سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 14 مايو 1981.. السادات يخطب فى مجلس الشعب متهما البابا شنودة بالسعى لإقامة دولة قبطية فى الصعيد ويفكر فى استفتاء شعبى لطرده من منصبه الروحى

الخميس، 14 مايو 2020 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 14 مايو 1981.. السادات يخطب فى مجلس الشعب متهما البابا شنودة بالسعى لإقامة دولة قبطية فى الصعيد ويفكر فى استفتاء شعبى لطرده من منصبه الروحى الرئيس السادات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أخرج الرئيس السادات ورقة من بين أوراقه، قال إنها خطاب وصله من فتاة قبطية صغيرة، وراح يقرأ منه: يا أبى، إننى أشعر أنك غاضب، وأنا أقدم روحى فداء لك، وأتمنى لواستطعت أن أضيف بكل سنوات ما تبقى من عمرى إلى عمرك لكى تعيش دائما لنا.
 
طوى السادات هذا الخطاب وناوله إلى رئيس مجلس الشعب «البرلمان» الدكتور صوفى أبو طالب، ليحتفظ به المجلس كوثيقة ثم أضاف: حينما قرأت هذا الخطاب من ابنتى القبطية غيرت رأيى، وقررت العدول عما كنت أنتويه.
ذكر السادات قصة الفتاة أثناء إلقاء خطابه أمام مجلس الشعب يوم 14 مايو مثل هذا اليوم عام 1981، فى ذكرى ما كان يسميها بـ«ثورة التصحيح»، وهى المناسبة التى شهدت صراعا على السلطة بينه وبين كبار المسؤولين والوزراء وقيادات الاتحاد الاشتراكى ممن عملوا بجوار جمال عبد الناصر، وانتهت بالقبض عليه وإيداعهم السجن، وشن فى هذا الخطاب هجوما كاسحا ضد البابا شنودة، بابا الكنيسة الأرثوذكسية، وكانت مصر تشهد وقتئذ تصاعدا فى الفتنة الطائفية، بفضل تصاعد وانتشار جماعة الإرهاب ممثلة فى «الإخوان» و«الجماعة الإسلامية»، و«تنظيم الجهاد»، وكانت جميعها ترفع شعار «تطبيق الشريعة الإسلامية»، مما دفع البابا شنودة إلى إلقاء خطاب غاضب يوم 26 مارس 1981 عارض فيه أن تكون الشريعة الإسلامية أساسا لقوانين تطبق على غير المسلمين، وأبدى مخاوفه من أن «الدين يوشك أن يحل محل الوطنية»، طبقا لمحمد حسنين هيكل فى كتابه «خريف الغضب»، مضيفا، أن البابا أعلن أن صلوات عيد القيامة لهذه السنة لن تقام كنوع من الاحتجاج على إهمال ما تقدم به الأقباط من طلبات، وعوضا عن حضور قداسات الجمعة الحزينة، قرر البابا أنه سيذهب ومعه الأساقفة إلى أحد الأديرة فى الصحراء يصلون من أجل الخلاص مما يعانونه من ضغط ،وأصدر أمره إلى كل رجال الكنيسة بألا يتقبلوا التهانى بعيد القيامة من أى مسؤول رسمى تبعث به الدولة لتهنئة الأقباط بهذا العيد، كما جرى التقليد من قبل.
 
قرر السادات أن يدخل فى مواجهة مع البابا، ففتح النار عليه فى خطابه بمجلس الشعب، وقال حسب نص الخطاب، إنه لديه معلومات عن المطامع السياسية للبابا شنودة، فهو يريد أن يكون زعيما سياسيا للأقباط فى مصر، ولا يريد أن يكتفى برئاسته الدينية لهم»، ثم أضاف: عندى تقارير بأن البابا يعمل من أجل إنشاء دولة للأقباط فى صعيد مصر تكون عاصمتها أسيوط، والبابا يجب أن يعلم أننى رئيس مسلم لدولة مسلمة، وتساءل: لقد طلب تصريحا بـ25 كنيسة فى السنة، وأعطيته تصريحا بخمسين، فماذا يريد؟.
 
وانتقل من الهجوم على البابا إلى ما يمكن اعتباره هجوما على الأقباط عموما بقوله: إن هناك أدلة على أن الفلسطينيين الذين يحاربون فى لبنان قد أسروا ثلاثة من الأقباط الذين يحاربون فى صفوف المليشيات المارونية فى لبنان، وكان لهذا الاتهام تحديدا أبعاده الخطيرة، حيث كانت الحرب الأهلية فى لبنان على أشدها، وكانت المليشيات المسيحية المارونية متهمة بالعمالة لإسرائيل، وارتكابها لمجازر ضد الفلسطينيين فى لبنان .
 
وصل السادات إلى تهديده قائلا: إنه كان على وشك اتخاذ إجراء عنيف فى الموضوع لولا أن خطابا وصله من فتاة قبطية صغيرة تلتمس فيه عطفه وتناشد صبره، وأخرج ورقة من ملف أمامه قال أنها الخطاب وراح يقرأ منه، ثم قال فى نهايته، أنه غير رأيه بعد أن قرأ هذا الخطاب، ووفقا لـ«هيكل»، فإن السادات بعد خطابه ذهب إلى استراحة الرئيس فى مبنى مجلس الشعب، وأقبل عليه بعض مساعديه وأنصاره، وكان الفضول يتملكهم لكى يعرفوا ما هو الإجراء الذى كان ينوى اتخاذه ضد البابا شنودة ثم عدل عنه بسبب الخطاب الذى جاءه من «ابنته القبطية»، وكان رده: كان قرارى أن أطرده «يقصد البابا»، وتمتم أحدهم: ولكن ذلك غير ممكن يا سيادة الرئيس لأنه ليس هناك قانون يعطى رئيس الدولة هذه السلطة، وكان رد السادات: لم أكن أنوى طرده بقرار منى، كان الشعب هو الذى سيقرر ذلك عن طريق الاستفتاء على هذا الموضوع.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة