قرأت لك.. "أزمات المسلمين الكبرى" ما يفعله المتطرفون البوذيون فى ميانمار

الإثنين، 29 يونيو 2020 07:00 ص
قرأت لك.. "أزمات المسلمين الكبرى" ما يفعله المتطرفون البوذيون فى ميانمار غلاف الكتاب
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يناقش كتاب "أزمات المسلمين الكبرى" الصادر عن مركز المسبار، على ما يحدث فى العالم الإسلامى من التاريخ والواقع وما يعانيه هذا العالم المتسع من تحديات كبرى. 
 
ومن ضمن الدراسات الواردة فى الكتاب دراسة بعنوان "المتطرفون البوذيون فى ميانمار" لـ عظيم إبراهيم، من كلية مانسفيلد بجامعة أكسفورد، ويتناول فيها الجماعات البوذية التى تقف خلف كثير من العنف الممارس ضدّ المسلمين فى ميانمار الحديثة.
أزمات المسلمين الكبرى
 
 ويشير الباحث إلى أنهم لا يعملون فى فراغ، فالجماعات البوذية صلات واسعة مع "الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية" والنظام العسكرى القديم على حدٍّ سواء، وهم يؤثّرون فى معتقدات معظم البورميين العاديين، بسيطرتهم على قسم كبير من النظام التعليمى فى البلد، وفى ميانمار الحديثة، لا يجرؤ إلا القليل على الوقوف فى وجه تعصّبهم أو تحدّى مقولاتهم.
 
وقبل النظر بالتفصيل فى حركة (969)، وحلفائهم ما با ثا (رابطة ميانمار الوطنية)، لا بدّ من إظهار كيف تنهل أيديولوجيتهم من المقولات التاريخية التى تشتمل عليها بوذية التيرفاد وصل هذا الضرب من البوذية مما يعرف حديثاً باسم سريلانكا، إلى وسط بورما ابتداء من القرن السابع الميلادى فما يليه. 
 
ومن الافتراضات الهيّنة أن البوذية دين مسالم، لا يظهر أى علامة على عدم التسامح مع المعتقدات الأخرى، التى تسم المسيحية والهندوسية والإسلام. لكن الحال ليس كذلك للأسف.
 
وكما يرى الباحث، تنهل حركة (969) من السوابق التاريخية (للمواجهة بين المسلمين والبوذيين) وتضيف إليها تحريفاتها الأكثر حداثة. لكنها فى جوهرها تحتج بأن أى تخفيف للثقافة البوذية الصافية فى ميانمار سيعرّض الدين بأكمله للخطر. وهى تحدّد فى الوقت الحاضر أن الإسلام يشكّل تهديداً وجودياً (مع أن "5%" فقط من السكان مسلمون). وتشيع أيضاً فكرة شرعية ارتكاب العنف لحماية التعاليم وانعدام المسؤولية عن تبعات أعمالهم. وقد أطلق على أشين ويراثو، وهو أحد قادة حركة (969) المهمّين، اسم "ابن لادن البوذية" بسبب تطرّف آرائه، ويدّعى المدافعون عنه  أن هذه التسمية ترجع إلى أكاذيب وسائل الإعلام لأن "المسلمين يمتلكون كل وسائل الإعلام، ولا يقدّمون إلا صورة سلبية عنه".
 
تستمدّ حركة (969) كثيراً من الإلهام من أقرانهم فى الدين فى سريلانكا، الذين يحاجّون بأن العنف والتمييز مشروع ما دام ذا غاية مقبولة. وذلك مثير للقلق بسبب مستوى عدم التسامح الذى تظهره الدولة التى يسيطر عليها البوذيون فى سريلانكا.
 
يعتقد الباحث أنه ربما يكون لحركة (969) جذورها فى الحركة المؤيّدة للديمقراطية فى السنوات (1988-1990)، لكن عندما عاودت الظهور سنة 2008، لم يكن هناك كبير شكّ فى أن الجيش متواطئ فى إنشاء حركة (969) أولاً ثم ما با ثا لاحقاً.
 
أفاد بعض الرهبان بأن الضباط العسكريين عرضوا عليهم عند إطلاق سراحهم من السجن معاشاً ومكاناً فى أحد الأديرة إذا ساندوا حركة (969). لكن فى الفترة المبكّرة التى تلت سنة 2008 كانت حركة (969) لا تزال تساند "الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية" إلى حدّ كبير، بل إنها جدّدت فى الواقع التحالف الذى كان قائماً بين سنتى 1988 و1991.
 
يخلص الباحث إلى أن التحامل على المسلمين عميق الجذور فى ميانمار الآن. ومع أن الحلفاء المتطرّفين لـ"الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية" انقلبوا عليها فى انتخابات 2015، فإن قيادة الرابطة تظل متواطئة بإنكارها على الروهنجيين حقوق الإنسان الأساسية. وكما هى الحال فى الإبادات الجماعية الحديثة الأخرى، فإن العالم يريد أن يتجاهل الإشارات التحذيرية. ويرى إبراهيم أن على العالم الوقوف إلى جانب الروهنجيين، وإلا سنشهد تكراراً للإبادة الجماعية، كما حدث فى دارفور ورواندا.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة