محمد الدسوقى رشدى يكتب: الأعمدة السبعة فى سنوات السيسى الصعبة.. كيف قدم السيسى نفسه رئيسا مختلفا لا يعترف بالوعود ونجح فى أن يحقق انتصاراته السبعة على الإرهاب والعشوائيات والفساد والإصلاح الاقتصادى المؤجل

الأربعاء، 10 يونيو 2020 09:43 م
محمد الدسوقى رشدى يكتب: الأعمدة السبعة فى سنوات السيسى الصعبة.. كيف قدم السيسى نفسه رئيسا مختلفا لا يعترف بالوعود ونجح فى أن يحقق انتصاراته السبعة على الإرهاب والعشوائيات والفساد والإصلاح الاقتصادى المؤجل الرئيس السيسى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ـ كيف قدم السيسى نفسه رئيسا مختلفا لا يعترف بالوعود والتصريحات الوردية ونجح فى أن يحقق انتصاراته السبعة على الإرهاب والعشوائيات والفساد والإصلاح الاقتصادى المؤجل وترميم الملفات الدولية المهملة وإعادة تأسيس البنية التحتية والحفاظ على تماسك الدولة وشعبها؟

 

أميل كثيرا للتعامل مع 30 يونيو 2013 كنقطة بداية لما نحن فيه الآن، من يونيو 2013 إلى يونيو 2014، عاما لا يمكن فصله عن مسيرة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى قيادة دفة الحكم فى مصر، لأن ما حدث فى ذلك العام يمثل حجر الأساس ونقطة الانطلاق لكل النجاحات التى حققتها مصر خلال ست سنوات من حكم الرئيس عبد الفتاح السيسى.
 
السيسى (1)
 
كان ذلك واضحا فى تلك الجهود التى بذلها عبد الفتاح السيسى فى رسم صورة رائعة لما يحدث داخل القوات المسلحة المصرية من تطوير، محققا حلولا جذرية ومصارحة لم يعتادها المواطن المصرى من قبل بخصوص حجم التحديات وما نحتاجه وما نحاربه، وكأنه كان يخبر الشعب المصرى بأنه رجل القرارات الصعبة، ولا يعترف بالمسكنات ولا يعرف سوى طريق الحلول الجذرية للمشاكل مهما كانت قسوتها، الأهم دائما هو الوطن. 
 
منذ اللحظة التى أعلن فيها عبد الفتاح السيسى ترشحه لانتخابات رئاسة الجمهورية، كان واضحا من تصريحاته أن هناك شيئا مختلفا، كان الرجل صريحا وصادما على خلاف ما اعتدناه من المرشحين فى كل الانتخابات السابقة، لا تصريحات وردية ولا وعود عائمة، بل صراحة متناهية فى أن القادم مهمة صعبة لبناء هذا الوطن، سيعمل فيها الجميع كتفا فى كتف، وسيتحمل فيها الجميع ما لم يتحمله فى عصور سابقة من أجل إعادة بناء مصر بشكل يليق بمكانتها والمستقبل الذى نحلم به.
 
السيسى (3)
 
منذ اللحظة الأولى لاختيار عبد الفتاح السيسى رئيسا لجمهورية مصر العربية، فتحت مصر قوس إعادة بناء الدولة ولم تغلقه، لا يمر يوما إلا وتلوح نقطة مضيئة فى قطاع من قطاعات الدولة المختلفة، اجتماعية وسكنية وطاقة وزراعة وطرق وغيرها، أصبحت صورة افتتاح مصر لمشروع جديد هى الصورة المعتادة، التى أزاح تكرارها فى السنوات الأخيرة صورة الفوضى والإرهاب والسكون الذى عاشته مصر لفترات طويلة.
 
لم يعد الأمل صنعة معقدة، يكفيك أن تنظر كل فترة أرضا صحراوية وقد زارها اللون الأخضر أو أنارها مشروع سكنى عملاق أو أصبح لها مستقبل اقتصادى كبير بمشروع جديد للطاقة أو الصناعة أو المزارع السمكية، ذلك هو حال الدولة المصرية الآن، خرجت من عنق زجاجة الفوضى والإرهاب والارتباك السائد فى المنطقة إلى رحاب الاستقرار والبناء من أجل المستقبل.
 
السيسى (4)
 
يكفيك أن تدرك أن ما كنا نظنه مستحيلا وصعبا فى عقود طويلة أصبح واقعا خلال ست سنوات فقط، كانت القاهرة بصحفها ونخبتها وإعلامها تصرخ بأن العشوائيات ستأكل الأخضر واليابس، ولن نجد لها حلا، وأراضى الدولة المنهوبة لن تعود يوما، والدعم سيظل تائها دون أن يصل إلى مستحقيه، والطاقة ستظل شبحا يهدد أى خطط للاستثمار والتنمية، ودورنا الأفريقى ضاع إلى الأبد، وتسليح جيشنا سيظل محدودا وفى يد قوة واحدة، ثم تغير كل هذا فى ست سنوات، استيقظ أهل مصر على مناطق عشوائية تنافس فى إمكانياتها وجمالها المدن الكبرى والأحياء الراقية، ولجنة تسترد أراضى الدولة دون كلل أو ملل، وتجلب لخزائن الدولة مئات الملايين الضائعة، ومنظومة دعم يتم تطويرها، بحيث يسقط خيرها فى جيب من يستحق، ومحطات كهرباء واكتشافات غاز وبترول تضع مصر فى قائمة الدول التى تحقق لنفسها اكتفاء ذاتيا وتستعد للتصدير، ودولة تأتى من بعيد لتستعيد عمقها الأفريقى وتحمل مجددا حقيبة مهمتها كدولة محوارية ومفتاح لحل كل المشاكل الكبرى فى الشرق الأوسط، وجيشا يتم تطوير تسليحه وتنويع مصادره بشكل لم يحدث منذ تم تأسيسه، ومع كل هذا خطة لإصلاح اقتصادى تسير بالتزامن مع إعادة بناء البنية التحتية لوطن يبحث عن المستقبل بحلول فعالة وليست مسكنات، كما جرت العادة، بالإضافة إلى مئات المشروعات القومية التى خلقت على الأرض الواقع لتحقق أحلاما صناعية وعمرانية وزراعية كانت مؤجلة بفعل الكسل والفساد. 
 
 هذه الصورة المتكررة لمصر وهى تفتتح مشروعا هنا ومشروعا هناك، هو أبلغ رد على محاولات المشككين والإخوان الذين اجتهدوا لإيهام المصريين بأن ثورة الدولة المصرية لإعادة بناء نفسها ما هى إلى أوهام ووعود وردية، وكثير ممن قالوا إنه وهم، أصبح واقعا ينير الأرض، وأغلب ما وصفوه بأنه وعود وردية يمكنك أن تراه الآن حاملا للقب إنجاز، هذا ما سعى إليه الإخوان وخصوم الدولة خلال السنوات الماضية، تشكيك وإيهام بألا شىء سيحدث مما وعدت به القيادة السياسية، وهذا ما ترد به السلطة، لا يمر الشهر دون أن تجد الرئيس فوق منصة موجودة فى الصعيد أو وجه بحرى أو سيناء أو الصحراء الغربية، معلنا عن افتتاح أو تدشين مشروع جديد يراه الناس واقعا أمامهم ليقهر به ملايين الإخوان التى أنفقت لإثبات أنه لا شىء سيتم إنجازه. 
 
شككوا فى المليون وحدة سكنية، وإذا بالرئيس يفاجئهم كل فترة بصحبة وزير الإسكان وقيادات الدولة، وهم يفتتحون مشروعات جديدة للإسكان الاجتماعى والمتوسط فى القاهرة والصعيد ودمياط والوادى الجديد وغيرها من المحافظات، ثم عادوا ونشروا الأرض شائعات عن فنكوش قناة السويس ومحور التنمية، فإذا بهم يسمعون ويشاهدون فى اليوم بعد الآخر عن إنشاءات وتطوير جديد فى محور قناة السويس، بنفس الطريقة التى فضحتهم وأخجلتهم وهم يشاهدون الرئيس فى الفرافرة يعلن تدشين مشروع المليون ونصف الفدان من داخل أرض أثمر حصادها، وكأنه يرد أكاذيب الإخوان والنشطاء فى نحرهم.
 
السيسى (2)
 
 سخروا من المزارع السمكية، ومن مشروعات علاج فيروس سى، وصدمهم الواقع وكشف أكاذيبهم، حينما بدأ إنتاج الأولى ينتشر فى الأسواق، وبدأ صدى نتائج الثانية يسمعه العالم، بل ويحول مصر إلى قبلة علاج من الفيروس الخطير.
 
شككوا فى خطط الدولة لإنجاز مشروعات الطاقة الكهربائية بشكل لم تشهده مصر منذ عشرات السنوات، خرجوا فى فضائياتهم يكذبون أحلام مصر فى تطوير مجال إنتاج الطاقة الكهربائية، وقالوا إنه مستحيل، ليفاجئهم الرئيس كالعادة بإعلان امتلاك مصر لأكبر المحطات الكهربائية بتنفيذ شركة سيمنز العالمية، لتؤكد الدولة انتصارها وتنتقل من دولة تعانى نقصا فى الطاقة، ويهددها الظلام إلى أكثر الدول تطويرا وإنجازا فى هذا الملف.
 
الرئيس دوما يؤكد أن الدولة المصرية ذات وجه واحد، قررت أن تعمل وتنجز لصالح الحاضر والمستقبل دون الالتفات إلى الشائعات ومحاولة تعطيلها، كما بات واضحا أن الرئيس لن يتراجع عن لغة خطابه التى يستمر فيها بالمصارحة حتى ولو كانت صادمة، فيما يخص لغة الأرقام وما تحتاجه مصر لتطوير بنيتها الأساسية، ووضع حجر أساس المستقبل.
 
وعد الرئيس الشهير للمصريين بعدم اللجوء إلى المسكنات مستمر، وهو وعد يؤكد أن السلطة فى مصر اختارت المستقبل وإعادة بناء الدولة متحملة كل شىء فى سبيل ذلك، دون اللجوء إلى أنصاف حلول أو مسكنات تجلب الرضا والشعبية، كما كان يحدث فى عهود سابقة، الرئيس دائما يكرر وعده: «كان ممكن نكتفى بحل والمسكنات، ودا مهم أؤكده نحن لا نعمل أمور نص ونص، نص ونص مافيش.. هعمل إصلاح اقتصادى 100٪، عشان البلد دى تقوم مرة تانى ومحدش يقدر يوقعها.. إحنا بنعمل حاجتنا 100٪ وعلى أعلى مستوى».
 
 لغة الأرقام والإحصائيات التى يتكلم بها الرئيس السيسى تؤكد أن ظنون الإخوان ومن معهم ومن ناصرهم لم تفلح، وأموالهم التى تنفق لإحباط الشعب المصرى وتشكيكه فى قدرات مؤسسات الدولة ضاعت دون نتيجة، ثم تكرار الرئيس استخدام لفظة «نحن» للتأكيد على فكرة المشاركة التى اعتمدها منهجا فى مخاطبة الشعب المصرى، يفسد كل محاولات أهل الشائعات لإحداث شرخ فى العلاقة بين الرئيس والمواطنين، لأن من يشاهد وعدا ينفذ أمام عينيه لا يمكن أن يشك أبدا فى قدرة صاحب الوعد على حفظ حاضر ومستقبل هذا الوطن.
 
 لا يهدف الإخوان أو بعض ممن يلبسون ثوب المعارضة زورا وبهتانا إلى البحث عن الحقيقة من خلف الطرح المتكرر لسؤال ماذا قدم السيسى لمصر؟ بقدر ما يستهدفون تشكيك المواطن المصرى فى كل إنجاز يحدث على الأرض.
 
معطيات تحرك الدولة المصرية تخبر الجميع بأن الرئيس مشروعه الأول كان الحفاظ على تماسك الدولة فى منطقة يفككها الإرهاب والصراعات على مهل، ثم انطلق من نقطة التماسك المصرى إلى المشروع الأكبر، وهو إعادة بناء الدولة المصرية عبر التأسيس لبنية تحتية قوية تسمح لهذا الوطن بأن يبدأ مشروعه الاقتصادى بقوة.
 
يسأل البعض ببراءة وربما بخبث يهدف إلى التشكيك عن المشروع القومى للدولة المصرية خلال السنوات الماضية، تأتى الردود على هذا السؤال متنوعة، بعضهم يجيب بقائمة المشروعات، والبعض الآخر يقدم إجابته تحت عنوان ورقة تماسك الدولة والاستقرار، وقطاع ثالث تأتى إجابته فى شكل دراسة عن عبقرية استعادة الدور المصرى فى المنطقة بعد أن غابت القاهرة كثيرا عن دورها الإقليمى، وآخرون يمصمصون شفاههم ويخبرونك بأن مصر بلا مشروع قومى.
 
مشروع الدولة أو حلمها الذى يبحث عنه الجميع، ويتحول إلى سؤال يطارد به الإخوان وبعض النشطاء الرئيس عبدالفتاح السيسى وإدارته، تبدو ملامحه واضحة، ولكن الخصوم يحاصرون من يفترض امتلاكهم للإجابة من رجال الدولة أو الإعلام بمعارك جانبية عن مشروعات البنية التحتية وملفات حقوق الإنسان وفق منظورهم هم لا منظور مصلحة الوطن ومستقبله.
 
ربما ستبدو الإجابة مناسبة إن أخبرناهم جميعا دون خجل أو خوف من تشكيك أو سخرية فيسبوكية أن المشروع القومى لهذا الوطن، خلال الفترة الماضية، كان الأمل وإعادة البناء، نعم الأمل بمعناه المجرد والمعروف والواضح، فلا مشروع أهم لوطن فقد الأمل فى سنوات فوضى، وفقد شعبه ثقته فى نفسه بسبب معارك الدم والفتنة التى نشرها الإخوان والإرهابيون والمتصارعون على المكاسب من مشروع استعادة الأمل فى المستقبل، ومن يملك الأمل قادر على أن يرد ثقة هذا الشعب لنفسه، وهذه الدولة إلى أصلها، وأصل الدولة المصرية قائم على شعب متماسك قادر على أن يصنع ويصيغ حاضره ومستقبله بيده، وربما كان ذلك هو النجاح الأكبر للرئيس السيسى الذى تجلى فى اليد والإرادة المصرية التى واجهت الإرهاب، ثم بدأت عملية تنمية حقيقية تمهد الأرض لنقلة اقتصادية بأيد مصرية خالصة.
 
هناك فى قلب صحراء ظن البعض بعد سنوات طويلة من الصراخ لتعميرها أنه يؤذن فى مالطة، تزهر وتظهر بشائر إرادة مصرية جديدة بتعمير ما كنا نظنها قبلا ستظل خرابا أو ساحة ينتفع منها رجال الأعمال فقط. 
هناك فى قلب الصحراء الآن ينمو محور قناة السويس، وتثمر أرض الفرافرة ضمن مشروع المليون ونصف المليون فدان، وتنشق الجبال عن استثمارات سياحية وصناعية وعلاجية فى هضبة الجلالة، وتظهر بشائر العاصمة الإدارية الجديدة، معلنة عن إرادة مصرية نجحت فى تحويل ما كان فى الماضى حلما، وما كان فى الحاضر محل تشكيك إلى واقع ملموس، ينقذ هذا الوطن من الترهل الإدارى ويصطحبه إلى حيث ساحة التنمية الراسخة فوق أرض تملك بنية تحتية قوية قادرة على تحقيق نمو اقتصادى واستثمارى فى المستقبل القريب.
 
 وإن كانت الإجابة النظرية لا تكفيك، فالأرقام عن إنجازات السنوات الست الماضية تثبت بما لا يدع مجالا للشك أن ما يحدث على أرض مصر الآن من أعمال إعادة تأسيس لم يحدث منذ زمن.
 
 مصر التى عاشت سنوات طويلة تخطط وتتمنى لغزو الصحراء، نجحت فى سنوات قليلة أن تمارس فضيلة البناء تحت قصف معارك الإرهاب، واستهداف استقرار الدولة، أطلقت مشروع استصلاح نحو 1.5 مليون فدان، مصر التى يحارب رجالها الإرهاب الممول دوليا على جبهة الحرب فى سيناء، كان رجالها فى جبهة التنمية يؤسسون 22 مدينة صناعية جديدة، أهمها 3 مدن صناعية، الروبيكى لدباغة الجلود، والأثاث بدمياط، والبلاستيك بمرغم فى الإسكندرية، بخلاف 26 مدينة ومركزا سياحيا أهمها العاصمة الإدارية الجديدة، ومدينة العلمين الجديدة، ومدينة هضبة الجلالة، والإسماعيلية الجديدة.
 
 مصر التى طمع شخص فى حكمها مقدما نفسه للجماهير بأنه صاحب إنجاز مطار القاهرة، ومعتبرا إياه سببا كافيا للمرور إلى كرسى الحكم، بنت وأسست فى عهد السيسى مطارات فى كل ناحية، أهمها فى وسط سيناء والقطامية ورأس سدر وسفنكس غرب القاهرة وبرنيس جنوب البحر الأحمر، ونفذت أهم مشروع فى تاريخها الحديث، وهو مشروع الطرق العملاق بمجموع أطوال 4800 كيلومتر.
 
كان الغياب المصرى عن أفريقيا مؤلما ومثيرا للقلق، وكانت الأصوات تعلو بإعلان قلقها من تلاشى الروابط التى تجمع القاهرة بعواصم القارة الأفريقية، بينما فى عالم البحث والأوراق كان أهل البحث والعلم يحذرون من خطر غياب دور مصر الإقليمى فى عمقها القارى، ومن تهديدات النبت الشيطانى الدولى الذى بدأ ينمو فى مساحات الفراغ التى تركتها القاهرة داخل أفريقيا، بعضهم كانت تغلبه العاطفة، ويلخص الأمر فى ضرورة استعادة الدور التاريخى لمصر فى قلب أفريقيا، وآخرون يتحدثون عن رد اعتبار القاهرة فى قارتها بعد أن حاول البعض استغلال فترات ضعفها عقب 25 يناير 2011، بينما منذ لحظته الأولى كرئيس لمصر كانت أجندة عبدالفتاح السيسى تجاه مصر واضحة ومحددة، والأهم أنها لم تتغير بعد مرور 5 سنوات تقريبا.
 
كان الرئيس السيسى واضحا فى توجهه نحو القارة الأفريقية، يقدم المصلحة العليا للدولة على باقى الخطوات والتوجهات الخاصة بالتاريخ، وما كانت عليه العلاقات فى الماضى، كان يرغب فى تأسيس روابط جديدة قوتها فى المصالح المشتركة، تمنح مصر عودة سريعة إلى قلب القارة الأفريقية، وتعيد العواصم الضائعة إلى أحضان القارة مرة أخرى، وهو ما حدث بالفعل بعد رحلة السنوات الست الماضية، لتقف القاهرة اليوم محتضنة زعماء القارة الأفريقية، وتملك خريطة واضحة للتنمية فى القارة الأفريقية بالتوازى مع خريطة أخرى تستثمر فيها قوتها الناعمة، من خلال إطلاق برامج تأهيل الشباب الأفريقى من قلب القاهرة، تنفيذا لتوصيات منتدى شباب العالم الذى كان واضحا مدى اهتمامه بصناعة جيل جديد فى مواقع القيادة بالقارة الأفريقية مرتبطا بالقاهرة.
 
فى افتتاحه لمنتدى أفريقيا 2018 بشرم الشيخ، كان الرئيس السيسى واضحا وهو يخبر العالم أجمع بأن أفريقيا هى مستقبل الاقتصاد العالمى، وبتتبع مسار تحركات الرئيس فى الملف الأفريقى تعبر هذه الكلمات تعبيرا واضحا عن قناعات الرئيس عبدالفتاح السيسى منذ اللحظة الأولى لتوليه الحكم فى مصر. 
 
اسحب ذاكرتك وعد بها إلى الوراء قليلا، وتتبع خطوات الرئيس عبدالفتاح السيسى فى أول 6 أشهر من حكمه، تكتشف أن الرئيس السيسى التقى 12 رئيس دولة أفريقية، وفتح بابا لتواصل الزيارات  المتبادلة بين وفود رسمية وغير رسمية بين القاهرة مع العواصم الأفريقية، وهو ما لم يحدث منذ 20 عاما، كان الرئيس يستعيد العواصم الأفريقية مجددا إلى قلب القاهرة، ويعيد القاهرة إلى دورها الريادى فى القارة الأفريقية، ولكنه كان يبحث عن صناعة وريادة تكتل اقتصادى قوى فى ظل نظام عالمى جديد يعتمد على التكتلات، وظهر هذا التوجه واضحا فى تحركات الرئيس عبدالفتاح السيسى داخل أفريقيا وكثافة اللقاءات مع رؤساء دول قد يصنفها البعض بالدولة الصغيرة أفريقيا، ولكن الخرائط والأوراق الرسمية فى الأسواق العالمية كانت تقول عكس ذلك، والسيسى يعلم ذلك، لذا كان حريصا على جذب دول التكتلات التجارية الأفريقية التى تضم مجموعة الكوميسا والسادك ودول شرق أفريقيا، والتى تضم 26 دولة وتمثل أكثر من 62% من إجمالى الناتج المحلى للقارة الذى يقدر بحوالى 1.2 تريليون دولار، كما بلغ حجم التجارة البينية بين دول الكوميسا حوالى 22 مليار دولار، وفق تصريحات رئيس لجنة التجارة بمجلس أعمال الكوميسا.
 
ما حدث فى أفريقيا لا يقل نجاحا عن الإنجاز الذى حققته القاهرة فى حوض البحر الأبيض المتوسط أو فى ملف علاقاتها الدولية على وجه العموم، فلم يشهد هذا الملف الذى كان هشا فى مرحلة ما بعد 25 يناير كل هذا التقدم والتطور، مثلما حدث فى السنوات الست الماضية، لتعود القاهرة مع السيسى إلى مكانتها الطبيعية كصاحبة دور إقليمى ومحور لا يمكن حل قضايا المنطقة الشائكة إلا بالسير من خلاله.
اليوم السابع
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة