وائل السمري يكتب..la casa de papel كيف كسر المسلسل الأسباني هيمنة هوليود وصنع سمعة فائقة للدراما الأسبانية؟ العمل صنع حالة فريدة من المتعة والإلهام وأبطاله وصلوا إلى العالمية بفضل والحبكة الدرامية المتقنة

السبت، 18 أبريل 2020 06:05 م
وائل السمري يكتب..la casa de papel كيف كسر المسلسل الأسباني هيمنة هوليود وصنع سمعة فائقة للدراما الأسبانية؟ العمل صنع حالة فريدة من المتعة والإلهام وأبطاله وصلوا إلى العالمية بفضل والحبكة الدرامية المتقنة la casa de papel

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لا يهبك المسلسل الأسباني la casa de papel المتعة فحسب، لكنه أيضا يهبك الأمل، الأمل في أن يعيش البشر على قدر "ما" من العدالة والمساواة، والأمل في أن التغيير ربما يأتي على يد من لا نتوقع منه التغيير، والأمل في أن العمل الجيد يستطيع بقليل من التوفيق أن يفرض نفسه على العالم أجمع، متحديا عمالقة الصناعة في العالم كله، ومزلزلا قواعد السوق التي أثبت المسلسل الأسباني " la casa de papel" أنها ليست قواعد مطلقة القوة، لكنها قابلة للكسر، تماما كما كسرت حبكة المسلسل قواعد العالم الاقتصادية والمالية.

 

المسلسل في مجمله يعد من مسلسلات "الجريمة" لكن الجريمة هنا  "فن" قائم بذاته، فن يعتمد على الإتقان والخيال المزج بين المنطق الصارم الفناتازيا الراقية، الجريمة هنا مباراة في الشطرنج بين العقول، الجريمة هنا فزياء تحكمها قوانين الطبيعة فلكل فعل رد فعل مساو له في المقدار ومضاد له في الاتجاه، كما تخضع لقوانين علم النفس ودراسة السلوك الإنساني ودوافعه وانفعالاته وقياسها، يأتي هذا عبر اختيار مجموعة من "المجرمين" الذين يتعهد "البروفسيور" بتعليمهم وتربيتهم وتلقينهم ورفع كفاءاتهم من أجل سرقة "البنك المركزي" لكنه لم يخطط لسرقة البنك أصلا، بل خطط ليطبع لنفسه أموالا لكي لا يستطيع أحد تتبعها، مهمة تبدو مستحيلة، لكن صناع المسلسل أقنعونا بأنها ممكنة بفضل الحبكة المتقنة المراعاة الدقيقة للتفاصيل والمحافظة على الإيقاع الدرامي المتصاعد بشكل جعل مسلسلات الجريمة الأخرى تعيد حساباتها من جديد، وبعد أن تتم سرقة البنك المركزي بسيل غير متناه من الخدع، يستطيع البوليس الأسباني القبض على أحد أفراد هذه العصابة، فتبدأ جولة أخرى من جولات الصراع بالتخطيط لسرقة مخزون الذهب لدى الحكومة الأسبانية، وهي الجريمة التي لم نعرف حتى الآن مصيرها، ومن المنتظر أن يشهد الجزء الخامس الكشف عن هذا المصير.

بدأ عرض هذا المسلسل في 2 مايو 2017 وبحسب الفيلم التسجيلي الذي أذاعته منصة "نت فليكس" عن هذا العمل فقد منى المسلسل في بدايته بفشل مدوي حينما عرض في التليفزيون الأسباني وحينما بدأت  "نت فليكس في عرضه تصاعد اهتمام الجمهور به، حتى نافس في شعبيته مسلسلات كبرى ذات إنتاج ضخم مثل مسلسل "ذا فايكينج" و"لعبة العروش" حتى طغت شهرته على شهرتهما، وأصبح من أهم المسلسلات التي تشغل الناس ويتابعونها، حتى نادى البعض فور عرض جزئه  الرابع بضرورة إذاعة الجزء الخامس فورا.

 

مسلسل واحد كسر هيمنة الدراما الأمريكية التي بدت تائهة وسط هذا الزخم، وفي الحقيقية فإن الفضل في هذا يعود إلى هذه الشبكة العملاقة "نت فليكس" التي غيرت مزاج المشاهدين في العالم أجمع وجعلت مشاهدة المسلسلات الاسبانية والمصرية والنرويجية والألمانية أمرا عاديا لدى كل شعوب العالم، لكن أهم ما ميز هذا المسلسل هو استطاعته البرهنة على أن العمل الجيد يفرض نفسه ولو بعد حين، كما أثبت أن مسألة صنع عمل عملاق قد لا تتطلب إنتاجا عملاقا، وأن السمعة الفنية الرائعة قد يتم اكتسابها بمسلسل واحد، أو فيلم واحد، يحقق معادلة الإجادة والدقة والروح الجماعية المتفانية، وهو أمر أرى أنه قابل للتكرار، كما أني أرى أن الإمكانيات المصرية قادرة على صنع حالة مشابهة وأن تجد لنفسها موضع قدم إذا ما خلصت النوايا وعملنا لوجه الفن والمتعة والقيمة وليس لوجه "السوق".

la casa de papel (8)
 

 

la casa de papel (1)
 

 

la casa de papel (2)
 

 

la casa de papel (3)
 

 

la casa de papel (4)
 

 

la casa de papel (5)
 

 

la casa de papel (6)
 

 

la casa de papel (7)









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة