أصدقاء خونة يصنعون المجد.. 10 شخصيات تجسد صورة الخائن فى التاريخ أشهرهم يهوذا

الجمعة، 17 أبريل 2020 06:30 م
أصدقاء خونة يصنعون المجد.. 10 شخصيات تجسد صورة الخائن فى التاريخ أشهرهم يهوذا يهوذا تلميذ المسيح الخائن
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أشهر تجسيد لصورة "الصديق الخائن" في التاريخ البشرى، كان "يهوذا الإسخرطوطى، تلميذ المسيح وتابعه، الذى وشى بسيده يسوع المسيح، فما كان للأخير من مصير سوى الصلب، وهى لحظة "الخلاص" التي قامت عليها الديانة المسيحية، وأصبح هذا المشهد هو أساس عقائدى تسرده الأناجيل القانونية الأربعة.
 
يهوذا الاسخريوطي
يهوذا الاسخريوطي
 
عاش يهوذا مع المسيح أكثر من ثلاثة أعوام، واختاره "ابن مريم" ضمن الاثني عشر تابعا، ليكون معه، وليكون تلميذًا له، ولتصير له وظيفة رسولية، تلامس يهوذا مثل سائر التلاميذ مع السيد المسيح عن قرب، اختبر يهوذا عن قرب محبة السيد المسيح الفياضة نحوه ونحو الآخرين، ولمس وداعته ولطفه وعطفه وترفقه بالضعفاء، لكن فى النهاية خان يسوع وسلمه لليهود مقابل ثلاثين قطعة فضة وبعد ذلك ندم على فعلته ورد المال لليهود وذهب وقتل نفسه.
 
وعلى مدار التاريخ الإنسانى، قبل وبعد "يهوذا" كانت هناك وقائع مماثلة لأصدقاء ومقربين خانوا قوادهم، وقابلوا إحسان ومحبة سادتهم الخيانة، وتسليم اليد مدت إليهم بالخير إلى الموت، ومع الاحتفال بيوم الجمعة العظيمة، والتى سلم فيها يهوذا سيده يسوع المسيح، نقدم بعضا من الشخصيات التى كان وصمت بالخيانة، ومنهم:
 

ماركوس يونيوس بروتس

ماركوس يونيوس بروتس
ماركوس يونيوس بروتس
 
كان بروتس هو أحب أصدقاء يوليوس قيصر إليه ومحل ثقته، والشخص الأقرب إلى قلبه، حتى قيل إنه كان ابنا له لكثرة ما أغدق عليه، ومنحه من الأوسمة والمناصب، وكان بروتس أحد المقربين للقيصر، وكان رجلا كريم الخلق سمحا يحبه الجميع، لكن برغم حبه ليوليوس كان حبه لبلاده لا يقدر، وهو ما لعب عليه كاسيوس، الرجل الذي قاد عملية الاغتيال، ودفع الأول لقتل الإمبرطور الرومانى، ومن هنا تأتى الكلمة المأثورة الشهيرة "حتى أنت يا بروتس"، التى قالها شكسبير فى محاولة درامية لتوضيح خيانة الصديق بروتس لصديقه الإمبرطور، ولعلها قالها  يوليوس قيصر نفسه، بعدما صدم فى أقرب الناس إليه.
 
فعندما طعن بروتس، حبيبه ورئيسه يوليو قيصر قال له وكان يعتبره صديقه المقرب بل ينظر إليه كابنه: "حتى أنت يا بروتس!"، فقال بروتس: "إننى أحبك يا سيدى ولكننى أحب روما أكثر"، فقال يوليوس قيصر: "إذن ليمت القيصر".
 
أبو رغال
أبو رغال
أبو رغال
شخصية عربية توصف بأنها رمز الخيانة، حتى كان ينعت كل خائن عربي بأبي رغال، والخيانة هنا ليست بصديق بعينه، بل لقومه جميعا، وكان للعرب قبل الإسلام شعيرة تتمثل في رجم قبر أبو رغال بعد الحج، وظلت هذه الشعيرة في الفترة بين غزو أبرهة الأشرم حاكم اليمن من قبل النجاشي ملك الحبشة عام الفيل 571 ميلادية وحتى ظهور الإسلام.
 
وأبو رغال هو الدليل العربي لجيش أبرهة، فما كان الأحباش يعرفون مكان الكعبة وكلما جاؤوا بدليل من العرب ليدلهم على طريق الكعبة يرفض مهما عرضوا عليه من مال، ولم يقبل هذا العمل سوى أبو رغال فكان جزاؤه من جنس عمله أن نعت كل خائن للعرب بعده بأبي رغال، ويشار إلى أبي رغال في كتب التاريخ العربي باحتقار وازدراء لأنه لم يعرف عن العرب في ذلك الحين من يخون قومه مقابل أجر معلوم، قال ابن كثير في كتابه البداية والنهاية : «والجمع بين هذا وبين ما ذكره ابن اسحاق أن أبا رغال هذا المتأخر وافق اسمه اسم جده الأعلى ورجم الناس قبره كما رجموا قبر الأول أيضا والله أعلم".
 

ابن العلقمى

 
اسم ارتبط بجريمة من أفظع الجرائم، وكارثة من أخطر الكوارث، وهي سقوط بغداد حاضرة الخلافة الإسلامية في أيدي التتار، هو أبو طالب محمد بن أحمد بن علي، مؤيّد الدين الأسدي البغدادي الرافضي المعروف بابن العلقمي (593- 656هـ/ 1197- 1258م)، وقال عنه الزركلي: "وزير المستعصم العباسي، وصاحب الجريمة النكراء في ممالأة هولاكو على غزو بغداد، اشتغل في صباه بالأدب، ووثق به المستعصم فألقى إليه زمام أموره، وكان حازمًا خبيرًا بسياسة الملك، كاتبًا فصيح الإنشاء".
وقد اختار للوزارة ابن العلقمي، وذلك سنة 642هـ، وكان داهية استطاع أن يستغل صفات الضعف في الخليفة لينفث سمومه وينفذ مخططاته، وقد كرّس ابن العلقمي حياته؛ للقضاء على الخلافة العباسية، ومحاربة أهل السنة أينما حلوا أو ارتحلوا.
 

الظاهر بيبرس

الظاهر بيبرس
الظاهر بيبرس
لعل من أشهر قصص خيانة الأصدقاء فى التاريخ فى الإسلامى، كانت قصة خيانة الظاهر بيبرس لسيف قطز سلطان المماليك، وقتله له، بعد معركة عين جالوت، حيث يقال إنه بعد انتصار قطز على المغول في عين جالوت، ساق وراءهم لتحرير باقي مدن الشام، فتحررت دمشق وحماة وحمص وأرسل بيبرس ليطرد التتار من حلب ويتسلمها ووعده بنيابتها، فلما طردهم منها وتسلمها المسلمون، استناب عليها غيره وهو علاء الدين ابن صاحب الموصل، وكان ذلك سبب الوحشة التي وقعت بينهما فاقتضى قتل السلطان قطز سريعا.
 
لكن سمة أسباب أخرى قديمة ترجع إلى أيام السلطان عز الدين أيبك، وتشريده معظم المماليك البحرية الصالحية، وقتله زعيمهم أقطاي، إذ صار مماليك أيبك وهم المعزية ومنهم قطز، أصحاب النفوذ والسلطان في مصر.
 
واستمر العداء بين المعزية والبحرية قائمًا حتى أغار المغول على مصـر، فاضطر المماليك جميعًا إلى الاتحاد بدليل قول العيني إن المماليك البحرية انحازوا إلى قطز المعزي، "لما تعذر عليهم المقام بالشام، وللتناصر على صيانة الإسلام، لا لأنهم أخلصوا الولاء له"، فلما انتصـر المماليك على المغول في عين جالوت، ولم تبق هناك ضرورة للاتحاد، ظهر العداء القديم بين الطائفتين من جديد، وكان من نتائج ذلك مقتل قطز المعزي على يد بيبرس الصالحي.
 

حسن ابن مرعى 

بعد هزيمة السلطان المملوكى الأخير طومان باى على يد العثمانيين، توجه إلى الغربية عند حسن بن مرعى وابن عمه شكرى، من شيوخ غرب محارب، حيث كان ولاهم طومان باى على عربهم، وبعد أن أخرج حسن من الحبس المؤبد زمن السلطان الغورى، فالتقى بهم وأخذ العهود والمواثيق والأيمان المغلظة، بأن يكون معه ظاهرا وباطنا وبالقلب، وأن يكونوا هم على قلب رجل واحد، وشرح السلطان طومان باى، بأن العدو خلفه وأحضر مصحفا وحلف حسن وابن عمه على القرآن ألا يخونا ولا يغدرا به ولا يدلا عليه بشىء ولا لسبب من الأسباب، وحلفا على المصحف سبع مرات فاطمأن طومان باى.
 
ويوضح كتاب "المماليك الشراكسة" للدكتور شفيق توفيق إسماعيل، أن حسن بن مرعى، بعدما اطمأن على استقرار طومان باى ومن معه، خرج ليستطلع الأخبار، وقد حدثته نفسه بالخيانة، ويقال إن مجادلة حادة وقعت بينه وبين أمه فى أمر الخيانة، وحذرته الأم من هذا العمل، وأخذت تذكره بما لطومان باى من أياد بيضا، وجاهدت فى نصحه فلم ينتصح، وطمع فى المكافأة وشجعه شكرى ابن عمه بقوله: " هل عاقل يبيع عاجله بآجله، لا تمل إلى الكفة الخاسرة فيحصل لك الخسران"، واستقر حسن على الخيانة واحاط بعربانه، وأرسل إلى السلطان سليم بالخبر.
 

مير جعفر

مير جعفر
مير جعفر
وصل (مير جعفر) (1691 – 1765) وهو عربي الميلاد، إلى الهند كمغامر ودخل في السياسة إلى جانب زوج والدته الجنرال (علي فاردي خان)، وقام بمساعدته لتنفيذ مؤامرة استولوا فيها على البنغال وحرروها من السيطرة المغولية في عام 1740. ثم قام بعملية ”تقاطع مزدوج“ وخيانة حفيد وخليفة (علي فاردي) الذي يدعى (سراج الدولة)، وقام بمساعدة البريطانيين للسيطرة على البنغال والذين قاموا بدورهم بتنصيبه كحاكم لها.
بدأت الخيانة التي قام بها (جعفر) عندما كان قائداً لجيش البنغال التي كانت وقتها تحت حكم (سراج الدولة)، حيث خاض حرباً ضد شركة (إيست إنديا) البريطانية التي أرادت الاستيلاء على المنطقة، ودخل في مفاوضات سرية مع البريطانيين لخيانة حاكمه.
 

إسماعيل الهوارى

استطاع شيخ العرب همام بن يوسف، تأسيس دولة له فى جنوب مصر، وشكل قوة عسكرية من الهوارة والعرب ومن المماليك الفارين من حكم علي بك الكبير فدقت أبواق الحرب بين دوله في الجنوب يرأسها همام ولد يوسف أحمد الهوارى ودوله أخرى في الشمال يراسها على بك الكبير.
وفى ظل الصراع بين الجنوب والشمال، جهز "همام" جيشا كبيرا جمع فيه عدة جيوش من الصعيد ومن هواره وعلى رأسهم إسماعيل الهوارى، ابن عم الشيخ همام وزوج اخته وخال أولاده اختاره همام ليكون قائدا للجيش وبدأت الحرب وكانت الغلبه من نصيب أهل الصعيد وهواره في البداية ولكن بسبب مكر المماليك استطاعوا أن يخدعوا إسماعيل الهوارى ويجعلوه يخون ابن عمه وانتصر المماليك بسبب الخيانة ودخلوا فرشوط وجعلوها كوما من الرماد فاتجه همام إلى النوبة ليبنى جيشا أخر من الصعيد ولكنه لم يستطع بسبب الموت فتوفى في الطريق.
 

محمد أبو الدهب

محمد أبو الدهب
محمد أبو الدهب
بحسب ما يذكره كتاب "تاريخ مصر الجزء الرابع - المجلد الثانى ص 1142- 1143" للمؤرخ ساويرس بن المقفع، أن حملات على بك الكبير، التوسعية، جعلته يرسل حملة بقيادة مملوكه محمد أبو الدهب إلى الحجاز، وشجعه انتصاره فى الحجاز على إرسال حملة إلى بلاد الشام، إذ كان وعد بنجدة حليفه الشيخ ظاهر العمر، وبالفعل استطاع أبو الدهب قائد الحملة أن يحرز انتصارات عديدة، وعاونه الشيخ ظاهر العمر معاونة صادقة، فسقطت فى يده غزة ونابلس ويافا والرملة واللد وصيدا وغيرها.
لكن أبو الدهب انقلب على مولاه على بك وبدأ يطمع فى نسب كل هذه الانتصارات لنفسه، واستطاع أن يثير عليه البكوات، فكان تارة يصفه بالكفر والإلحاد، وتارة أخرى يتهمة بالعمل على إخضاع هذه البلاد للكفرة، فى إشارة منه على تعاون على بك مع الروس.
وبالقرب من الصالحية دارت معركة حاسمة جرح فيها على بك ووقع فى أسر أبى الدهب، ثم ما لبث أن مات بعد ذلك بأيام معدودة فى 8 مايو 1773، وأفضى موت على بك إلى استئثار أبو الدهب بكل نفوذ وسلطة مصر.
 

بدران


 
هو الذى قيل فيه الموال الشهير «آه يا خوفي يا بدران ليكون ده آخر عشا»، لأنه خان صديقه أدم الشرقاوى، الذى وصف بأنه ناضل ضد الإنجليز وأعوانهم وانتصر للفلاحين الغلابة، فإن البوليس أدرك أنه لن يستطيع النيل منه إلا من خلال صديقه بدران الذي استمالته السلطة، وأبلغ عنه الشرطة وتسبب فى قتله، بينما دافع الكثير من الكتاب عن بدران، مؤكدين أن اتهامه بالخيانة وراءه أتباع أدهم لإظهاره على أنه بطل، لأنه مات غدرا على يد أحد أصدقائه، الذى باعه للإنجليز بعد أن فشل رجال الشرطة فى الوصول إليه وذلك لإبراز قوته وبناء الأسطورة على هذه الرواية.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة