يتيم فرفش ملايين.. زينات صدقى شربت المر وأبوضحكة جنان شاف العذاب ألوان.. بابا عبده لم يعرف حنان الأب.. محمد عوض طالب يرعى 3 شقيقات بعد وفاة الوالدين.. ويونس شلبى وعلاء ولى الدين ملوك الضحك الحزين بسبب الأوجاع

الجمعة، 03 أبريل 2020 08:00 م
يتيم فرفش ملايين.. زينات صدقى شربت المر وأبوضحكة جنان شاف العذاب ألوان.. بابا عبده لم يعرف حنان الأب.. محمد عوض طالب يرعى 3 شقيقات بعد وفاة الوالدين.. ويونس شلبى وعلاء ولى الدين ملوك الضحك الحزين بسبب الأوجاع
زينب عبداللاه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

رسموا الابتسامة على شفاه الملايين رغم أنهم تجرعوا أحزان اليتم ولم تكن حياتهم سهلة، انتزعوا الإبداع من رحم المعاناة، ونشروا البهجة رغم الأحزان، وأكسبتهم الألام قدرة ومناعة ومنحتهم خفة ظل سخروا بها حتى من ألامهم وأحزانهم.

لا يتخيل الكثيرون أن ملوك الكوميديا الذين أضحكونا ورسموا البسمة على وجوه الملايين من كل الأجيال وفى كل أنحاء العالم العربى عانى عدد كبير منهم من أحزان وآلام اليتم وعاشوا طفولة بائسة ذاقوا بعد ان حرموا من حنان الأم أو عطف واحتواء الأب.

  1. ملكة الكوميديا اليتيمة

ومن بين هؤلاء العمالقة ملكة الكوميديا الفنانة الكبيرة زينات صدقى التى لا يضاهيها أحد فى خفة الظل وموهبة الإضحاك، رغم ان حياتها كانت سلسلة من الأحزان.  

وفى حوار مع عزة مصطفى حفيدة ملكة الكوميديا وابنة بنت شقيقتها التى عاشت معها طوال حياتها تحدثت الحفيدة عن بداية مشوار جدتها الحزين موضحة أن العملاقة زينات صدقى من أصول مغربية، وكان والدها شيخا من كبار تجار الإسكندرية، تزوج والدتها وكانت أرملة معها بنتان دولت وسنية، وأنجب منها زينب وفاطمة، وزينب محمد سعد هو الاسم الحقيقى لزينات صدقى واسمها التى ولدت فى 4 مايو 1913.

وأشارت الحفيدة إلى أن جدتها حصلت على الشهادة الابتدائية، ولكن فى سن 13 عاما انقلبت حياة ملكة الكوميديا بعد أن توفى والدها واصبح عمها وصياً عليها فاجبرها على الزواج من ابنه الطبيب الذى يكبرها بنحو 17 عاماً

وقالت عزة مصطفى أن زوج زينات صدقى عاملها معاملة قاسية وكان يضربها باستمرار وبعد معاناة طلقها لتبدأ بعد ذلك مشوارها الفنى الذى لم يكن ايضاً مفروشا بالورود، وعانت فيه ملكة الكوميديا حتى حققت ما وصلت إليه من جماهيرية كبيرة.

أحزان أبو ضحكة جنان

 وكما أضحكت ملكة الكوميديا الملايين، وشاركت عملاق الكوميديا اسماعيل ياسين عددا من أجمل الأفلام التى التقى فيها قطبا الكوميديا الكبار، جمعهما أيضا عذاب اليتم ، حيث عانى اسماعيل ياسين أبو ضحكة جنان من عذاب اليتم بعد أن فقد والدته فى سن 6 سنوات، وعانى الطفل اليتيم معاناة شديدة مع زوجة أبيه .

وعندما  وصل اسماعيل ياسين للصف الرابع الابتدائى انقلبت حياته رأسا على عقب بعدما أفلس والده الذى كان يعمل صائغا ً بالسويس ودخل السجن بسبب الديون المتراكمة عليه، فاضطر الصغير للعمل والتوقف عن الدراسة، وكان أول عمل له مناديا أمام محل لبيع الأقمشة، وظلت معاناته مع زوجة أبيه حتى انتقل ليعيش مع جدته لأمه، ورغم ذلك لم تنتهى معاناته حيث عاملته الجدة ببقسوة لكراهيتها لوالده واعتقادها بانه كان سبباً فى وفاة ابنتها، وبعد فترة فر اسماعيل ياسين إلى القاهرة  ليبدأ معاناة جديدة، ويعمل بأكثر من مهنة حتى استطاع أن يحقق حلمه فى التمثيل.

بابا عبده لم ير والده

ومن بين نجوم الكوميديا الذين تجرعوا مرارة اليتم عملاق الكوميديا عبدالمنعم مدبولى، فلا أحد يتخيل أن "بابا عبده" خير من جسد أدوار الأب وعبر عن مشاعره وحنانه نشأ يتيماً و حرم من حنان الأب وهو رضيع، ورغم ذلك أثبت ان فاقد الشيء يعطيه بغزارة ويعبر عنه بحنان وقوة.

وعن طفولة وحياة بابا عبده تحدثت ابنته أمل عبدالمنعم مدبولى فى حور لليوم السابع قالت فيه:"نشأ والدى فى حى باب الشعرية، ولم تكن طفولته سهلة، فوالده توفى بعد مولده بـ6 شهور، وترك زوجته الشابة وفى رقبتها 3 أولاد أولاد أكبرهم 6 سنوات وأصغرهم 6 أشهر"

وأشارت أمل عبدالمنعم مدبولى إلى أن جدتها لم تكن تملك سوى معاش ضئيل، فنشأ بابا عبده يتيما فقيرا محروما من أشياء كثيرة، وكانت والدته تصطحبه أيام الإجازة إلى محلات النجارة والسباكة والكهرباء لتطلب من الأسطوات أن يعمل معهم ويعلموه الصنعة، ولذلك تعلم منذ صغره كيف يكون عصاميا ويعتمد على نفسه.، وظهرت مواهبه وهو طفل فى الابتدائى، حيث كانت المنطقة الشعبية التى يعيش فيها تتميز بكثرة الموالد، فكان يرى الفرق المسرحية التى تأتى للمشاركة فى المولد ويحفظ عروضها، ويقدمها فى المدرسة، ويقوم بدور المخرج والممثل

وكان عملاق الكوميديا عبدالمنعم مدبولى متعدد المواهب، يمثل ويؤلف ويحب الرسم والنحت، والتحق بكلية الفنون التطبيقية، قبل أن يلتحق بمعهد الفنون المسرحية ويشق طريقه الفنى.

محمد عوض أخو البنات وأبوهم

أما الفنان الكبير محمد عوض والذى أطلق عليه لقب الكوميديان الفيلسوف، فقد تحمل منذ صباه مسئولية كبيرة وضغوطاً تفوق سنه وهو ما أوضحه ابنه المخرج عادل عوض فى حوار لليوم السابع كشف خلاله أن الكوميديان الكبير وشرارة الضحك عانى من اليتم وتحمل مسئولية شقيقاته البنات مبكرا.

وقال عادل عوض:"ينتمى والدى إلى أسرة بسيطة من محافظة الشرقية، هى مسقط رأس والديه، ولكنه من مواليد حى العباسية بالقاهرة فى 12 يونيو 1932، وكان والده موظفًا"

وتابع ابن الكوميديان الفيلسوف: "أبى الأخ الأكبر والوحيد بين 3 بنات، وكانت أهم هواياته الكشافة وكرة القدم، وانضم لفرق الكشافة الملكية، وكان يذهب فى رحلات كشفية ويحب الرحلات والسفر والطبيعة والبحر، وهو ما كان له أثر كبير على شخصيته المتفتحة، وكان حلم حياته أن يلتحق بالكلية البحرية"

تغيرت حياة محمد عوض عندما توفيت والدته وهو فى الصف الثانى الثانوى، وحينها أكد له والده أنه يجب أن يتخلى عن حلمه، لأنه سيكون العائل الوحيد لشقيقاته البنات بعد وفاته، والضابط البحرى حياته غير مستقرة، ولا تتناسب مع ظروفه ومسؤولياته تجاه أخواته، وبعد عام من وفاة والدته توفى والده ليترك له مسؤولية أخواته البنات، وهو فى الصف الثالث الثانوى.

أصبح الصبى اليتيم لا يواجه ألام وأحزان اليتم وفقدان الأم والأب خلال عام واحد بل أثقلته المسئولية التى ألقيت على عاتقه فجأة عن شقيقاته البنات، وعن كيفية تحمل هذه المسئولية وهو فى هذه السن المبكرة  قال ابن الفنان محمد عوض:" المدير الذى كان يعمل معه والده ساعده فى الحصول على نفس وظيفة أبيه حتى يظل راتبه مستمرًا، وهذا المدير ساعده كثيرًا، وكان يشجعه على المذاكرة ويتغاضى عن غيابه فترة الامتحانات"

وتابع:" ولم يستطع والدى أن يكفى البيت بهذا الراتب، وبعد نجاحه فى الثانوية العامة أرسل شقيقاته إلى أهله فى الشرقية، لكنه وجد أنهن لن يستكملن تعليمهن، فعاد بهن للقاهرة حتى يستطعن استكمال دراستهن الجامعية"

وكان محمد عوض يحب التمثيل منذ طفولته، ويشارك فى فريق التمثيل بالمدرسة، وعندما انتهى من دراسته الثانوية التحق بكلية الآداب قسم الفلسفة، حيث كان متفوقًا فى الفلسفة بالمرحلة الثانوية، وحصل على المركز الثانى فى مسابقة الفلسفة على مستوى القطر، ومن هنا جاءت تسميته «الكوميديان الفيلسوف»، ومارس هواية التمثيل وهو فى الجامعة كما التحق بفرقة الريحانى وكان يحصل منها على راتب  7 جنيهات فى الشهر، وهو ما ساعده إلى جانب وظيفة والده فى الإنفاق على شقيقاته، حتى شق طريق النجومية وتحسنت أحواله المادية.

يونس شلبى اليتيم أبو الأيتام

لا يمكن حين ترى ابتسامة الضاحك البرئ يونس شلبى أو تستمع إلى إيفيهاته الشهيرة التى يحفظها الملايين، من منصور ابن الناظر  فى "مدرسة المشاغبين" ،وعاطف ابن رمضان السكرى فى "العيال كبرت"، أو حين ترى حلقات بوجى وطمطم التى أمتعت ملايين الأطفال، وغيرها من أعمال استطاعت أن ترسم الضحكة والابتسامة على وجوه الملايين أن تتخيل حجم ماعاناه صاحبها مع اليتم سواء الذى عايشه فى طفولته أو ما عاناه أطفاله من بعد وفاته.

وفى حوار مع أرملة الضاحك البرئ لليوم السابع تحدثت عن طفولة  يونس شلبى التى تتشابه كثيرا مع طفولة أبنائه، حيث ولد  فى 30 مايو 1941 بمدينة المنصورة، وهو ابن وحيد على بنتين هو أصغرهما.

و كان والد يونس شلبى يعمل  تاجرا كبيرا فى بورصة القطن وخسر أمواله ومات من الحزن وترك زوجته شابة ومعها ابنتان فى عمر 15، 17 عاما، بينما كان يونس شلبى  لم يتجاوز 3 سنوات.

واوضحت ارملة يونس شلبى: «والدته جوزت البنتين وعاشت باقى عمرها مع يونس، كانت روحه وكان روحها، وبعد حصوله على الثانوية العامة فى المنصورة اتنقلت معه ليعيشا بالدراسة، ثم حدائق القبة فى القاهرة بعد التحاقه بكلية التجارة جامعة عين شمس، وكانت مواهبه الفنية ظهرت فى فرق التمثيل بالمدرسة والجامعة».

كان الفنان يونس شلبى يعمل خلال فترة دراسته الجامعية فى الحسابات بمستشفى أبوالريش وبجامعة عين شمس، لينفق على نفسه ويساعد والدته على أعباء الحياة، كما أشارت أرملته.

وعن زواجهما قالت: «يونس كان مرتبطا بوالدته جدا، لأنها عاشت حياتها ليه ورفضت الزواج، رغم إنها كانت صغيرة وجميلة جدا وقت وفاة والده، وكان بيدور على عروسة تراعى والدته وتستوعب ارتباطها بيه، وعلشان كدة اتأخر فى الزواج حتى سن 45 سنة، بعد أن حقق شهرته فى عالم الفن».

وتابعت: «يوم وفاة أمه صرخ، شرايينى ماتت معاكى يا أمى، وفعلا بعدها تدهورت حالته الصحية والنفسية، وأصيب بجلطات فى القلب والمخ"

 عانى الضاحك البرئ معاناة طويلة مع المرض وأجرى العديد من العمليات وأنفق مبالغ كبيرة على العلاج حتى وفاته تاركا 6 أبناء أكبرهم فى الصف الثانى بكلية التجارة وأصغرهم فى الصف الرابع الابتدائى، وعانى أبناؤه مع اليتم كما عانى والدهم الذى أسعد الملايين.

أحزان علاء ولى الدين

أما ناظر مدرسة الضحك الفنان علاء ولى الدين الذى أضحك الملايين واستقرت كلماته وإيفيهاته فى وجدان كل الأجيال ومنها :" كله ضرب ضرب مفيش شتيمة.. واكلة كرنب وهابهدلك.. ياعينى عالحلو لما تبهدله الأيام.. يعيش الوطن واحنا مش مهم.. لف وارجع تانى.. اعمل نفسك ميت»، فقد عانى مع اليتم وتحمل مسئولية اككبر من طاقته وهو فى سن الصبا.

وعلاء ولى الدين هو الابن الأكبر للفنان سمير ولى الدين الذى جسد دور الشاويش حسين فى مسرحية شاهد ماشفش حاجة، والفراش جابر فى مدرسة المشاغبين.

ولعلاء شقيقان أصغر منه هما خالد ومعتز،  ولم يكد علاء ولى الدين يبلغ سن 14 حتى بدأت أولى صدمات العائلة بوفاة الوالد بشكل مفاجئ، كما أشار شقيقه معتز ولى الدين فى حوار لليوم السابع.

وقال شقيق ناظر مدرسة الضحك: «كان والدى سهران فى عيد ميلاد ابن مدير إنتاج بالتليفزيون وشعر بتعب مفاجئ حيث كان مريضا بالسكر، ونقلوه للمستشفى وتوفى ولم يعد للمنزل وكان عمره 48 عاما، وتركنا وكان عمر علاء وقتها 14 عاما بينما كان عمر خالد 11 عاما وكنت انا لم أتجاوز سن 9 سنوات، وكانت والدتى وقتها لم تتجاوز سن 38 عاما"

وتابع معتز ولى الدين :"علاء شال المسؤولية وبقى راجل البيت وعائل الأسرة رغم صغر سنه وأخذنا تحت جناحه وأصبح الأب والأخ، وعندما وصل لسن 16 سنة واستخرج بطاقة اشتغل علشان يساعد والدتى، اشتغل فى مطاعم وأمن فى أوتيلات واتنقل فى شغل كتير، كان فى معاش للوالد ولكن طبعا مسؤولية 3 أولاد وأمهم كانت كبيرة».

يحكى الشقيق الأصغر عن العلاقة الخاصة بين علاء ووالدته: «كانت علاقة قوية جدا، كانوا كيان واحد هدفه رعاية عيلة، وبعد وفاة أبويا تقدم كثيرون للزواج من أمى وكان ردها: أنا متجوزة 3 رجالة علاء وخالد ومعتز».

 وعن حلم التمثيل قال شقيق علاء ولى الدين: «كانت وصية أبويا لعلاء الحصول على شهادة جامعية قبل أن يتجه للتمثيل، ورغم رغبة علاء فى الالتحاق بمعهد الفنون المسرحية، إلا أنه التحق بكلية التجارة، وكانت له بعض محاولات التمثيل فى الجامعة ولكن لم يبدأ محاولاته لاحتراف التمثيل إلا بعد التخرج».

عانى علاء ولى الدين من مرض السكر منذ ن كان عمره 16 عاما وكان يتعامل حتى مع المرض بالضحك وحقق خلا عمره القصير شهرة وجماهيرية ومحبة كبيرة فى قلوب الملايين حتى توفى بشكل مفاجئ قبل أن يكما 40 عاما فى أول ايام عيد الاضحى و بعد أن ذبح الأضحية عام 2003.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة