قرأت لك .. "الإسلاميون والعلوم الاجتماعية" التضليل بـ المعرفة

الخميس، 18 يونيو 2020 07:00 ص
قرأت لك .. "الإسلاميون والعلوم الاجتماعية" التضليل بـ المعرفة غلاف الكتاب
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يناقش كتاب "الإسلاميون والعلوم الاجتماعية: التضليل بالمعرفة"  الصادر عن مركز المسبار، "توظيف الإسلاميين للعلوم الاجتماعية" إذ تبرهن القراءة الهادئة لأدبياتهم الأيديولوجية على تطويعهم هذه العلوم، خدمة لمشروعهم التربوى والسياسى والاقتصادي.
 
الاسلاميون
 كما يبحث "الكتاب" النظريات التى درست بها هذه العلوم ظاهرة الإسلام السياسي، فغطت المواد مجالات: التاريخ، وعلوم التربية، مروراً بالاقتصاد، والإعلام، وصولاً إلى الفلسفة، والقانون، وعلم الاجتماع، ونظريات السياسة الدولية، وحاولت معرفة أساليب تحوير العلوم، وتسويق الأيديولوجيا بمكرٍ، لتبدو وكأنها متماسكة ومُقنِعة؛ فتصير العلوم الجليلة ونظرياتها، بذلك، خادمة للمشروع السياسي.
 
يتناول الكتاب الاستخدام الوظيفى والأيديولوجى للتاريخ، فيرصد أبرز خلاصات مؤرخى الحركات الإسلامية، الذين طوّعوا الأحداث التاريخية لتخدم أغراضاً محددة، تصبُ فى مصلحة "الطّليعة المنتقاة"، ويحدث ذلك بطرق عدة منها ما يتعلق بمنهج القراءة، وعملية التحليل، ومنها ما يتعلق بالتركيز على فترات الحروب، والشخصيات الخلافية، وحوادث تُستجلب لتخدِم فكرةً راهنة، مع إهمالٍ تام، لكل ما يُمَثِّل رأياً آخر. 
 
ودرس الكتاب الثغرات التى يتيه بسببها دارسو العلوم الإنسانية بمناهجهم عن التقاط النزعة الوظيفية لأفكار الإسلامويين السياسية، وكيف أتاح هذا الإفلات للإسلاميين توظيف جُل علوم التربية، لتخدم الأجندة الأيديولوجية والتنظيمية فى حقل التعليم، تجنيدًا للطلبة، وتأثيراً على المناهج. 
ورصدت الدراسات الظواهر الداخلية التى ترتبط بهذا المجال، فتزعم إحدى دراسات الكتاب وجود "هجرةٍ" تنظيمية من تخصصات العلوم الاجتماعية والإنسانية إلى العلوم التطبيقية، وخصوصاً إلى مجال الهندسة والطب منذ سبعينيات القرن الماضي، وقد خلصت إلى ملاحظة مفادها أنه على الرغم من اختلاف الخصائص البيوغرافية والاجتماعية، وتباين التاريخ الوظيفى للمنتسبين إلى حركات الإسلام السياسى العنيف، فإن غالبية الجهاديين الميدانيين، فى الشرق الأوسط، ربما كانوا من دارسى التخصصات التطبيقية فى الهندسة والطب أكثر من الآداب والعلوم الاجتماعية، دون إغفالٍ لكون الأخيرة، جرى توظيفها فى البناء العام للنظريات وتسويقها.
 
وعملت الشعارات الإسلاموية، على تطويع النظريات السياسية والاقتصادية، والانطلاق منها لبناء اقتصاد يدعم "ثروة الجماعة" لذا ارتكز الكتاب على نقدٍ مطوّل، لا للنظرية الإسلامية، وإنما للكشف عن الاستغلال الإسلاموى لأبرز المصطلحات والنظريات، مع رصدٍ لاستخدامها السياسى الذى ثبتت نتائجه الكارثية فى إيران والسودان وتونس، كما تعرض الدراسات.
 
ويقدم الإسلاميّون نظرياتهم، المحوّرة، لتخدم آلة التجنيد التى يضطلع بها صانعو الثقافة والأفكار الإقصائية والأحادية، عبر إيصالها إلى أكبر قدر ممكن من الناس فى المجتمع؛ بوسائل فاعلة وجديدة، لذا أفادوا من الإعلام التقليدى والميديا الجديدة لترويج أجندتهم والتضخيم من المظلومية المدّعاة، وقد تناولت دراستان فى الكتاب هذين المجالين، أولاً: من خلال تحليل مقومات الخطاب الإعلامى الإسلاموى وأبعاده ومدى تأثيره، ثانياً: عبر دراسة نشاطهم فى الفضاء الإلكترونى ومواقع التواصل الاجتماعى.
 
ويقدم الكتاب، محاولات من أجل فهم الفخاخ التى تحجب فهم الدارسين للإسلامويين وأجندتهم، ويدرس نظريات وفرضيات التلاعب والمخاتلة التى تنتشر أسئلتها اليوم فى مسارات البحث فى القضايا الإسلاموية، والتاريخ والتربية والاقتصاد والقانون والسياسة.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة