحدث ضاحكا: «سيادة الرئيس أنا كنت فاكر إنى حاتعين وزيرا للتعليم العالي».. فرد عبد الناصر: «التعليم الأساسى مهم وعليك يا دكتور أن تصلح المنبع بما لديك من خبرات جامعية وآراء أثرتها حول مستويات الطلبة الذى يصلون إلى التعليم الجامعى».
 
يذكر أمين هويدى، الوزير ورئيس جهاز المخابرات أيام عبد الناصر فى كتابه «مع عبد الناصر»، أن حلمى مراد وقت أن كان وكيلا للجامعة اعترض على أسلوب وزير التعليم العالى عزت سلامة فى معالجته لموضوع «تطوير الجامعات» وكان الرأى السائد أن الوزير تخطى رأى الجامعة واعتدى على استقلالها، وأبلغنى حلمى هذا بصفتى وزيرا للدولة فنقلت وجهة نظره إلى صدقى سليمان رئيس الوزراء، وإلى «الريس» وكانت محل اعتبار عند نظر القضية، وإثر هذا الموقف الشجاع رشحت حلمى مديرا لجامعة الأزهر إذ كنت فى الوقت نفسه وزيرا للدولة لشؤون الأزهر ووافق الرئيس.. وقبل إتمام المناقشة مع «الريس» قال: «ولماذا لا يتولى وزارة التربية والتعليم ؟.. إحنا عاوزين ناس لهم مواقف».
 
هكذا يتفق «شرف» و»هويدى» على نزاهة ووطنية وشجاعة «مراد»، وأن ذلك كان سببا فى اختياره وزيرا، غير أن «مراد» وفى جدل صحفى مع سامى شرف يذكر رواية أخرى فى مجلة «آخر ساعة» يوم 16 أكتوبر 1969 ردا على شرف.. يقول: «إن أحدا لم يفاتحنى فى شأن الاشتراك فى وزارة الرئيس عبدالناصر قبل مقابلتى له شخصيا ومفاتحته لى مباشرة وعلى انفراد فى شأن تولى وزير التربية والتعليم، وأعتقد أن هذا الترشيح جاء نتيجة حوار دار بينه وبينى حول المظاهرات الطلابية التى اندلعت عقب صدور الأحكام فى المحاكمات العسكرية لبعض قادة سلاح الطيران، فى الاجتماع الذى دعا إليه رؤساء الجامعات بقصر القبة».
 
يضيف: «أوضحت للرئيس أننى أفضل خدمة بلدى من خلال منصبى الذى أشغله وهو مدير جامعة عين شمس، حيث إنه معادل فى درجته المالية لمنصب الوزير، ويفوقه فى أنه لا يقتصرعلى الإدارة التعليمية بل يختص بالإشراف على أكثر من مجال آخر، فضلا عن أن شاغله يتولاه حتى بلوغ سن التقاعد ولا يعتبر منصبا سياسيا مؤقتا كمنصب الوزير، غير أن الرئيس لم يقتنع بوجهة نظرى مقررا أن اختيارى يعتبر تكليفا وليس أمرا متروكا لاختيارى، ولا يقبل ممن ينتقدون الأوضاع القائمة أن يعتذروا عند دعوتهم للعمل على تحقيق مايطالبون به من إصلاح».
وأصبح حلمى مراد وزيرا، فلماذا خرج من الوزارة؟









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة