د. سامى عبد العزيز

الدولة ليست لعبة

الجمعة، 10 يوليو 2020 07:07 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لعل من يراجع التاريخ وأحداثه الكبرى يعرف أن الحفاظ على الدول ومصالحها فى الحاضر والمستقبل مهمة ما أصعبها وأشرسها! وكذلك تبين أن الحروب والمعارك لم تكن ولن تكون حلاً لأى نزاعات أو قضايا مهما كانت شائكة أو مهددة لأمن الشعوب القومى.. وأعتقد أن هذه الشواهد التاريخية هناك العديد من المؤرخين والمحللين لديهم دراية وعمق أكثر منى بكثير.. هذه المقدمة أقولها وأسجلها وأنا أتابع تطورات سد النهضة والتى ربما عند نشر هذا المقال لا نكون قد وصلنا إلى المحطة النهائية العملية رغم أن هناك مؤشرات عديدة تؤكد أننا على الطريق المحقق لأمننا ومياهنا وهى حقنا سائرون.. فمنذ أن جاء الرئيس السيسى وقد وجد ملف هذه القضية غاية فى التعقيد لأسباب عديدة منها ما هو تاريخى ومنها ما هو سياسى، ومنها ما هو اقتصادى، ومنها ما هو تآمر إقليمى ودولى.. المهم تعددت الأسباب والقضية واحدة.. بكل الحكمة والاتزان وبعيداً عن الشعارات الرنانة لكسب شعبية مزيفة على حساب مستقبل أمة.. تعامل الرئيس السيسى بكل الصبر والمثابرة، والثقة فى الله وفى شعبه وفى نفسه، لم يأت الرجل بحركات مسرحية كما يفعل بعض الرؤساء حتى فى الدول الكبرى، وإنما بأداء هادئ رزين يجمع بين القوة والذكاء والثبات وبين التحرك السياسى المخطط، فقد تعامل الرجل مع القضية.. هل يعلم بعضنا لماذا بلغت زيارات السيد الرئيس لأفريقيا 28 زيارة، فضلاً عن اللقاءات العالمية التى تضم دول أفريقيا؟ هل نعلم لماذا كثف الرجل جهوده فى فترة توليه رئاسة اتحاد الدول الأفريقية وطالب العالم له بدعم أفريقيا سياسياً واقتصادياً، فى أكبر المحافل العالمية ومنظمات العالم الكبرى.. هل أدركنا الآن حجم الدعم الذى قدمه الرئيس للبنك المركزى المصرى ومحافظه الدينامو طارق عامر لبناء وتأسيس وإطلاق أكبر منصة مالية تمول وتؤمن مخاطر التمويل المصرفى بين الدول الأفريقية وزيادة حجم المساهمة فى مجموعة دول الكوميسيا.. إننا لو جمعنا ورصدنا وحللنا هذه الجهود وتلك التطورات العملية ذات العوائد المباشرة لعرفنا كيف تعامل ويتعامل الرئيس السيسى مع القضايا المصيرية.. فهكذا تكون الحكمة والقدرة على ضبط النفس وإعلاء مصلحة الوطن فوق أى مصالح أخرى، وأن سياسة النفس الطويل والتعامل مع المتغيرات التى تشبة الرمال المتحركة هى أنسب وأعقل الأدوات السياسية والتفاوض.. وترتيباً على ما سبق فإننى على يقين أن حق مصر فى النيل لن يمس وأن العالم وهاهو قد تحرك ليساند مصر فى سياساتها الخارجية.. ترتيباً أيضاً على ذلك أتمنى من الإعلام المصرى بكل وسائله وقنواته وأداته ألا ينجرف ويتعجل الأمور، فمادام للسفينة ربان يعرف ربه، ويدرك قدر وطنه وحياة شعبه فنسانده بالحكمة والاتزان.. دعمنا لقيادتنا حق علينا جميعا كل حسب قدراته واتصالاته، وخاصة الشباب عبر السوشيال ميديا بكل اللغات فى كل الاتجاهات، خاصة وأنه لا يخفى على أحد الدعم الإعلامى والعلاقات العامة المدفوع لها بسخاء من دول وجهات متعددة منها ما هو معلن ومنها ما هو متخفى.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة