د. سامى عبد العزيز

السهل.. الصعب

الأربعاء، 17 يونيو 2020 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الكتابة عبر وسيلة إعلامية ذات طابع جماهيرى واسع،  منها ما هو سهل، ومنها ما هو صعب.. فالسهل أن تجمع معلومات متخصصة من مصادر ومراجع وتقدم حلولا فنية وترصها فى عبارات إنشائية فخمة وترسلها، ولكن كم قارئ أو متلقى يقرأها.. أكيد وهذا تصورى أعداد محدودة للغاية وحتى هذه الأعداد المحدودة قد تكون أكثر عمقًا من كاتب مثل هذه المقالات.
 
فلديه مصادره ومجموعاته التى لديها خلفية وإلمامًا كبيرًا.. ومن هنا يصاب الكاتب لهذه المقالات بخيبة أمل ويجلس ويلقى باللوم على أصحاب القرار ذو الصلة بما كتب.. أما الصعب بل والصعب جدًا هو أن يعيش الكاتب قضايا مجتمعية التى تمس حياة الناس وتوقعاتهم وطموحاتهم ويجعلهم يتفاعلون معه ويشعرون أنهم شركاء فى الرأى والمسؤولية.. فكم من مقال كتب ولا يزال عن مفاهيم الحياة السياسية والحزبية وما شابه ذلك وفق نظريات وتنظير بالغ ولكن فى المقابل كم مقال كتب ليقول للناس أعطى صوتك لمن يشعر بك ويحس بمشكلاتك الحقيقية ويسأله عن تجاربه السابقة مع الأحزاب ومع الانتخابات السابقة، وكل ذلك تحت عنوان «يا سيدى اختار أنت صاحب القرار»، أو أحضر مؤتمر لحزب وبعد أن نسمع الخطب الرنانة أو مقال أو برنامج نقول فيه اسأل المتحدث تعرف إيه عنى.. دلوقتى بس تجبنى وبعد ما تنجح ولا كأنى هنا.. كم من مقال كتب عن سياسات الدعم العينى والنقدى والمدارس العالمية والتجارب الدولية ولا أحد يلتفت لها.. لأن الصعب أن تجتهد وتسأل من تخاطبه «تحب تاخد الفلوس فى إيدك وأنت حر ولا البطاقة أحسن لك».. وتواصل الشرح المبسط لهذا وذاك.. الأمثلة عديدة،  مؤكدا ما أسهل السهل غير المؤثر، وما أصعب السهل المؤثر لغة ونغمة وبساطة وتجعل من تخاطبه ينصت لك.. صحيح ليس بالضرورة أن يراسلك أو يرد عليك ولكن على الأقل يفكر ويهتم.. حقيقة أن ما جعلنى أكتب هذا المقال واختار هذه القضية سببان الأول ملاحظاتى الشخصية وقد أكون على خطأ لما يكتب فى الصحف أو من يأتى ضيفًا على برنامج.. والسبب الثانى الذى حمسنى عندما رأيت إعلانًا ترويجيًا على قنوات التليفزيون تحت مسمى تنسيقية الأحزاب.. وتنتهى بعبارة.. الحياة السياسية كما ينبغى أن تكون.. وبعيدًا عن عمومية كلمتى الحياة السياسية اسأل.. ماذا تعنى كما ينبغى أن تكون.. وقد يرد أحد ويقول هذه مرحلة وقد يعقبها مرحلة أخرى أكثر وضوحًا.. ولكن من المؤكد أن هذه العبارة الختامية لن تتغير،  هكذا أتصور كما تعلمنا.. هذا ليس انتقاد بقدر ما هو محاولة للمناقشة لنعيد النظر فى لغة التخاطب مع الناس لأننا تعلمنا إن أردت أن تؤثر فى الناس ابدأ من عند الناس.. لأنه ما أصعب أن تؤثر فى الناس وخاصة شعبنا الذى يعشق البساطة رغم أنه لا تنقصه الفطنة والذكاء..
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة